هجمات ليلية جديدة.. غارات إسرائيلية وصواريخ إيرانية    الصدارة مشتركة.. ترتيب مجموعة الأهلي في كأس العالم للأندية    "بعد مباريات الجولة الأولى".. جدول ترتيب مجموعة الأهلي بكأس العالم للأندية    "بعد لقطة إنتر ميامي".. هل يلقى حسين الشحات نفس مصير محمد شريف مع الأهلي؟    أحمد سعد يشعل حفل الجامعة الأمريكية، ويحيي الأوائل    إيران.. الدفاعات الجوية تسقط مسيرات إسرائيلية في مناطق مختلفة من البلاد    نشوة البداية وخيبة النهاية.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستعاني منه تل أبيب إذا نفذت إيران خطتها    ترامب: آمل في التوصل لاتفاق بين إيران وإسرائيل.. وسندعم تل أبيب في الدفاع عن نفسها    زيادة جديدة ب 400 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم الإثنين بالصاغة وعيار 21 الآن بالمصنعية    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأثنين 16 يونيو 2025    صرف الخبز البلدي المدعم للمصطافين في عدد من المحافظات    منافس الأهلي... التعادل السلبي ينهي الشوط الأول من مباراة بالميراس وبورتو    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    فينيسيوس: نسعى للفوز بأول نسخة من مونديال الأندية الجديد    مصرع 4 أشخاص في حادث انهيار مدخنة مصنع طوب بالصف    متابعة دقيقة من الوزير.. ماذا حدث في أول أيام امتحانات الثانوية العامة 2025    وفاة تلميذ متأثرًا بإصابته بلدغة ثعبان في قنا    يضم طائرات مسيرة ومتفجرات.. إيران تكشف عن مقر سري للموساد بطهران    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الإثنين 16 يونيو 2025    محافظ قنا يقود دراجة عائدًا من مقر عمله (صور)    شركة مياه الشرب بكفر الشيخ تُصلح كسرين في خط مياه الشرب    بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد.. إنريكى: نسير على الطريق الصحيح    مباريات كأس العالم للأندية اليوم الإثنين والقنوات الناقلة    ملخص وأهداف مباراة بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد فى كأس العالم للأندية    سمير غطاس: إيران على أعتاب قنبلة نووية ونتنياهو يسعى لتتويج إرثه بضربة لطهران    رجال الأعمال المصريين الأفارقة تطلق أكبر خريطة استثمارية شاملة لدعم التعاون الاقتصادي مع إفريقيا    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 الترم الثاني محافظة القاهرة.. فور ظهورها    «بشرى لمحبي الشتاء».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الإثنين: «انخفاض مفاجئ»    تحريات لكشف ملابسات انهيار مدخنة مصنع طوب ومصرع 3 أشخاص بالصف    رصاص في قلب الليل.. أسرار مأمورية أمنية تحولت لمعركة في أطفيح    حريق داخل مدينة البعوث الإسلامية بالدراسة    ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    وزير الثقافة يشيد ب"كارمن": معالجة جريئة ورؤية فنية راقية    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    لا تسمح لطرف خارجي بالتأثير عليك سلبًا.. توقعات برج الجدي اليوم 16 يونيو    يسرا: «فراق أمي قاطع فيّا لحد النهارده».. وزوجها يبكي صالح سليم (فيديو)    «الأهلي محسود لازم نرقيه».. عمرو أديب ينتقد حسين الشحات والحكم (فيديو)    حدث بالفن | وفاة نجل صلاح الشرنوبي وموقف محرج ل باسكال مشعلاني والفنانين في مباراة الأهلي    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    عانى من أضرار صحية وتسبب في تغيير سياسة «جينيس».. قصة مراهق ظل 11 يوما دون نوم    سبب رئيسي في آلام الظهر والرقبة.. أبرز علامات الانزلاق الغضروفي    لدغة نحلة تُنهي حياة ملياردير هندي خلال مباراة "بولو"    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    غرفة الصناعات المعدنية: من الوارد خفض إمدادات الغاز لمصانع الحديد (فيديو)    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    صحيفة أحوال المعلم 2025 برابط مباشر مع الخطوات    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتابة لديه ابنة الروح تحكي عطر أسراره وهمومه
الشاعر والمترجم مفرح كريم : النقاد الجادون.. قلة ونقد المصالح والمجاملات.. شائع
نشر في أخبار الأدب يوم 18 - 05 - 2013


حوارية بين الشاعرين عذاب الركابى ومفرح كريم
الكاتبُ والشاعر مفرح كريم ، تعدّدتْ فنون الكتابة لديه فهوَ يراها ابنة الروح ، وكيمياء قريحةٍ صافية ، ونزيف أصابع مُثابرة ، لايري بينّها اختلافاً ، وهي تبدأُ زحفها الإنسانيّ وإيقاعها الحضاريّ من بوابة الشعر ( أبو الفنون) .. وهوَ الشاعر المتوّجُ بفرح الكتابة - الحياة ، تأتي قصائدهُ مرآةً صافية الماء والبريق ، تحكي عطرَ أسرارهِ وهمومه ، وترسمُ (بورتريه) صادقاً للوطن الساكن فيه ،يضفي النيلُ علي ملامحهِ من سحرهِ ، وتُهيّأُ لهُ بساطة مواطنهِ ، وطيبته قوافي ، وتفعيلاتٍ ، واخيلةً ، وصوراً لا تُقراُ إلاّ بعيون القلب ، وهي تجدّدُ الذاكرة ، وتقيها ظلمةَ ورطوبة النسيان ..!!
