أعلنت جامعة هارفارد عن اكتشاف نسخة من كتاب ضمن مقتنياتها يعود إلي القرن التاسع عشر، جزء منه مصنوع من جلد آدمي. حيث أثبتت التحاليل المعمليه التي أجريت عليه ذلك، بعد قراءة نقش يدوي مطبوع علي الكتاب أنه تم صنعه من "كل ما تبقي من صديقتي العزيزة جوان رايت"، وكان قد تم اكتشاف كتاب آخر يعود إلي القرن السابع عشر يحمل عنوان " أسئلة عملية حول قانون ملك أسبانيا" شك المسئولون بالمكتبة في صنع غلافه من الجلد البشري إلا أنه بالتحليل ثبت أنه مصنوع من جلد الغنم، فتم تكليف لجنة لفحص كتاب آخر حول مصير الروح لآرسين هوساي "1815-1896" يرجع تاريخها إلي سنة 1880 لأنه يتضمن مذكرة موثقة من الدكتور لودفيك بولاند يدعي احتواءه ملزمة مصنوعة من جلد الإنسان، الذي تم صقله وتحويله إلي ورق، وغلافه لايحتوي أي زخرفة سوي نقش صغير مدموغ للحفاظ علي أناقته يحتوي علي معلومات مقلقة تقول إن التجليد هو كل ما تبقي من صديقتي العزيزة جوانز رايت التي سلخت حية علي يد دافنيها في الرابع من أغسطس سنة 1932 ،ويمكن بالتدقيق بالعين المجردة تمييز مسام الجلد بكل سهولة، والكتاب يدور حول أن النفس الإنسانية تحتاج غطاء بشريا، والجلد البشري المستخدم به مأخوذ من جلد ظهر امرأة، وقد فحص أمناء المكتبة وعلماء جامعة هارفارد تلك الملزمة بعدة طرق بعد أن حصلوا علي عينات مجهرية لتحليلها بمادة يطلق عليها البتايد، وهي نوع من الأحماض الأمينية التي تكشف انتماء أي مادة للجسم البشري، مع تحليل بصمة الأنسجة لتحديد مصدرها بدقة، حيث قال بيل لين مدير معامل هارفارد المتخصصة في هذا النوع من التحاليل، ودانيال كيربي من حركة شتراوس لدراسات الترميم والتكنولوجيا أن تحليل البيتايد يمكنه الكشف عما إذا كانت العينة تنتمي إلي الجلد البشري أم جلد الأبقار أو الماعز والغنم المعتاد استخدامها في الأغلفة الأخري، إلا أن الحيوانات وثيقة الصلة بالإنسان مثل القردة العليا وقردة الجابون لايمكن استبعادها لعدم وجود المراجع اللازمة لذلك، وأثبتت التحاليل أن العينة غير محتمل أن تكون من مصدر سوي الإنسان، وأطلقت هارفارد علي هذا الاكتشاف: خبر سار للمهووسين باقتناء الكتب والمهتمين بعلوم الجنس البشري، وأكلة لحوم البشر علي حد سواء. تجليد الكتب بالجلد البشري كان يتمتع بشعبية عالية خلال القرن التاسع عشر ، إلا أن أول ظهور له كان في القرن الخامس عشر. وقال تيم بريارز صاحب مكتبة للكتب الأثرية ويدير متجرا في محكمة سيسل بلندن: "أن الإستعانة بالجلد البشري روع كل من سمع به، شمل ذلك أصحاب المكتبات، إلا أن تحديد نوع بعض الجلود المستخدمة تاريخيا في تجليد الكتب يمكن أن يكون صعبا لكن هل يعني ذلك أن الكتب الموجودة علي أرفف المكتبات المنزلية تحتوي رفاتا بشرية؟ ذلك مستبعد جدا". إلا أن التاريخ سجل غيرذلك، فقد نجد في ملفات المحاكم علاوة علي التقارير و الوثائق جزء من جلد المتهم، ففي قضية جون هوروود الذي تم شنقه بتهمة القتل في بريستول منذ مائتي عام ،تم استخدام جلده في تجليد ملف القضية، وقاتل آخر يعود إلي القرن التاسع عشر يدعي ويليام بيرك ، تم إعدامه شنقا سنة 1827 بتهمة قتل 36 شخصا بين عامي 1829 و 1828 هو وشريكه ويليام هير اللذان سمما وباعا جثث ضحاياهما للدكتور روبرت نوكس لاستخدامهم في تعليم الطلبة علم التشريح، وتمت إزالة جلد بيرك بعد وفاته، جزء منه الآن صنعت منه ملزمة لكتاب جيب موجود في أرشيف متحف سيرجيون في أدينبرج، كما كشفت جامعة هارفارد أن هناك علي الأقل ثلاثة ضمن 15 مليون كتاب في مكتباتها مصنوع جزء منها من الجلد البشري وهناك كتاب يعود إلي سنة 1597 وهو ترجمة فرنسية ل "تحولات أوفيد" كتب في حاشيه داخل الغلاف " غلافه مصنوع من الجلد البشري" وأن ذلك تم حوالي سنه 1880!