بدأت سهير القلماوي تكتب المقالات في الصحف والمجلات وتلقي الأحاديث علي أثير الراديو. واختيرت سكرتيرة تحرير مجلة الجامعة المصرية التي ترأسها طه حسين، وكتبت القصة والشعر، وتواصلت مع مجلات الرسالة والثقافة وأبوللو وكوكب الشرق التي كانت تقدم عبر صفحاتها صفحة عن المرأة ولم تتلق أي أجر عن عملها. وبعدها تزوجت من الدكتور يحيي الخشاب. تولت منصب أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب عام 1956، ثم منصب رئيس قسم اللغة العربية (1958- 1967). كما تولت الإشراف علي (دار الكتاب العربي)، ثم الإشراف علي مؤسسة التأليف والنشر في الفترة (1967-1971). كانت أول من أقام معرضاً دولياً للكتاب بالقاهرة عام 1969 وبه جناح خاص بالأطفال وهو ما استمر بعد ذلك ليصبح فيما بعد المعرض السنوي لكتب الطفل، وشاركت في عضوية مجلس اتحاد الكتاب، واختيرت عضواً بالمجالس القومية المتخصصة. مثلت مصر في العديد من المؤتمرات العالمية. من أهم مؤلفاتها: أحاديث جدتي (1935)، ألف ليلة وليلة (1943)، أدب الخوارج (1945)، في النقد الأدبي (1955)، المحاكاة في الأدب (1955)، الشياطين تلهو (1964)، غربت الشمس (1965)، العالم بين دفتي كتاب (1958)، ذكري طه حسين (1974) صدر عن دار المعارف ضمن سلسلة (اقرأ)عدد رقم (388). في الاحتفال بذكري د. طه حسين الذي أقيم في فبراير 1975 وقفت التلميذة النجيبة وقالت: (علمنا طه حسين تقديس العلم، واحترام مواعيد الدرس وقاعاته، وإجلال العلماء، وإفساح مكانة لهم في قلوبنا، إلي جانب مكانتهم في عقولنا، أحببنا الجامعة وأعتبرناها جامعاً نصلي فيه لله سبحانه وتعالي بما نبذل من جهد في سبيل أن نتعلم وأن نعلم وأن نعطي بسخاء لا يعرف للعطاء حدوداً). من الطريف أنه عندما رفض عميد كلية الطب قبولها بالكلية لأنها فتاة!! أصطحبها أحد أقربائها إلي د. طه حسين طالباً منه المشورة، وبعد أن استمع طه حسين إلي المشكلة ابتسم وقال لها: عاوزة تدرسي الطب ليه؟ قسم اللغة العربية في كلية الآداب سوف يُعلمك التشريح!! أدرك طه حسين أن الطالبة التي أمامه لم تدرك ماذا يقصد، فقال ألم تسمعي عن هجاء الجرير والفرزدق؟ إنكِ ستجدين علي الأقل كل اسماء أعضاء الجسم. ترجمت العديد من الكتب والقصص منها عشر مسرحيات لشكسبير وأكثر من 20 كتاباً في مشروع الألف كتاب. ومن أبحاثها: المرأة عند الطهطاوي، أزمة الشعر. كما كان لها السبق الأول في إنشاء مكتبة في صالة مسرح الأزبكية لبيع الكتب بنصف ثمنها. كما أعطت الفرصة لأكثر من 60 أديباً لتقديم مؤلفاتهم عندما قامت بإصدار سلاسل أدبية سُميت «مؤلفات جديدة». نالت العديد من الأوسمة منها: جائزة مجمع اللغة العربية (1941)، جائزة الدولة التقديرة (1977). كانت أول رئيس لمؤتمر الفنون الشعبية (1967)، ورئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب (1967)، ورئاسة اللجنة العليا للرقابة علي المصنفات الفنية (1982). من أشهر من تخرجوا علي يديها د. عبد المحسن طه بدر، د. جابر عصفور، د. عبد المنعم تليمة، الشاعر صلاح عبد الصبور، والأديب فاروق خورشيد. كانت عضواً بمجلس الأمة (1959)، والاتحاد الاشتراكي العربي (1963)، وعضوا بمجلس الشوري (1979) عن دائرة حلوان. اهتمت بقضايا المرأة فقامت بتأسيس جمعية خريجات الجامعة عام 1953 وكان هدفها الأساسي تقوية أواصر الصداقة والتعاون مع الاتحاد الدولي للجامعات لرفع مستوي المرأة المصرية في النواحي السياسية والثقافية . وبعد حياة حافلة بالعطاء والجهد والتضحية والإيثار رحلت في 4 مايو 1997 بعد أن ضربت أروع أمثلة النجاح حاملة في يدها مشاعل نور الثقافة في محاولة جادة للقضاء علي الجهل.