بصبركَ، بالصّوم المشّرفِ، بالزّهدِ تبوّأتَ عرشاً فيِ القلوبِ من الوردِ لقد كنتَ سيفاً أرعبَ الظُلمَ مغمداً وقبلكَ لايخشي المهنّدُ فيِ الغمدِ يدوّي بكل الأرض ذكركَ هادياً فقد كنتَ للدنيا كما كنتَ للهندِ ففيِ كل قطرٍ منكَ حبُّ ورحمةً وفيِ كل مصر حكمة منكَ كالنّدِ وفيِ كل أطواد النضال قوافلُ تحييكَ اذ تسعي إلي قمّةِ المجدِ ترفعتَ عن كل الصغائر معرضاً وكان لديكَ القلب بحراً من الودِ بفعلكَ لا بالقول كنتَ معلماً فأعظم بقدّيسٍ بأفعاله يهديِ وأعظم من قول العظيم عناؤه وليس له الاّ رضي الله من قصدِ تخذتَ من الحق الصّريح لُبانةً بذلتَ لها ماشاء نبُلكَ من جهدِ ومارمتَ غير الحق يوماً رسالةً ومازلتَ، حتي الموت، فيها علي العهدِ أمثلك ترديه جريمةُ قاتلٍ تبرّأ من خيرٍ وأوغل فيِ حقدِ؟ فخذ من فؤاديِ ألف ألف تحيةٍ وعنديِ في الإجلالِ أضعافَ ما أُبدي