681 شكوى بشأن البنزين المغشوش.. متحدث البترول: أغلبها في منطقة جغرافية واحدة    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    منتخب مصر للشباب يلدغ تنزانيا ويتأهل لربع نهائي أمم أفريقيا    عقب الفوز على بيراميدز.. رئيس البنك الأهلي: نريد تأمين المركز الرابع    "الكل يلعب لصالح الأهلي".. تعليق مثير للجدل من عمرو أديب على تعادل الزمالك وهزيمة بيراميدز    «غرفة السياحة» تجمع بيانات المعتمرين المتخلفين عن العودة    من هو السعودي حميدان التركي الذي أفرجت عنه أمريكا بعد 20 عاما في السجن؟    «زي النهارده».. نيلسون مانديلا رئيسًا لجنوب أفريقيا 10 مايو 1994    جريح جراء إلقاء مسيرة إسرائيلية قنبلة على بلدة جنوبي لبنان    النائبة سميرة الجزار: أحذر من سماسرة يستغلون البسطاء باسم الحج    غدا انطلاق هاكاثون 17.. وحلول تكنولوجية لأهداف التنمية الاكثر الحاحا التعليم والصحة والطاقة والتنمية والمناخ    حزب الجيل بالمنيا ينظم جلسة حوارية لمناقشة قانون الإيجار القديم.. صور    إعلان حالة الطوارئ في الغربية للسيطرة على حريق شبراملس    مدرس واقعة مشاجرة مدرسة السلام: «خبطت طالب علشان يتعلم بعد ما رفض ينقل من السبورة»    كنت عايشة معاهم، سوزان نجم الدين توجه رسالة غير مباشرة إلى محمد محمود عبد العزيز بعد أزمة بوسي شلبي    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    تكريم منى زكي كأفضل ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    حبس المتهم بإلقاء زوجته من بلكونة منزلهما بالعبور.. والتحريات: خلافات زوجية السبب    حريق ضخم يلتهم مخزن عبوات بلاستيكية بالمنوفية    الكرملين: الجيش الروسي يحلل الهجمات الأوكرانية في ظل وقف إطلاق النار    ستاندرد آند بورز تُبقي على التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    «بنسبة 90%».. إبراهيم فايق يكشف مدرب الأهلي الجديد    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    وزير سعودي يزور باكستان والهند لوقف التصعيد بينهما    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    حدث في منتصف الليل| ننشر تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي.. والعمل تعلن عن وظائف جديدة    الأعراض المبكرة للاكتئاب وكيف يمكن أن يتطور إلى حاد؟    النائب العام يلتقي أعضاء النيابة العامة وموظفيها بدائرة نيابة استئناف المنصورة    اليوم.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة    محاكمة 9 متهمين في قضية «ولاية داعش الدلتا»| اليوم    «بُص في ورقتك».. سيد عبدالحفيظ يعلق على هزيمة بيراميدز بالدوري    مصر في المجموعة الرابعة بكأس أمم إفريقيا لكرة السلة 2025    هيثم فاروق يكشف عيب خطير في نجم الزمالك.. ويؤكد: «الأهداف الأخيرة بسببه»    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم السبت 10 مايو في الصاغة (تفاصيل)    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 10 مايو 2025    يسرا عن أزمة بوسي شلبي: «لحد آخر يوم في عمره كانت زوجته على سُنة الله ورسوله»    انطلاق مهرجان المسرح العالمي «دورة الأساتذة» بمعهد الفنون المسرحية| فيديو    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    إنقاذ حالة ولادة نادرة بمستشفى أشمون العام    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    تكريم رئيس هيئة قضايا الدولة في احتفالية كبرى ب جامعة القاهرة    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المبدع العربي كيف يتصدي للثالوث المرعب
التحديات.. التابوهات.. المحظورات
نشر في أخبار الأدب يوم 22 - 02 - 2013

ما هي التحديات التي تواجه المبدع العربي خاصة بعد الحالات الثورية التي تهيمن علي الأجواء العربية؟
وإلي أي حد يمكن القول بأن هذا المبدع اكتسب حريته الفكرية، واستعاد كرامته الثقافية؟
هل لا تزال هناك خطوط حمراء في الطريق؟.
