ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أنه سيتم مساء اليوم تشييع جثمان سابع رئيس وزراء لإسرائيل إسحاق شامير إلى مثواه الأخير، والذي توفى بالأمس بعد صراع طويل مع المرض عن عمر 97 سنة. وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أن نعش "شامير" سيسجى في باحة الكنيست اليوم اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر حيث سيكون بإمكان الجمهور إلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل أن تبدأ مراسم تشييع جثمانه في مقبرة جبل هرتسل في الساعة السادسة من مساء اليوم. يذكر أن "شامير" من مواليد بولندا في 15 أكتوبر 1915، وهاجر مع عائلته إلى فلسطينالمحتلة عام 1935، واشتهرت عائلته باسم "يازيرنيتسكي" لكنه غيره فيما بعد إلى "شامير" بسبب ملاحقة البريطانيين له. انضم "شامير" إلى عصابة "الإرجون"، وعندما حدث انشقاق بها عام 1940، أقام أفراهام شتيرن منظمة عصابات جديدة باسم "شتيرن" انضم "شامير" للجناح المتطرف لها، وعندما قتلت القوات البريطانية أفراهام شتيرن عام 1942 تولى "شامير" زعامة العصابة مع اثنين من أفرادها. وقام "شامير" بارتكاب مذابح في حق الشعب الفلسطيني، حيث قتل وذبح الفلسطينيين واعتدى عليهم عندما كان زعيمًا لعصابة "شتيرن" إبان الانتداب البريطاني. في التاسع من أبريل 1948 استيقظ الفلسطينيون على وقع مجزرة "دير ياسين" الأبشع والأشهر في تاريخهم الحديث، نظرًا لعدد ضحايا المجزرة الكبير الذي سقط على أيدي العصابات الصهيونية المسلحة، وهي المجزرة الدموية الأفظع التي قال عنها زعيم عصابات "الإرجون" الصهيونية مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد في مذاكراته: "لولا دير ياسين لما قامت دولة (إسرائيل)". وارتكب المجزرة عصابات “الإرجون” بزعامة بيجن، وعصابة “شتيرن ليحي” بزعامة إسحاق شامير، وتم الهجوم باتفاق مسبق مع “الهاجاناة”، وراح ضحيتها قرابة 260فلسطينيًا من أهالي القرية العزل. في الفترة من 1955 إلى 1965، انضم "شامير" إلى جهاز "الموساد" وفاز في عام 1973 بمقعد في الكنيست الصهيوني، بعدها تولى رئاسة الكنيست عام 1977، ثم أصبح وزيرًا للخارجية عام 1980. تولى شامير منصب رئيس وزراء إسرائيل لمدة 7 سنوات تقريبا، حيث تولى المنصب مرتين الأولى في الفترة من عام 1983 حتى 1984، والثانية من عام 1986 حتى 1992، واشتهر بمواقفه اليمينية المتشددة، وعارض مؤتمر كامب ديفيد للسلام مع مصر، وكان معارضًا للانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان. كما اشتهر شامير في العالم العربي بلاءاته الثلاث "لا للقدس، لا للدولة الفلسطينية، لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم". منذ هجرته إلى فلسطين قادماً من بولندا عام 1935 وانخراطه في سلك منظمتين مسئولتين عن مذبحة دير ياسين وبئر سبع ونسف فندق الملك داود وحتى الآن لم يغير شامير معتقداته ومنطلقاته الفكرية والسياسية، حيث لم يخف شامير في كل مراحل حياته، حتى بعد اعتزاله الحياة السياسية، لم يخف معارضته لصفقات الأرض مقابل السلام التي وقعها خليفاه إسحاق رابين وبنيامين نتنياهو. ورغم أن الولاياتالمتحدة تكن له كل التقدير بسبب المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، إلا أن الحقيقة التي يعرفها الجميع هو أنه فعل ذلك بسبب ممارسة الرئيس الأمريكي جورج بوش ضغوطًا على "شامير" للدخول في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.