شاعرٌ وناقدٌ ومترجمٌ ، الكلمة المنحوتة بدمع القلب هيّ بوّابتهُ لكلّ هذهِ الفنون ، الشعرُ لديه نبأُ الواقع ، والنقدُ والترجمة إبداعٌ آخرُ موازٍ للشعر ، يري الكلمة تراوغ ، تتمنّع ، تهجرُ ، لكنّها لاتخون .. لا تضعف .. ولا تهادن ، وحدها القادرة علي قهر الموت وتحدي الزمن ، وهي المنتصر الوحيد .. يصغي بإحساس المبدع المرهف لفعل الكلمة ، وهي توقظُ ، وترتّبُ خراب أيامنا ، أو تشعل الحرائق في مكانٍ ما من العالم ، شعراً ونقداً وترجمة ، ويُقدّسُ كلّ حوارِ حضاري هادف ، يأخذ شكل نافذةِ من ذهب الوقت ، مشرعة للشمس ، والعصافير ، والنسمات ، والربيع ، والمطر ، وناقلة أمينة لرسائل العاشقين.
صدرَ لهُ :
-بوح العاشق شعر القاهرة 1980
-الأسماء تخلع مسمياتها شعر تونس1985
- صحراء الدهشة شعر القاهرة 1988
- احتمالات شعر القاهرة 1991
- تنويعات علي تاء التأنيث شعر- القاهرة 2000
- من أستار البحر شعر القاهرة 2008
- علي كتف الميدان شعر القاهرة201
كما صدرت له في الترجمة عديد الكتب والروايات:
-أفضل صديقاتي مختارات من القصة العالمية القاهرة 2002
-عن الجمال رواية زادي سميث سلسلة الجوائز - القاهرة2008
-مختارات من الشعر الإنجليزي - القاهرة 2011
في الدراسات النقدية:
-صورة الشعر صورة العالم - المجلس الأعلي للثقافة - القاهرة2009
ومعد للطبع عديد الدواوين الشعرية والدراسات النقدية والتراجم .
أشكال الكتابة
تعدّدت فنونُ الكتابة لديك ، وأنتَ المبدعُ المثابر ، من الشعر إلي الدراسات النقدية إلي الترجمة إلي اليوميات الثقافية .. قلْ لي أيّ مغامرة هذهِ ؟ ماذا أخذت منكَ ؟ وماذا أعطتك ؟
- الكتابة - بشكل عام - هي الرئة التي أتنفس منها الحياة، أما الشكل فهذا مسألة ترجع إلي المزاج الشخصي، ولا فرق عندي بين أشكال الكتابة المختلفة، فأنا مجنون باللغة، فاللغة هي خيمة الأكسجين التي أعيش فيها، وبدونها لا حياة لي، فاللغة زادي وزوادي، وأي قطعة من الكتابة يمكن أن ترويني، كما يمكن أن تغذيني، أنا كائن يقتات علي اللغة : شعرا أو دراسة أو ترجمة.
