للمرة الثالثة، تشارك دار الكتب والوثائق القومية، بصور ديجيتال من مقتنياتها ضمن ذاكرة العالم (w.d.l) في المرة الأولي قدمت الدار صورا من المراسيم الملكية والأميرية، وفي الثانية شاركت الدار بمجموعة المنمنمات الفارسية، وعن المشاركة الثالثة يقول الدكتور عبدالناصر حسن، رئيس مجلس ادارة دار الكتب والوثائق القومية، إن الدار أدخلت صورة من مجموعة المصاحف المملوكية النادرة التي أوقفها سلاطين المماليك علي مدارسهم بالقاهرة، وهي أحيانا تكون في صورة هدايا من الأمراء لسلاطينهم، وقد تم نقل هذه المصاحف إلي الدار نهاية القرن الرابع عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي، لتصبح من أهم مقتنيات الدار. مشيرا إلي أن هذه المصاحف تمثل مرحلة مهمة في تاريخ كتابة المصحف وتهذيبه، إذ استخدم في كتابتها أكثر من خط في آن واحد مثل خطوط: المحقق، الريحان، الثلث، النسخ، والكوفي، والشبيه بالكوفي اللذين استخدما في كتابة أسماء السور، كل هذا فضلا عن ابداعات في شكل رسوم هندسية وأشكال رائعة علي أغلفة المصاحف، كما أن هذه المصاحف تتميز - أيضا - بالقطع الكبير، والأحجام الضخمة، لدرجة عدم استطاعة حملها. وأوضح د.عبدالناصر أن معظم أسماء السور مكتوبة علي الكاغت (نوع من الورق في العصر المملوكي) إضافة إلي ألوانها البديعة، والتي احتفظ ببريقه الكثير منها حتي الآن. كما تشتمل كل مجموعة مصاحف علي اسم واقفها وكاتبها والمُذهِب، مثل الخطاط يعقوب بن خليل الحنفي الذي كتب مصحف مدرسة السلطان حسن، أو علي بن محمد الأشرف الذي كتب مصحف السلطان الأشرف شعبان وغيرها. وتحمل مجموعة المصاحف أسماء السلاطين: الناصر محمد بن قلاوون، السلطان حسن، الأشرف شعبان، الظاهر برقوق، الناصر فرج بن برقوق، الأشرف برسبار، السلطان الطاهر خوش قدم، الأشرف قايتباي، قنصوي الغوري، قمنا بتصويرها بماكينات عالية الجودة، وأرسلنا منها صورة رقمية إلي ذاكرة العالم لتضيف رقما جديدا من مقتنيات دار الكتب.