أكد الدكتور سيد خطاب عودة مسرح طنطا إلي هيئة قصور الثقافة وهو المسرح الذي أُثار جدلا واسعا بعد قرار وزير الثقافة بتحويله إلي أوبرا، جاء ذلك ردا علي تساؤل لبوابة اﻷسبوع حول تلك القضية أثناء فعاليات ندوة 'المسرح القومي.. آفاق جديدة' التي عقدت مساء أمس ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر وهي الندوة التي حملت هموم المسرحيين ومشكلاتهم وامتدت طويلا وسط سيل من أسئلة المشاركين وطرحهم للمشكلات، يعقد المؤتمر تحت رعاية د.جابر عصفور وزير الثقافة، اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط، د.سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والذي تنظمه الإدارة العامة للثقافة العامة التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر محمد أبو المجد، وشارك في ندوة المسرح د.سيد خطاب، الكاتب محمد حافظ، محمد عبد الله حسين، د.حسام عطا، أحمد أبو خنيجر، الفنان محمود الحديني، أدراها الكاتب الصحفي يسري حسان. دارت الندوة حول مجموعة من التساؤلات منها: هل لدينا مسرح في مصر يريد استرداد الجمهور مرة أخري؟، هل لدينا مسرح يمس مشكلات الجمهور؟، هل مسرح الدولة أصبح مناسب لهذه الظروف التي تمر بها مصر وقادر مع مواكبتها؟، هل مسرح الأقاليم يلبي احتياجات المواطنين؟، هل مسرح الثقافة الجماهيرية هو السبب في إخفاق دور المسرح؟، هل أموال الثقافة الجماهيرية تأتي بثمرة نتاجها؟. وأشار حسان في كلمته أن عنوان الندوة هو نتاج العنوان الرئيسي للمؤتمر لأن المسرح يعلمنا ثقافة الاختلاف، وتم اقتراحه عقب افتتاح المسرح القومي حيث رأي القائمين علي المؤتمر أنه من المهم إقامة ندوة عن عودة المسرح القومي إلي دروه الأساسي، مما يدفع المسرحيين إلي استعادة جمهور المسرح مرة أخري. وأعرب الحديني عن سعادته بالتواجد بالمؤتمر بمدينة أسيوط وعن عودة المسرح القومي بعد إغلاق منذ عام 2008، وأشار إلي أن المسرحيين لديهم تحدياً كبير أمام الدولة التي أنفقت 105 مليون جنية في ترميم المسرح لعودة الجمهور مرة أخري إليه، وأشاد بمجلس الآمناء الذي يتكون من شعبتن كلاسيكية وفنية في وضع خطط قابلة للتنفيذ لجذب الجمهور مرة أخري، وتعجب من أن المسرح لم يواكب الأحداث التي مرت بها مصر من ثورتين، وأرجع ذلك لإنهيار المسرح في المدارس والجامعات، الأمر الذي جعل المواطنين غير مُقبلين علي المسرح وطالب بعودة المسرح إلي المدارس والجامعات مرة أخري، وأوضح أن تكلفة أي مسرحية قد تصل إلي مليون جنية وقد لا تصل إلي الجمهور لأن الدعاية لم تكون علي المستوي المطلوب بالرغم من أن هناك وسائل كثيرة الآن لعمل الدعاية ومنها الأنترنت، كما أعرب عن حزنه في تحويل مسرح الخديوي إسماعيل الذي أُطلق علية المسرح الفرنسي إلي بوسطة، وطالب وزارة الآثار باستراده وتحويلة مرة أخري إلي مسرح لما له من تاريخ آثاري عظيم، ثم تتطرق بالحديث عن تاريخ المسرح. وفي كلمة حسام عطا طالب المسرحيين بنظرة إلي المستقبل تجاه المسرح، وأشار إلي أن الأدباء والفنانين كانوا لُحمة واحدة من البداية في كل القضايا والمواقف الحياتية، كما أشاد بدور الأدباء في إثراء المسرح ومنهم توفيق الحكيم وطه حسين، موضحاً أن المسرح هو التعبير الحي عن فن الاختلاف، وأن ثقافة الاختلاف متمثلة في الحوار بين الشخصيات المتناقضة، فالمسرح هو عالم افتراضي للتعبير عن فكرة الاختلاف وقبول الآخر، كما اقترح إنشاء شعبة ثالثة بمجلس أمناء تسمي الشعبة التراثية علي أن تساهم في إعادة إنتاج عروض النماذج الشعبية الأولي كي تكون مواكبة مع أحداث الآن، مثل اليابان، وطالب بإعادة تقديم ريبورتوار الستينات والسبعينات برؤية تتناسب مع الواقع المعاصرة، مع الاحتفاظ بشكل الوجود الكلاسيكي