يتابعكَ القاريء وأنت تتفجّر شعراً شفّافاً موجعاً تارة ً ، ثمّ تصغي لنصّ إبداعي تتوّجهُ بدراسة قيّمة ، وتارة ً أخري تنجزُ ترجمة ً مهمّة ً لأديب وروائي وشاعر عالمي ، تشكّل إضافة ً لثقافتنا ، أينّ تجدُ ذاتكَ في كلّ هذا ؟ أعني أيّ فنون الإبداع الأقرب إليك ؟ ومَنْ الذي يجيب أكثر عن أسئلتك ؟
- فنون الإبداع كلها أنغام ترويني وتقيم أودي، المهم في كل فن إبداعي أن يمدني بدماء الإبداع، ونور المعرفة، ونغم الوجدان الصادق، ذات مرة، ترجمت مسرحية قصيرة، وبعد الانتهاء من ترجمتها، أعدت قراءتها، حتي أتأكد من صحة الترجمة وجودتها، ووجدت نفسي أعيد القراءة مرة ومرة ومرة ... وأدركت أن نغم القراءة يدفعني للإحساس بنبض اللغة، فكنت أقرأها بصوت عال للأصدقاء وفي الأمسات الشعرية علي أنها قصيدة من الشعر؛ فالشكل ليس مهما، وإنما النغم هو الأكثر أهمية. أحيانا، أضبط نفسي متلبسا بقراءة قطعة نثرية، أو قصة قصيرة، أو جزء من رواية ترجمتها، فأتعجب وأتساءل : كيف تختلط الأشكال هكذا في وجداني.
تجربة الميدان
توّجتَ ثورة 25 يناير المصريّة بورد قريحتك ، وعطر أصابعك ، وكنتّ ترسمُ وتلون فضاء الميدان بفرشاة روحك ، وفسفور أحلامك ، كي يبقي شاهداً يلوي عنق التاريخ ، فكان ديوانك : ا يد علي كتف الميدانب لافتة شعرية بعيدة عن الهتاف الساذج والإعلان الرخيص .. حدّثني عن تجربة الميدان !!
- تجربة الميدان من أهم التجارب التي عشتها وعايشتها في حياتي، لأنني كنت أعيشها بوعي فني ملتهب، وهذا الوعي هو الذي مسح الخوف من داخلي، وجعلني أدخل هذه التجربة كما لو كنت ممثلا يري نفسه داخل الفلم الذي انتهي من تمثيله للتو، ولكنه - مع ذلك - يحاول أن يعيد تجربة أن يعيش الدور مرة ثانية، خصوصا وهو يعلم أن القنابل زائفة، وأن الرصاص فشنك غير حقيقي، فلا خوف إذن من أن يعيد التجربة، وربما كان لهذا الأسلوب ميزة و موضع ضعف. فأما الميزة، فتتمثل في أن تطلق كل إمكاناتك الوجدانية، وأما نقطة الضعف فتتمثل في شعورك بالأمان المسبق، فأنت تعرف أن كل هذه المخاطر زائفة، فتظهر شجاعة ربما ليست حقيقية، وربما لم تمتلك شيئا منها بعد.
يُولدُ من رحم ِ ثوراتِ الربيع العربي أدب وإبداع ، يراهُ البعض مجرّد انفعالات سريعة .. مارأيك ؟ ما تقييمك الموضوعي الجمالي لما كُتِبَ من شعر وأدب عن ثورة الشباب المصرية خاصة والعربية عامة ً !؟
- باعتباري واحداً من مبدعي مصر والربيع العربي في نفس الوقت، أعتقد أنني لا أصلح تماما للحكم علي هذه التجارب الفنية، ومدي جودتها، ذلك لأنني داخل العملية الإبداعية، وهذا الموقع الداخلي لا يتيح لي القدرة علي الحكم، كما لا يتيح لي القدرة علي رؤية أعمال الآخرين بشكل موضوعي؛ ولكني يمكنني القول إن لدي إحساس تجاه بعض الأعمال، وهذا الإحساس لا يمكن تحويله إلي قاعدة نقدية أو أدبية. ولذلك، أري - من منظور شخصي - أن هناك أعمالا جيدة، عبرت عن هذه الثورات بشكل موضوعي رائع، في حين توجد بعض الأعمال المتوسطة، وكما هي العادة، يوجد الكثير من الأعمال الرديئة.
القادر علي الكشف
القصيدة ُ لا شكلَ لها - عبد الوهاب البياتي وشكل القصيدة هي القصيدة كلّها أدونيس ما رأيك بهذين القولين ؟ ماذا تضيف إليهما ؟ لماذا يخافُ التقليديون منَ التجريب .. وكبار مبدعي العالم يصرخُ « أنا تجريبيب « كونديرا ، و» طوال عمري وأنا أجرّب« بورخيس حدّثني رعاك الله !!
