في كتابه المذهل (أزهار الجليل)، المكون من أربعمائة وستين صفحة، والذي ترجمَتْه عن الإنجليزية عام ألفين وسبعة (ناصرة السعدون)، والصادر عن دار كنعان للطباعة والنشر يقول المؤلف اليهودي إسرائيل شامير: ز إن أصلي من سيبيريا، ولكنني اخترت أن أكون فلسطينياً ويضيف ساخراً من حلم تحقيق (يهودية فلسطين) التي يتم الترويج لعنصريتها هذه الأيام، في عصر انتهي فيه (الأبارتهايد) الفصل العنصري، حتي في أمريكا نفسها، شمالاWً وجنوباً، ولكن المرعب أن الولاياتالمتحدة التي تُجرِّم الفصل العنصري في بلادها، تدعم قيام دولة يهودية عنصرية في فلسطين، وذلك بتدمير مكونات بلاد فلسطين؛ الطبيعية والبشرية، بقوله: إن حلم الصهاينة بجعل (فلسطين يهودية) كما هي (إنجلترا إنجليزية)، لكنهم فشلوا، ففلسطين يهودية بقدر ما هي جامايكا إنجليزيةس..ويضيف قائلاً: يتم الآن تدمير فلسطين أمام أعيننا. لم يحصل مثل هذا الدمار منذ ألفين وسبعمائة عام..س ويصل في (صفحة سبعة وثلاثين) إلي نتيجة استحالة قيام دولة إسرائيل العنصرية اليهودية المزعومة بقوله: زوحتي لو صلبوا آخر فلسطيني علي تل الجلجلة، فلن يُعيدوا الحياة لدولة إسرائيل اليهودية الافتراضية!س وفي (صفحة أربعين) يفند مزاعمهم حول مزاعمهم (أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض.) فيقول: زلم تكن فلسطين أرضاً بوراً قط، مثلما زعم الصهاينة، لكنها ستصبح كذلك ما لم نوقف عمل الجرافات!س وفي (ص ثمانية وأربعين) يرفض شامير مقولة إن اليهود القدامي عاشوا في فلسطين بقوله: زلندع جانباً حقيقة أنه حتي اليهود القدامي لم يعيشوا في فلسطين..سو يبين مدي شذوذ جرائم المستوطنين اليهود بقوله: زيقتل المستوطنون الفلسطينيين من باب الرياضة أو المتعة..س وفي (صفحة ثلاثة وخمسين) يفند مقولة (شعب الله المختار) بقوله: زقال السيد المسيح: (الكل مختار.) لكن اليهود ردوا عليه بقولهم: (نحن فقط المختارون) والآن يقول الفلسطينيون: )لنعش معاً علي هذه الأرض) فيرد اليهود: (لكنها لنا وحدنا)..وفي (صفحة أربع وخمسين):س لم يوافق الفلسطينيون علي تقسيم(عام ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين)، مثل الأم الحقيقية في (دائرة الطباشير القوقازية) التي رفضت قرار القاضي ، قطع طفلها إلي نصفين، وفي النهاية، حصلت الأم الحقيقية علي طفلها..وهكذا فإن انتصار الفلسطينيين حتمي..س وفي (صفحة خمس وستين) يقول: زلقد حصلنا علي فرصة نادرة للتعلم من الفلسطينيين، لكننا جئنا لنعلمهم ونغيرهم بعجرفتنا الأوروبية الشرقية...علينا نحن الغزاة التأقلم مع الحضارة الأكثر رقياً، التي غزوناها، مثلما تأقلم (الفايكنج) المنتصرون مع الحضارة الأوروبية التي غزوها، ومثلما صار إغريق الإسكندر المنتصرون مصريين وسوريين..ولكننا نحن بعكسهم، محكومون بإعادة خلق جيتو خاص بنا، وجيتو خاص بهم! ويقول في(الصفحة العاشرة) يرتبط شارون وشعبه بشكل منحرف من عشق الأرض، لأنهم يتخيلون أن من الممكن حب فلسطين من دون فلسطينيين، لكن فلسطين ليست جسداً ميتاً ، بل هي بلد حي، والفلسطينيون روحها. من دون الفلسطينيين تموت فلسطين، وتجري في أنهارها مياه سامة، وتجف ينابيعها، وتتشوه تلالها وسهولها. ثم يقول: لقد طالب أحد الصحافيين الروس بإخصاء الفلسطينيين، لحل أزمة السكان!س ثم يقول: زأراد المؤسسون أن يصبح (الإسرائيليون) إحدي قبائل فلسطين، ولكن قدر اليهود حلّ عليهم، وأعادهم إلي الغيتو!س وفي (الصفحة الثامنة والعشرين) يقول: الدولة اليهودية هي دولة افتراضية. لقد صارت تفقد كل ما بقي لها من ارتباط بالواقع بسرعة. صارت شبح دولة. وذلك بقتل الناس، وبجمع المال، ومواصلة وجودهم الشنيع، كما لو أنهم زملك الموتيس .ويضيف ساخراً : من أمريكا البعيدة، تبدو إسرائيل عملاقاً نووياً ، ولكن إسرائيل تنهار. فالبطالة تتصاعد يومياً، وصناعة السياحة تنهار ، وصار الإسرائيليون يشترون شققاً في فلوريدا وبراغ، في حين يتوسل أصحاب العقارات في إسرائيل المشترين!س وفي (صفحة ثلاث وثلاثين) يقول: زلو لم يقدم اليهود الأمريكان الرشي للإسرائيليي علي نطاق واسع، لكنا نسينا الشتات، وذُبنا في ضيافة الشرق الأوسط، بوصفنا قبيلة من قبائلها (الساميّة). وفي هذا الكتاب يطلب إسرائيل شامير من اليهود المهاجرين العيش مع أهلها الفلسطينيي تماماً كما يعيش معظم الأغراب الذين جاءوا إليها من اليونان وبلاد الرومان والألبان والتركمان والأرمن والشراكسة والشيشان والأكراد، فانضووا تحت مظلة هذا الوطن العربي المضياف.