أم أن هناك تابوهات جديدة طرأت وتتزامن مع ما ظهر من أحداث متجددة، ووقائع سياسية، وتحولات اجتماعية؟.
تساؤلات نطرحها علي ثلة من المبدعين العرب، مختلفة باختلاف المواطن الجغرافية، ومتباينة بتباين الممارسات الإبداعية.
نتساءل والسؤال نصف الجواب، في سياق ثقافة الأسئلة، وشواهد التاريخ ومشاهده وأدبيات الفكر الثقافي تؤكد أن أية ثورة كبري في التاريخ الحديث لم تقم دون ان تضم بين صفوفها مثقفين ومصلحين, وكل جزء من العالم أنتج مثقفيه وكل تشكيل من هذه التشكيلات يناقش ويدور الجدل بشأنه بحماس كبير، ورسالة المثقف بوصفها تتمثل في الحفاظ علي حالة من التنبه الدائم, من الاستعداد الثابت لعدم ترك أنصاف الحقائق أو الافكار المعترف بصحتها توجه المرء في حياته.
لنري ماذا يقول المبدع العربي عن هذا الموضوع ..
ان الكاتب العربي يوجد بداخله رقيب لم يتخلص منه بعد. ومنها ايضا ان المجتمع العربي تهيمن عليه الامية الابجدية والامية الثقافية ، والارقام والاحصائيات مخيفة ، ومنها : ان الانظمة المستبدة نجحت خلال عقود طويلة في عزل المثقف للتواصل مع جمهوره ومتلقيه ، ويكاد ان يكون الكاتب يغني في البرية دون تفاعل مع الطرف المهم في عملية الكتابة الا وهو القاريء ،ومنها ان بعض الكتاب يمارسون اساليب غير نزيهة وغير ديموقراطية تجاه زملاء الحرف والكلمة، كما لاتوجد مواد في الدساتير والقوانين العربية مواد تضمن حرية التعبير وتصونها او تجرم سجن وحبس الكتاب مثلا ، ومنها : ظروف النشر وعرقلة انتقال الكتاب العربي وغياب التواصل الحقيقي بين شريحة الكتاب في الوطن العربي..بمعني اخر تحديات اقتصادية وسياسية وثقافية وقانونية وفنية واجتماعية ..تحالفت كلها لتشكل جدارا امام الفكر والادب.
فتحي نصيب (ليبيا)
أمام المبدع تحديات عديدة ومتنوعة، فهو قبل كل شيء مواطن ينتمي إلي هذه المجتمعات المحكومة بأنظمة سياسية ودينية واجتماعية تمارس سلطاتها بشكل قمعي، وتجعل للناس أنساقاً فكرية تزجهم فيها وتمنع الخروج عنها. فما أكثر الواقفين يتربصون بالإبداع وبكل ما يحرّض التفكير ويثير الأسئلة. والمحرمات انطلاقاً من هذه الحالة هي قديمة جديدة، خاصة لما تشهده المنطقة العربية من زلازل وهزات ارتدادية، ومن إرهاصات سيطرة الجماعات الدينية علي مقاليد الحكم، وما يدعون إليه من دعوات يتراوح فيه تقييد الحريات بين ضيق واتساع، لكنها جميعاً لا تبشر بدول مدنية ومجتمعات تسودها الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص. وفي رأيي أن التحدي الأكبر في الأفق المنظور بالنسبة للمبدع العربي هو نجاحه في مهمة تبدو شبه مستحيلة، وهي التأسيس لثقافة الحوار والاعتراف بالآخر، وتوجيه المجتمع إلي طرق التفكير وتداول الأفكار، فبغير ذلك لن تكون هناك نهضة من الواقع الذي يزداد قتامة وغموضاً.