- كتب أدونيس ص 122 من كتابه (موسيقي الحوت الأزرق) : لم أكتب (قصيدة النثر)، بحصر الدلالة، وفقا لمقاييسها، في النقد الفرنسي بخاصة، علي الرغم من أنني كنت من أوائل الذين بشروا بها، وحرضوا علي كتابتها، واحتضنوها. ويعرف المعنيون أنني كنت أول من أطلق هذه التسمية بالعربية، نقلا عن المصطلح الفرنسي، في مقالة تحمل العنوان نفسه (مجلة شعر، العدد 14، ربيع 1960.) وكان أول من كتبها، في ظني، استنادا إلي تلك المقاييس، واقتداء بأهم كتابها، رامبو، ميشو، آرتو، بريتون، هو أنسي الحاج.
القصيدة، إذن، بحسب رأي أدونيس السابق، أهم من شكلها، فلم يكن هم أدونيس الأساسي هو الالتزام بشكل قصيدة النثر الفرنسية، ولكن يوجد شئ آخر أكثر أهمية، وهو التجريب. فالقدرة علي التجريب تدفع بالقصيدة إلي عوالم من المجاهيل الرائعة، ويمكن للشاعر الموهوب أن يكشف عن قارة الأعماق داخل هذه المجاهيل؛ وأنا أعتقد أن نفس الشاعر هي أكثر شيئا مجهولية في هذا العالم، فالشاعر الحقيقي هو الذي لدية القدرة علي الكشف عن قارة المجهول هذه، وهي في نفس الوقت القارة المجهولة الأعظم في حياة البشر.
في قصيدة النثر
لازال الشعراءُ المنبريون يرونَ (قصيدة النثر) خطراً علي اللغة ، وأنها ليسّت شعراً ، وهي ( قصيدة العصر) .. قلْ لي لماذا تضايقهم قصيدة النثر إلي هذا الحدّ ؟ وما مصدر الإزعاج في هذا الفنّ الشعري الرفيع ؟ ألمْ يقلْ « مالارميهب : أعطوا الكلماتِ حرية المبادرة .. مارأيك ؟
- الشاعر حين يكتب فإنه يكون في حالة شعرية تلهيه عن العالم، والقواعد، فلا يهتم بالنحو كثيرا، ولكنه يهتم بجمالية اللغة، بموسيقاها؛ وربما، بعد أن ينتهي من كتابة القصيدة، يرجع لمراجعة النحو، فالنحو ليس حالة شعرية، أو جزءا من الحالة الشعرية. هذا بالنسبة لشعراء قصيدة النثر، لأنهم يهتمون بجمال اللغة قبل أن يهتموا بالصحة القاعدية. أما شعراء القصيدة الكلاسيكية فهم يكتبون قصائدهم بذهن واع، فالقواعد هي الأساس، ولذلك، يظل مركز اهتمام شعراء قصيدة النثر موكول بالموسيقي، بالايقاع، بالشكل؛ في حين يركز الشعراء الكلاسيكيون علي العقل والوعي والفهم وبالتالي القواعد. وهكذا يحدث الصدام، ففي كل مرة يجد الشاعر الكلاسيكي نفسه متوجها لليمين في حين يتوجه شاعر قصيدة النثر لليسار؛ وهكذا أصبح الأمر صداما أبديا.
أسعد حالاتي
لماذا وأنتِ موسيقا ، تحزنكِ الموسيقا؟فالمسرّة تسعي إلي مسرّات ، والسعادة ترغبُ في سعادةٍ أخريب - شكسبير / السوناتة الثامنة!هلْ أنت سعيد ؟ بِمَ بالقصيدة ؟ بالحبّ ؟ بالوطن ؟ بِمَنْ ؟ كيف نكون سعداء ؟ لماذا يري الفلاسفة أنّ « السعادة حلمُ البلهاءب ؟ حدّثني !!
