نفي حلمي النمنم رئيس دار الكتب والوثائق القومية، أن افتتاحاً قريبا سيتم لمبني دار الكتب بباب الخلق الذي تعرض لتدمير في المبني، وقاعة العرض المتحفي إثر الانفجار الذي تعرضت له منطقة باب الخلق ومديرية أمن القاهرة، مؤكدا أن العمل مستمر في اعادة ترميم واصلاح ما تعرض للتلف لمدة ستة أشهر، مضيفا أنه تصدي لقرار سيادي بغلق الدار، ومشيرا - في ذات الوقت - إلي أن هناك جهات داعمة لعودة مبني الدار بباب الخلق لحالته الأصلية. في حواره مع »أخبار الأدب« كشف حلمي النمنم أنه تصدي لقرار باغلاق دار الكتب بباب الخلق، معتبرا أن الغلق بمثابة إلغاء لكيان دار الكتب المصرية، فمبني الدار في كورنيش النيل ليس هو رمز دار الكتب، إنما في موقعه بباب الخلق. وكشف النمنم - أيضا - عن ترميم مقتنيات لم يعلن عن تعرضها لأضرار بعد الانفجار الذي تعرضت له مديرية أمن القاهرة، وامتد آثاره لدار الكتب، حيث أعلن وقتها عن تلف أربع مخطوطات أو ثلاث، في حين أن هناك »حبة قمح« مكتوبا عليها القرآن الكريم كاملاً تعرضت لاضرار، وتم ترميمها بالكامل وعودتها إلي حالتها الأصلية. وأوضح النمنم أنه من حسن الحظ أن الانفجار الذي حدث أمام مديرية أمن القاهرة يوم 24 يناير الماضي، لم يصب مبني دار الكتب - المواجه لمبني المديرية - ولكن أصاب الواجهات الخلفية للمبني المطل علي المديرية، وأن علاج ما اصاب هذه الواجهات من السهل اعادته لكن ما تم تدميره بالكامل هو قاعات العرض المتحفي التي تم افتتاحها في عام 2009. مضيفا: أن هذه القاعات ليست جزءاً أساسياً من المبني، ولكنها أضيفت في التطوير الأخير أما المبني في حد ذاته كمبني ومكتبة، فسوف تكون اصلاحاته بسيطة وممكنة وفي وقت قصير. وردا علي ملاحظات ادارة الدفاع المدني فيما يخص الدار، قال النمنم: الدفاع المدني له نصيحة بعدم عودة المبني للعمل لكن، عندنا تقرير هندسي من مكتب الدكتور علي عبدالرحمن الخبير الهندسي بعد أن قام المكتب بعمل معاينة حقيقية للدار وأفاد بصلاحية المبني فضلا عن تقرير آخر من مكتب الاستشاري الكبير الدكتور علي رأفت، يقول بصلاحية وسلامة المبني، يوجد لدينا - أيضا - تقرير معاينات النيابة والتي انتهت بصلاحية المبني، أما ملاحظات الدفاع المدني فهي قائمة علي نظم اطفاء الحريق والتكييف في المبني التي اصيبت بضرر بالغ جراء التفجير الذي حدث، وهذا - أيضا - أمر يسهل اصلاحه وبالتالي فإن مسألة أن العمل في مبني الدار بباب الخلق كمكتبة ودار بحث يسهل عودته بمجهود بسيط وليس مستحيلا. وأضاف النمنم: خلال الأشهر القليلة القادمة، سوف يعود المبني كما كان، لأننا سوف نبدأ العمل فيه بعد العيد مباشرة خاصة أن لدينا عدة عروض لإعادة ترميم المبني بالكامل وهي عروض من مؤسسة المكنز الإسلامي، عرض من جهة ثقافية أمريكية ، فضلا عن عرض من دولة الامارات العربية. حاليا نحن في مرحلة الاعداد الكامل للمبني، خاصة أن قسم الترميم بالدار قام باعادة المقتنيات التي طالها بعض الضرر الي حالتها الأصلية، وهذا ما جعلني أقوم بدراسة أمر غلق الدار ووقف قرار نقل الموظفين إلي مبني الدار بالكورنيش، لأنني اعتبرت أن غلق مبني دار الكتب بباب الخلق، فهو يمثل حرفيا اغلاق دار الكتب نهائيا، وهذا مكان تاريخي ارتبط بها وارتبطت به، ونحن مصرون علي الحفاظ عليه، وعودته إلي العمل بكامل طاقته في أقرب وقت ممكن، وأقول لك إنني في آخر زيارة للمبني سعدت جدا عندما شاهدت ثلاثة باحثين غير مصريين في قاعة الاطلاع التاريخية، في ظل الظروف التي يعيشها المبني الآن، وهذا يدل علي ماذا تمثل دار الكتب للعلم والمعرفة والبحث، وإن شاء الله سوف تعود دار الكتب بباب الخلق إلي ما كانت عليه خلال الستة أشهر القادمة.