سوسن جميل حسن (سوريا)
تحديات المبدع العربي لايوجد من يشجعه ويلقي من يعرقله ويتوه بين الحساد والذين يريدون ان يبعدوه عن انظار الناس ويحبطونه ويؤخرونه لكي ينسحب ويحاربونه في كل شيء وكأنه الشيطان الرجيم حتي الإبليس لايحاربونه بهذا الشكل ويجد اعدائه من اقرب الناس وفي بلده يكون غريبا وخارج بلده يكون نجم النجوم ولكن المبدع الحقيقة لايتراجع يصمم لكي يظهر للناس بأنه مبدع ويجعل الحاقدين وقودا لإبداعاته وانطلاقه للصعود للاعلي ويعتمد علي الله بالدرجة الاولي وعلي تصميمه وقوة ارادته والإبداع يحتاج قوة داخلية جبارة ومثيرا خارجيا لكي يثور بركان الابداع من داخله وبعدها يكون نجم النجوم ويجد من يقف ضده في الماضي ومن يصفق له ويقف خلفه ومن يطرده ويحاربه هو الذي يتبعه ويتكلم عليه بالطيب والدنيا دوارةيوم لك ويوم عليك والمبدع مهما طال الزمان سوف يجد له مكانا بتوفيق من الله والطبخة اذا كانت علي نار هادئة تكون لذيذة ولها طعم والمعاناة هي ملح النجاح والكلام طويل ولا ينتهي بالموضوع .
علي كمال (الكويت)
المبدع العربي في رأيي يخوض العديد من المشاكل والعقبات، مما يخلق أمامه أيضا العديد من التحديات من أجل كتابة وصياغة ما يفكر به حقيقة، ولا يقع في مطبات منع السلطات من السماح له بالتعبير المطلق والديمقراطي عن رأيه وما يشعر به حقيقة، في شتي الحقول الإبداعيه أدب صحافة شعر رسم غناء وغيرها من مجالات الإبداع المختلفة، والمبدع الحقيقي هو الشخص الذي لا يبدع بعيدا عن قضاياه الحياتية وقضايا شعبه، ويكون مجسا صادقا وحقيقيا لما يدور حوله ، فما فائدة العزلة في الإبداع والرومانسية البعيدة عن الواقع أو لتخدم فئة معينة من الشعب ممكن ان تكون طبقية واستعلائية ، وهناك فرق بين التفرغ في المكان والحيز والعزلة من أجل الكتابة وبين العزلة في المضمون.
مشكلة اخري اراها اليوم في هيمنة بعض الفئات والصحف والهيئات علي المنشورات وتحيزهم لأشخاص وفئة معينة يشجعونهم وينشرون إبداعاتهم ، وطبعا هنا الأمور تأتي لمنفعة أو لمصلحة معينة بينما الكثير من أصحاب الأقلام والفنانين المبدعين لا تقل ابداعاتهم عن سواهم ابدا بل بالعكس نلحظ تميزها في الكثير من الأحيان ولا يأخذون فرصتهم ، يمكثون في الظل دائما أو يهمشون ، الشيء الذي يضطرهم للتقرب من المهيمنين بهدف ترويج إبداعاتهم وبالتالي أن (يأكل من الكعكة)، لأن هدف الكاتب بالأخير نشر ما يبدع . غياب دور النشر التي تشجع المبدع علي النشر وتبني عمله مما يضطر المبدع لدفع مبالغ طائلة من أجل نشر كتبه ، وإن نشرها لا يوجد ضمان كاف لبيع هذه الكتب وعدم تخزينها في المخازن ، فأغلب دور النشر اليوم هدفها تجاري محض.
هناك العديد من المشاكل التي ان طرحناها لا تكفينا صفحات ، ولكن أري أيضا تحديات أمام المبدع الحقيقي في التصدي لهذه الظواهر وأن يكافح ويناضل من أجل الوصول إلي الأمثل دائما وأن يتميز دائما ويتفوق علي نفسه ويتحداها ، لأن الإبداعات نعم تقاس بجماليتها ولكن أيضا بمضمونها وعمقها والتنقيب عن تغيير الواقع المر.