- إذا كنت تقصد بالسعادة المعني الذي أراده أرسطو في قوله (الخير هو السعادة) فأنا بخير والحمد لله. أما إذا كان بالمعني الذي ورد في رأيه القائل( السعادة تتمثل في إشباع الغزائز الحيوانية) ، حتي لو قال بعد ذلك (إن هذا هو رأي العبيد) ويؤكد أن الحياة تتمثل في صورتين، الصورة الأولي، نباتية وحيوانية؛ أما الثانية فهي حياة التأمل أو الحياة الذهنية، وهي ما تجعل الإنسان مختلفا عن بقية المخلوقات. وأنا شديد الاهتمام بحياة التأمل وبالحياة الذهنية، والنشاط هام وضروري لتحقيق السعادة، ومن هنا جاءت فكرة المهنة أو الوظيفة، وأقف هنا أمام مقولة بول فاليري حينما يري أن اللغة هي أهم وسيلة لإنتاج الشاعرية، ثم لإعاة إنتاجها، وزيادتها غني وثراء، وعلي هذا الأساس وباعتباري شاعرا في المقام الأول فإنني أكون في أسعد حالاتي حينما أعيش مع اللغة. أما بالنسبة للخيال فأنا لا أجد أجمل من الحياة بالخيال ! الحياة التي أستطيع بها خلق ما يحلو لي من احتياجات الروح .. وتحقيق الأحلام ، الحياة التي لم و لن أسقط بها ، التي لم أتعلم منها ، ولم أنزعج لتواجدي بها . بخيالي عالمٌ لا مثيل له ، اجتمع به كل الراحلين الي ربهم ، كل الغائبين من أهالينا .. أحبتنا .. وأصدقائنا القدامي . والجميل أيضاً أني لا أجد أية أثر للأشخاص المزدحمة بهم حياتنا رُغماً عنا ! . بالخيال مدينة أسكنها لا تشبه أبداً هذه المدينة ! ، مدينة تملأ شوارعها الأشجار وتحيط بها الأنهار وتغطي سماءها أجمل العصافير ، شمسها بداية تحقيق الحلم ، وقمرها يعني أن تبدأ بحلم آخر . هي بعيدة كل البعد عن تلك المدينة التي تعبنا منها ومن سرقات مسئوليها وتبريراتهم المزيفة ! مدينة لم يُفعل بها نظام ساهر هذا القدر الهائل من السرقات ! أو مزاجية مسؤول فاسد ! وربما مدير حاسد ! أو معلم جاهل ! و أشياء زُيفت فصُدقت !! ، المدينة التي اُغتصبت بها أمانينا و قُتلت بأسبابها أحلامنا ! ، المدينة التي تسكنها كلاب الشوارع الضالة باحثةً عن أجساد نساء طاهرة ، التي تتراقص بها العاهرات خلف عباة ظاهرة ! . المدينة التي يُطبق بها القانون علي الخائفين وأبناء الطبقة الكادحة المدينة التي يَعرف قيمتها فقط الطبقة الراقية الطبقة العارية !! هذا الخيال هو الذي يولد السعادة، كما يلاحظ كانط أن السعادة - بما هي حالة كمال - هي مفهوم غامض، لأنه يرتبط بالتجربة، فالسعادة عنده هي مثل أعلي لا للعقل بل للتخيل وهو يقوم علي مبادئ خبرية فحسب. فالسعادة إذن، ليست مفهوما عقليا وترتبط برغد العيش، لذلك لا يمكن تحديدها فرغد العيش يختلف من شخص إلي آخر بحسب خبرته وميوله، لذاك يري كانط أن السعادة ليست من مجال الأخلاق فمجال الأخلاق هو مجال ما هو عقلي كوني وضروري أي واجب. ومجال السعادة حسب كانط هو الدين، لأن السعادة هي موضوع أمل. و من حق الإنسان ككائن رغبة أن يأمل في أن يكون سعيدا دون أن يناقض ذلك الواجب. فما هو أولي بالنسبة لكانط هو الأخلاق الكونية، ولا يهدف أي فعل في المجال العملي إلا إلي تحقيق الفضيلة باعتبارها طاعة الأمر القطعي. لكن ذلك لا يمنع من أن تكون مقولات العقل العملي مقبولة في حقل الأخلاق وهو ما يضفي مشروعية علي البحث عن السعادة. يقول كانط: االأخلاق ليست إذن نظرية تعلمنا كيف يجب أن نكون سعداء ولكن تعلمنا كيف يجب أن نكون جديرين بالسعادة ذلك أننا لا نأمل في تحقيق السعادة إلا بتدخل الدينب. وهكذا يكون البحث عن السعادة عند كانط أمرا مشروعا وواجبا في معني ما، بما أن التعاسة ليست ظرفا مناسبا للقيام بالواجب. السعادة كموضوع أمل بالنسبة لكانط لا تتحقق في الأرض و تبقي موضوع أمل مشروع ليس إلا. و هكذا يرتبط كانط الحرية بالعقل، فالإرادة الخيرة هي التي تخضع لإرادة القانون العقلاني والكوني أما الإرادة التي تخضع للرغبات الحسية فهي إرادة مرضية بالمعني الكانطي أي لا تخرج عن تأثير الحواس فالحرية والعقل لا ينفصلان عند كانط الذي يقول : االحرية هي خاصية إرادة كل كائن عاقل«.
