الحقيقة أنه لم يبدو أن وزارة الآثار لا تقرأ جيدا خاصة مع الرسالة التي تضمنت كل الحقائق وهي رسالة الأثري نور عبد الصمد التي أرسلها للسيدة إيرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو وتضمنت الوقائع كاملة حيث طلب عبد الصمد تدخل اليونسكو لحماية هرم زوسر المدرج ولم يكتف بذلك بل أرسل بنفس المحتوي لكل الجهات التي من شأنها المحافظة علي التراث الإنساني والحضاري للشعوب كما دعا أحمد شهاب المرمم بوزارة الآثارونائب رئيس جمعية الآثار، رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب لتكوين لجنة هندسية محايدة علي أعلي مستوي لإعلان حقيقة ماحدث في هرم زوسر وقد شرح عبد الصمد في رسالته كل ماتعرض له الهرم من واقع معايشة حيث يعمل مديرا عاما للتوثيق الأثري بوزارة الآثار وأكد عبد الصمد أن الهرم تعرض لهجوم بربري يوشك علي تدميره شارك فيه احدي الشركات الإنجليزية غير المتخصصة وكذلك شركة مصرية غير متخصصة أيضا واكد انه تم بناء مداميك جديدة علي جسم الهرم من الخارج باستخدام عشرات الأطنان من الأحجار الجيرية من محاجر طرة بينما بني الهرم من أحجار محلية من هضبة سقارة وهو ماتسبب في تغيير معالم الهرم فأصبح كأنه بناء حديث بالمخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية التي وقعت عليها مصر وعلي رأسها اتفاقية اليونسكو التي تجرم تغيير معالم أي أثر فضلاً عن مخالفة ذلك لقانون حماية الأثار 117لسنة 1983 وتعديلاته والتي جرمت أي تغيير معالم لأي أثر " نحن نتحدث عن أول بناء حجري في تاريخ البشرية وأثر فريد من نوعه في العالم ومسجل علي القائمة الدولية الرئيسية لمنظمة اليونسكو ضمن مكونات جبانة منف". واضاف تقرير عبد الصمد أنه تم تشييد شبكة من السقالات الخشبية والحديدية علي جسم الهرم من الخارج وترتب علي ذلك زيادة الثقل علي جسم الهرم وداخله حيث أنه يحتوي علي أكثر من 30 ممرا داخليا وعدد غير معلوم من الغرف الداخلية، هذا الهرم فريد في عدد ممراته الداخلية وغرفه الداخلية كما تم إزالة الكثير من الرمال القديمة من علي السطح الخارجي للهرم مما تسبب في تعرض الهرم وأحجاره الأصلية للعوامل الجوية: حرارة ، رطوبة ، أمطار، رياح وغيرها وتسبب هذا في حدوث شروخ وتصدعات لبعض الأحجار في جسم الهرم من الخارج واكد التقرير أنه نتيجة للجرائم التي ارتكبت علي جسم هرم زوسر الخارجي سقطت بعض أحجار من قلب الهرم من الداخل !!!! مما جعل المسئولين يستعينون بشركة سينتاك الانجليزية وهي شركة غير متخصصة في ترميم الأثار كشركة الشوربجي التي أسندت إليها العملية! وقامت الشركة بعمل مسكنات مؤقتة حيث قامت بتركيب 8 وسادات هوائية - وتساءل عبد الصمد في تقريره هل يجوز استخدام المسكنات والوسادات في ترميم الآثار ؟! واضاف أيضا أن ذهن المسئولين في الأثار والشركة المصرية تفتق عن عمل شدات معدنية حديدية داخل البئر الصاوي بعمق 28 مترا لمنع السقف الخاص بالهرم من الداخل من الانهيار ! مؤكدا أنه في حالة انهيار عمود حديدي واحد سينهار الهرم بأكمله وتسقط