في الروايات، كما طلب بإعادة دور الريجيسير الذي يقوم بضبط المسرح لتهيئة المناخ أمام الممثلين والجمهور، كذلك عودة الناقد الفني أو الخبير المسرحي المعاون للمخرج، حيث تم إفشاله في الماضي لصالح المخرج. وأكد أحمد أبو خنيجر في كلمتة علي فكرة أن المسرح القومي المرتبط بالمسرح المصري عموماً، فمسرح الثقافة الجماهيرية حفاظ علي عدم إنهيار المسرح في السنوات الماضية، وطالب مسرح الأقاليم بتقدم كل ما هو مرتبط بالواقع مع طرح مشكلات ووضع حلول لها، كما أعرب عن استيائه لإعتبار أنشطة الثقافة الجماهيرية سرية لأنه لا يوجد لها الدعاية الكافة، وطلب باعادة النظر في إدارة المسرح بالهيئة، والخروج بالمسرح إلي الشوارع والنجوع والقري لتغطية كافة الأماكن بمصر، كما يجب الاهتمام بمسارح الأقاليم كما حدث مع المسرح القومي. وأوضح محمد عبد الله حسين في كلمته أن انهيار المسرح أتي من انهياره في المدارس والجامعات، كما وجه النقد إلي المسرح التجاري الذي أثر بشكل سلبي علي المسرح القومي، وطالب الأدباء والفنانين بعودة الروح مرة أخري إلي المسرح. وأكد الكاتب المسرحي محمد ناصف في كلمته أن فن المواجهة هو المسرح وقبله الشعر، فهناك علاقة بين عنوان الندوة والمؤتمر، وأن نتبني فن الاختلاف المأخوذ من فن المواجهة وقبول الآخر، والثقافة الجماهيرية تستطيع دفع المسرح القومي من خلال تقديم الأماكن والعاملون والفنانين، ولكن علي المحافظة تحمل الاستضافة، وعلي البيت الفني للمسرح دفع الأجور للفنانين، وأشار إلي ضرورة إنتاج 27 مسرحية تتناول موضوعات هامة في وقتنا الحالي ومنها 'قناة السويس، العنف، الإرهاب، قبول الآخر'، وأن العرض المسرحي 'الميكورباص' الذي عُرض ضمن فعاليات المؤتمر دليل علي ذلك، وأكد علي عودة عرض العمل المسرحي مرة أخري لمدة 20 يوماً، وأن هناك خريطة عروض مسرحية يتم التحضير لها في شهر فبراير القادم لتبدأ العروض في منتصف العام القادم. وفي كلمتة أشار د.سيد خطاب إلي أن الهيئة لديها خطة ومشروع لإعمار المسرح القومي بشكل كامل ولإعادة المسرح المصري، وأن أبناء الثقافة الجماهيرية قادرين علي عودة المسرح القومي بقوة، كما أكد أنه جاري التجهيز لعمل 6 موائد مستديرة تتضمن ممثلين من فرق الأقاليم و المسرحيين لتحديد المشكلات التي تواجههم والعمل علي حلها بإنشاء مجلس أمناء ثقافة في كل محافظة يساهم في تجوال المسرح ب 7000 قرية، كما يساهم في الخروج من المركزية إلي مراكز مصغرة، وكذلك عمل دورة لفن الكتابة بالمسرح تتضمن أكثر من 25 شاعر عامية، وهذه هي البداية الحقيقية لازدهار المسرح لأنة أساس بناء دولة مدنية حديثة، وطلب بمارسة الفن المسرحي علي أرض المدارس والجامعات لتأسيس ثقافة مختلفة قادر علي التفاعل مع الإنسان، وأكد علي أن المسرح الحي هو لحظة مواجهة بين الممثل والجمهور، حيث يستطيع بتلك العلاقة الإطاحة بالسلطة، ووعد المسرحيين بزيادة ميزانية المسرح، ووجه الشكر للشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة الأسبق لتوفيره 27مسرح متنقل و50 وحدة صوت واضاءه ستعمل علي عودة المسرح إلي الشارع والمقهي من خلال توزيعها علي المحافظات، وأشار إلي أن اسم الثقافة الجماهيرية سوف يصبح اسماً بديلا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد صدور قرار جمهوري بذلك قربياً، موضحا أن هناك 100 شاشة سينما ستعمل بالتعاون مع جمعية الرواد علي ضخ ميزانية جديدة تساهم في إنتاج أنشطة وعروض فنية أفضل. وفي الختام وبعد تعليقات المشاركين أبدي د.سيد خطاب موافقته علي عودة مهرجان مسرح الطفل، وإقامة مهرجان خاص بالمسررح واعدا بمضاعفة البنية اﻷساسية التي تركها الشاعر سعد عبد الرحمن من مسارح متنقلة وأجهزة صوت وإضاءة