إبداعٌ آخر مواز
كلّ ترجمة هي خيانة لأصل ٍ فريدٍ لا نظير لهُ بورخيس ! كمترجم متميز كيف تري هذا القول ؟ أليسَ الترجمة إبداعاً ؟ ماصفات المترجم المبدع الجاد لديك ؟ وإذا كانت ترجمة الإبداع العالمي إضافة مهمّة لأدبنا وثقافتنا ، ماذا تقترح لترجمة جيدة ، تشكّل إضافة بالفعل ؟
- لم تعد الترجمة خيانة كما كان شائعا من قبل، وإنما أصبحت إبداعا موازيا للنص الأصلي، والمترجم الجيد عندي هو ذلك المترجم الذي يعيش النص الأصلي بكل جوانبه السوسيولوجية واللغوية والتاريخية، بل وحتي الشعبية؛ ثم يستطيع - بقدر الجهد - أن ينقل كل هذه الأنساغ إلي اللغة الجديدة، وهكذا نبذ المترجمون والمثقفون الجدل القديم حول ثنائية الخيانة والأمانة في الترجمة، واصفينً إياه بالعقيم وغير المجدي في فهمنا لظاهرة بتعقيد الترجمة. كما أنهم لاينظرون إلي عملية الترجمة بوصفها فعلاً لغوياً فحسب، بل أيضا بوصفها عملية ثقافية إجتماعية ونتاجا للظروف المحيطة بالمترجم كالتأثيرات السياسية والأيديولوجية، مقدمين بذلك قراءة أخري للترجمة. إذن الترجمة لم تعد نقلا لغويا من لغة إلي لغة، وإنما أصبحت نقل مناخ كامل، لغوي، وأنثروبولوجي، وتاريخي، وسوسيولوجي. وهكذا أصبحت الترجمة الجيدة أكثر تعقيدا وتحتاج إلي مترجم ملم بكل علوم النص الأصلي واللغة المنقول إليها، وكل تلك العلوم والثقافات التي ينبثق منها النص ويدخل إليها نصا جديدا قديما، لكنه لم يفقد أي قيمة ولا أي علم ولا أي لون من ألوانه التي تعطيه قوس قزح.
النقّاد الجادونَ
وتكتبُ النقد مع أنّه متّهم أبداً من قبل المبدعين بعدم مواكبة التفجّر الإبداعي العربي ، وما يُكتب من نقدٍ في صحافتنا لا يتعدي المجاملات والمصالح والمنافع المتبادلة .. قلْ لي هلْ لدينا نقاد جادون ؟ مَنْ ناقدكَ الأمثل مصرياً وعربياً وعالمياً ؟؟
- النقاد الجادون موجودون، لكنهم أصبحوا قلة، فقد شاع النقد الصحافي ونقد المصالح ونقد المجاملات. و النقاد الجادون موجودون، لكنهم أصبحوا قلة، ومع ذلك فمازالوا يحتفظون بقيمهم، ومازالوا هم من يقودون الحركات الأدبية والفنية، وهؤلاء يعرفهم الجادون من الأدباء والشعراء والروائيين، فنحن لدينا جابر عصفور، وصلاح فضل، وهاشم صالح، وغيرهم كثيرون، أما في الأدب الإنجليزي، فلا يمكن أن نغفل فرانك رايموند ليفيز.
من ديوانك الأولب بوح العاشقب1980 ومروراً بب صحراء الدهشةب1988 و»احتمالات«1991 و» أستار البحر« 2008وحتي يدٌ علي كتف الميدان2011.. ماذا ينضج تحت أصابعك ؟ وماذا ينتظر القاريء من نزيف إنساني حضاري لديك ؟؟
- لا يمكن للشاعر أو الفنان أن يتكلم عن أعماله القادمة، ذلك أن هذا الشاعر لا يستطيع أن يدرك هو نفسه ما هي القصيدة القادمة، ولكن من الممكن أن يرهص باتجاه ما، بقصيدة ما، قد تتحقق أو لا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.