تتلخص »الهوية« عموماً في مظهرين، الأول: الاسم الذي يميز صاحب الهوية عن غيره من الناس، والثاني: ذلك الشيء غير الملموس الذي لا يمكن وصفه تحديداً والذي يشكل ماهية هذه الهوية أو ما يمكن أن نسميه تجاوزاً جوهر الهوية. فلكل إنسان هويته التي تميزه عن غيره وسماته التي يعرف بها والتي تشكلها عوامل عدة تتضافر معاً لتكون ما يعرف بالشخصية أو الطابع Character والطابع من الطبع أو الخلق أو السجية التي تميز الانسان وتحدد سلوكه، باعتبار أن السلوك دليل الخلق ومظهره. وفي الإصطلاح الفلسفي أن الطبع هو حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويُسر من غير حاجة إلي فكر أو روية. وعلي ذلك فغير الراسخ من أحوال النفس لا يكون خلقاً أو طبعاً أو سجية. وقديماً اهتم »المتكلمون« من المسلمين بالفعل الأخلاقي، حيث تم قياس هذا الفعل بموضوع الواجب في الأخلاق وربطوه بقضية »الخير« و»الشر« هل الخير أو الشر مستمد من الفعل ذاته أم أنه أمر خارج ذات الفعل باعتباره مجرد أمراً إلهياً. أما »الصوفية« فقط ربطت التصوف بالسلوك والأخلاق، باعتبار أن : التصوف خُلق فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في الصفاء، أو ما يقول »الجنيد«: »أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم مع قوم كريم«. أما عند اليونان، فقد رأي سقراط أنه: »لا شيء أهم للإنسان من تهذيب أخلاقه قبل الخوض فيما وراء ذلك«. في حين يذهب »أفلاطون« إلي ربط مذهبه في الأخلاق بمذهبه في المعرفة والوجود، باعتبار أن المعرفة الحقيقية تتمثل في »المثل«. بينما يري »أرسطو« أن الخير هو الهدف الأساسي للأخلاق، علي اعتبار أن »الخير« دون غيره هو ما يتوق إليه الإنسان وما ينشده من غاية. أما حديثها، فقد تبلورت عدة نظريات في تفسير »الفعل الأخلاقي« اشتهرت بينها نظريتان، الأولي هي ما تعرف »بالنظرية المورجانية« - نسبة إلي العالم الأمريكي »مورجان« الذي يربط الفعل الأخلاقي يعامل الوراثة دون غيره من العوامل. والثانية هي »النظرية الميتشورينية« - نسبة إلي العالم الروسي »ميتشورين« الذي يؤكد علي عدم إمكانية فصل العامل الوراثي عن محيطه وعما يكتنفه من تأثيرات. وترتبط الهوية باللغة بشكل أو بآخر، وإن كان هذا الإرتباط مثار جدل واختلاف، ففي حين يري »سماتس« أن اللغة قد ولّدت الهوية، ويؤيده في ذلك »بينديكت أندرسون« الذي يقول في كتابه المعنون »الجماعات الافتراضية gmagined Commonities« : إن ظاهرة الهوية في عمومها يمكن أن تفهم باعتبارها ظاهرة لغوية. تري أن »جون جوزيف« يؤكد أنه لا ضرورة في ربط اللغة بالهوية، معتبراً أن الهويات هي ما تشكل اللغات وليس العكس. ومقاييس هويات الأفراد وطبائعها هي نفس مقاييس هويات الجماعات والشعوب والأمم وطبائعها. وبالنظر إلي الشعب المصري نجد أنه يتميز بطبائع فريدة وسمات خاصة اجتمع حولها علماء التاريخ والاجتماع، وتتمثل في: التدين، والوسطية، والانتماء، والترابط الأسري، والكرم، والصبر والتسامح، وحب النكتة والفكاهة.