حبيبها رحلْ فأسدلت عن النوافذ الستار والتفت الحسناءُ في ملاءة بين المرايا، لم تقل أف ولم يتح لصرخة فك الحصار، أخرست. وأسبلت جفونها، فلم يعد هناك غير الكحل، والحرير، والأصباغ، واللآليء التي أصابها الذهولُ فانطفلت، ودمعة تجمدت. كأنما رأت أن البكاء لايفي ولايفيدُ الأنتحابُ، أن خير ما يقالُ في زوال الحب أن يسود الصمت. هجر الحبيب موت. لم يبق، منها غير صورة تسربت، وها هنا ترسخت. دمية جاءت هنا، فكيف أصبحت في داخلي؟ وكيف حل في دمعها وأنساب، كيف صارَ جرحا نازفاً إلي الأبد؟. وليتُ هاربا وخلتُ أنني نجوت. مازلتُ مد حملتها معي مغنيا لها، أسيرها، مطارداً أني رحلت.