أحجاره داخل البئر الصاوي كما ستسقط أحجاره الأخري في الممرات والغرف الداخلية،متسائلا كيف تم تثبيت الأعمدة الحديدية فوق التابوت الخاص بالعائلة الملكية في عهد زوسر والمصنوع من المرمر والذي يقع في منتصف البئر الصاوي الآيل للسقوط والذي يعد تحفة أثرية نادرة قلما يجود الزمان بمثلها! . وأوضح عبد الصمد انه شارك بصفته مديرا عاما لإدارة المواقع الأثرية في عدة لجان عليا لمناقشة المشكلة وبحضور الدكتور حسن فهمي بكلية الهندسة جامعة القاهرة ومحمد يوسف مدير الشركة آنذاك وعبد الحميد قطب المسئول الهندسي المشرف علي المشروع عام 2007 وانتقلوا للمعاينة علي الطبيعة داخل الهرم وتقدم بورقة عمل ملخصها تشييد عقد من الحجر المعشق لسقف البئر الصاوي وهي طريقة معمارية استخدمها الفراعنة في كثير من مبانيهم وقام عبد الصمد بتنفيذها مع الجانب الفرنسي في مقبرة رئيس وزراء الملك أمنحتب الثالث والتي تقع شرق هرم زوسر بحوالي 500 متر وذلك عام 1987 وكان سقف المقبرة منهارا نتيجة تآكل الجبل الذي بلغ سمكه 17 مترا ومازال هذا العمل شاهدا علي عظمة العمارة المصرية القديمة وطالب في نهاية مذكرته بتدخل اليونسكو طبقا لما ورد في الميثاق التأسيسي لمنظمة اليونسكو الذي ينص علي أن المنظمة تساعد علي بقاء المعرفة وتقدمها وتعميقها عن طريق السهر علي صون التراث العالمي وحمايته وطبقا للمادة الرابعة التي تلزم كل دولة وقعت علي إتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي بحماية تراثها والمحافظة عليه وترميمه وتطبيقا للمادة الخامسة فقرة د وتطبيقا للمادة السادسة فقرة 2 وما ورد بالمادة السابعة بشأن طلب المؤازرة الدولية وتطبيقا للمادة 13 فقرة 1 والتي تحتم ضرورة تدخل لجنة التراث العالمي وطبقا لمواد شروط العون الدولي واجراءاته وهي المواد أرقام 19 26 ، وطالب ايضا باستدعاء خبراء كل من المجلس الدولي للآثار والمواقع والمركز الدولي لدراسات صون الممتلكات الثقافية وترميمها ( مركز روما ) للتدخل الفوري والمعاينة علي الطبيعة لإنقاذ أثر من أهم أثار العالم . والحقيقة ان تلك الرسالة تدل علي يأس تام من سلوك المسئولين وعلي جانب آخر جاءت تصريحات احمد شهاب التي تطالب رئيس الوزراء بلجنة هندسية محايدة لمعرفة حقيقة مايحدث في هرم زوسر ويكمل شهاب الصورة الحزينة لما يجري في هرم زوسر موضحا أن هرم الملك زوسر هو أحد معالم اثار جبانة "سقّارة" ، و قيمته التاريخية تكمن في كونه أول هرم مصري من ستة مصاطب. بناه امنحوتب -أول معماري في التاريخ- خلال القرن 27 ق.م . لذا ، فهو يعبر عن عبقرية المرحلة الإنتقالية من المصاطب إلي الأهرامات مكتملة البناء. وفي الوقت الذي تتوالي فيه تصريحات الآثار حول سلامة الهرم خرج المهندس ميشيل فريد مهندس الشركة المرممة عبر شاشة إحدي الفضائيات ليؤكد ان الهرم يحتاج 25 مليون جنيه وان هناك 3 مخاطر يتعرض لها الهرم ولا يوجد رصيد في وزارة الآثار للصرف علي الهرم وأيده في ذلك الدكتور يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار .