د. مينا بديع عبدالملك ينتمي لعائلة »حاخوا« الشركسية التي تنتمي »لقبيلة الشابسوغ« والتي تعتبر إحدي أكبر القبائل الشركسية في القفقاس. وُلد محمود فوزي دسوقي جوهري الفقي بشبرابخوم محافظة المنوفية - في 19 سبتمبر عام 1900، ومن الطريف أن الأب أراد أن يسميه محمود وأرادت الأم أن تسميه فوزي، واتفقا علي أن يكون الاسم مزدوجاً »محمود فوزي« دخل المدرسة الابتدائية فالثانوية، ثم مدرسة الحقوق، نال درجة الليسانس عام 1923 من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الآن)، ثم أتم دراساته العليا بالخارج، حيث درس العلوم السياسية والتاريخ في جامعات ليفربول بإنجلترا، وكولومبيا بالولايات المتحدةالأمريكية، وروما بإيطاليا. والتحق بالسلك الدبلوماسي كاتباً في قنصلية مصر بروما عام 1923، وتمكن بعد فترة من الحصول علي الدكتوراه في القانون من جامعة روما عام 1924، ثم نُقل مأمورًا للقنصلية المصرية باليابان، ثم في القدس والأردن. وفي عام 1946 اختير مندوبًا دائماً لمصر لدي الأممالمتحدة، وفي عام 1949 اختير مندوبًا لدي مجلس الأمن الدولي. وفي عام 1952 عُين سفيرًا لدي المملكة المتحدة بلندن. وقد اكتسب قدرات كثيرة كما يقول عنه د. مصطفي الفقي - من المواقع التي شغلها طوال حياته الدبلوماسية الثرية، فكان معروفًا بإجادته اللغات الأجنبية، وفصاحته في اللغة العربية. في 9 ديسمبر 1952 عُين وزيرًا للخارجية وذلك بعد قيام ثورة 23 يوليو، وخلال توليه شئون الوزارة مارس د. محمود فوزي باقتدار كبير دوره المؤثر في السياسة المصرية علي الصعيدين الداخلي والخارجي، فكانت له بصماته الواضحة في توقيع مفاوضات الجلاء عن الأراضي المصرية، والتعامل بحنكة سياسية مع المجتمع الدولي إبان العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، حتي سُمي »بأبو الدبلوماسية المصرية«، كما أطلق عليه اسم آخر هو »سندباد الدبلوماسية المصرية« كما أسهم بوضع مبادئ حركة عدم الانحياز وفي تأسيس منظمة الوحدة الافريقية. واستمر بمنصبه حتي 24 مارس 1964. وبعد حرب 1967 عُين مساعدًا لرئيس الجمهورية للشئون السياسية، وفي عام 1969 اختير أمينًا عامًا للجنة وضع الدستور المصري. بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وتولي الرئيس محمد أنور السادات للحكم، اختير في 21 أكتوبر 1970 رئيسًا لمجلس الوزراء، واستمر بتولي شئون رئاسة الوزارة حتي 16 يناير 1972 عندما اختاره الرئيس السادات ليكون نائبًا لرئيس الجمهورية، واستمر بتولي المنصب حتي 18 سبتمبر 1974 عندما استقال من منصبه وأعلن اعتزاله العمل السياسي. وقد منحه الرئيس السادات قلادة النيل العظمي، وهي القلادة التي تُمنح لرؤساء الدول. وقد كان الدكتور فوزي أديبًا بليغًا في عباراته، وهذا حق وصدق، ويرجع هذا إلي ميراث عن والده، رباه عليه، وتأثر به، كما يقول أبو العلاء المعري: (وينشأ ناشئ الفتيان منا ... علي ما كان عوده أبوه). كما كان الدكتور محمود فوزي متأثرًا في بيانه بالأسلوب القرآني، وكان ذواقًا للشعر، يعبر به عن مقصوده، ويدعم به مقاله، وفي مناسبة حرب أكتوبر 1973 ردد قول الشاعر في مقال نُشر له في الصحف: (وحارب إذا لم تعط غير ظلامه ... لظي الحرب خير من قبول المظالم). وتوفي رحمه الله بالقاهرة في 12 يونيو 1981 م.