أفردت أدب ونقدس المجلة الثقافية التي يصدرها حزب التجمع ملفاً في أحد أعدادها عن د. لويس عوض (1914 1989) بمناسبة وفاته ، أعلنت فيه د. لطيفة الزيات (1923 1996) أنها عن طريق لويس عوض وكان أستاذنا في اللغة الإنجليزية في السنة الأولي بكلية آداب القاهرة في بداية الأربعينيات من القرن الماضي ذ تعرفت بيوسف الشاروني وأنه زكان بطلي لمدة سنتينس وكنت قد حاولت أن أهبط من مرتبة البطولة إلي مرتبة العاشق أملا في مبادلتي مشاعري معبراً عن ذلك في أكثر من فقرة من فقرات زاللحن الجنائزيس في ديواني المساء الأخيرس (دار المعارف ، ط1 ، 1963). ولأن فكرة مستحيلة كانت قد راودتني هي الزواج وكلُُّ منا ينتمي إلي ديانه مختلفة ، فقد تم فراقنا . ولقد تزوجت لطيفة الزيات بأكثر من زيجة ، كان آخرها من د. رشاد رشدي (1912 1983). وقد عجبت يومها لهذا الزواج العبثي وتنبأت بانهياره، لأن رشاد رشدي كان في أقصي اليمين ولطيفة الزيات في أقصي اليسار ، رغم أنها حضرت ندوة في نادي القصة بالقاهرة ، دافعت فيها عنه دفاعاً أدهشني ، لكن ما لبثت تنبؤاتي أن تحققت حين وقع الانفصال ذ رغم محاولات رشاد رشدي لمنعه ذ لأنه كان منطقياً ، لأن زواجها لم يكن منطقياً . وما أزال أذكر أنها كانت عضواً في لجنة جوائز الدولة التشجيعية في القصة القصيرة عام 1970 برئاسة توفيق الحكيم ، حين خرجت من اجتماع اللجنة لتهنئني بأنني حصلت علي الجائزة بإجماع أعضاء اللجنة . وبعد نصف قرن من الفراق أهدتني كتابْيها زالشيخوخة وقصص أخريس (1986) زوصورة المرأة في القصص والرواياتس (1989) ، وكتبت علي كلًّ منهما هذا الإهداء زإلي الصديق يوسف الشيروني ، مع عميق مودتي وتقديريس ولا أعرف إذا كان الفراق القديم أم الشيخوخة هو الذي أحني الألف لجعلها ياء. مكتشفاً من خلال خبراتي أن لكل مبدعة في مجتمعنا المزدحم بالمتناقضات ظروفها الخاصة التي تحدد لها ذ بالالتحام مع شخصيتها ذ مدي تمردها (فالتمرد أحد أهم دوافع الإبداع) ومدي ثوريتها التعبيرية والعملية . تعرفت إلي نجيب محفوظ في السينما قبل أن تتيح لي الظروف أن أتعرف إليه شخصياً. شاهدت في سينما مصر بالزقازيق - حيث كنت أقيم - وبالقاهرة، عندما أنزل ضيفة علي جدي في بيته بالقلعة، أو وقت ما بين المحاضرات في كلية دار العلوم. لعل الصورة التي قدمها حسن الإمام عن نجيب محفوظ تختلف عن الصورة التي قدمها مخرجون آخرون، بدا لي في أفلام الإمام واحداً من المترددين علي محال بيع الآلات الموسيقية بشارع محمد علي المفضي إلي بيت أعمامي بسكة المناصرة، وربما رأيته في قهوة التجارة يجالس رواده من المبدعين. ميزت من بينهم أستاذنا يحيي حقي ومحرم فؤاد وشفيق جلال ومحمود شكوكو ومحمد رشدي وحسن أتلة وغيرهم. بين القصرين وقصر الشوق من إخراج الإمام يختلفان - علي سبيل المثال - عن بداية ونهاية من إخراج صلاح أبو سيف والسراب من إخراج أنور الشناوي. في أفلام الإمام رقصات فردية وجماعية تملأ الشاشة بالأغنيات والموسيقي، يتخللها أداء تمثيلي لا يقل سخونة عنها. أما الأفلام الأخري فقد حاولت أن تنقل إلي المتلقي جوانب من عالم محفوظ. أعتقد أن النجاح الذي حققته علي مستوي النقد والإقبال الجماهيري كان هو الدافع لأن تنتج السينما المكسيكية فيلمي بداية ونهاية وزقاق المدق، وهو الفيلم الذي قدمه الإمام بفنية مغايرة. سبقت مشاهدتي الأفلام المأخوذة عن أعمال محفوظ قراءتي لهذه الأعمال. وظلت أمنيتي أن ألتقي الفنان الذي تهب رواياته وقصصه قدرة علي التخيل تفوق ما تملكه السينما من إبداع جماعة الفنانين والفنيين. أعجبت بأداء شادية لدور حميدة في زقاق المدق، لكن حميدة التي قرأتها في الزقاق، تختلف تماماً عن حميدة الفيلم. شادية، معبودة الجماهيرالتي أضاف الماكيير إلي حسنها الخلاب، تختلف تماماً عن حميدة بشعرها الأكرت وصوتها الرجالي والقبقاب في قدميها وقذارتها وتعبيراتها النابية. الأمر نفسه بالنسبة لياسين الذي يصعب تخيله في أداء عبد المنعم إبراهيم للشخصية.