سوسن غطاس (فلسطين)
سأحكي كشاعر وناقد كردي يكتب باللغتين الكردية والعربية، ويحرر في الوقت ذاته مجلة »سردم العربي« التي تُعني بالتواصل الثقافي الكردي ذ العربي، بإعتبارها أهم مجلة تخوض السجال في الحرية، للكشف عن أسرارها وستورها.. فإذا كانت هذه المجلة قد نشرت لأدباء وكتاب ومفكرين وباحثين من العراق وسوريا والمغرب ولبنان والأردن وغيرها من البلدان العربية.. دون أن تضع مناطق محرمة علي جدول شروط النشر، فهذا بحد ذاته خطوة جبارة من المبدع الكردي لاختراق هذه المناطق.
ضمن هذا السياق، وضمن هذه الحرية في كردستان العراق، أستطيع القول أن المبدع الكردي قد اخترق بعض الشيء، هذه المناطق المحرمة في الجنس والسياسة مع بعض التحفظات علي الدين.. التابوهات الثلاثة: الجنس والسياسة والدين، ربما في العراق له تحدٍ آخر، ومن نوع آخر، وهنا أشدّ وبقوة علي أيدي وقلوب نخبة من المبدعين (في العراق وكردستان) ممن دخلوا هذا الصراع وخاضوا السجال بقوة الايمان بالابداع.
كمبدع كردي يكتب في الصحافة الكردية والعربية، وله تجربة قوية في اصدار مجلة اشراقات كردية في العاصمة المصرية.. أقول لم نجابه أيّ تابو حتي علي الآراء المختلفة التي كانت تنشر في المجلة.. خلاصة القول أن كردستان العراق بقوة مبدعيها استطاعت أن تواجه السلطات الثلاث وقد نجح المبدع الكردي في محافظة السليمانية (عاصمة الثقافة الكردية) في تحرير نفسه وفكره وجسده وخصوصيته من هذه التابوهات، عكس ما نراه في المحافظات الاخري من كردستان العراق كمحافظة أربيل ومحافظة دهوك ومحافظة كركوك.. وخاصة علي صعيدي الدين والجنس.. من كل ذلك نجد أن الدين والسياسة والجنس (هذه التابوهات) مازالت ضمن تحديات المبدع وإن اختلفت هذه التحديات من كاتب الي آخر، ومن مدينة الي اخري، ومن محافظة الي اخري، ومن وجع الي آخر. بمعني أن حكاية المبدع في اوطاننا ستبقي دائماً هي الحرية المفقودة بشكل من الاشكال.
لقمان محمود (العراق )
لا شك في أن التحديات التي تنتظر المبدع العربي كثيرة، بعد قيام الثورات العربية في اكثر من بلد عربي. كان المبدع قبل الثورات يضع كل المسئولية علي نظامه الفج، الإستبدادي، الطاغي، القاتل، القامع الخ. كان يضع كل الحق علي الديكتاتور المتربع علي عرش الاستبداد، الديكتاتور الذي يقرر له حياته ويومه ويبرمج عقله وما شابه. كان يضع كل المسئولية او يترك كل المسئولية علي ذاك الديكتاتور، فيغسل يديه من اي انتاجية نافعة ليتذمر من الوضع الصعب الذي هو فيه من طغيان واستبداد وقلة حرية ورقابة.
نتفهم وضع مبدع تلك الحقبة، ولا يمكننا مطالبته بأكثر مما تتيح له ظروفه السياسية القاسية حيث قلة الحرية وكثرة القمع. اقول هذا رغم ان الأعمال الإبداعية تبدأ في أقبية القمع وتخرج الي العالم ولو من تحت سابع أرض. الظروف السياسية القاسية هي التي تولّد في بعض الأحيان الحافز الأول للإبتكار والإبداع في كل المجالات : الأدبية منها والفنية وحتي العلمية. لكن هذا لم يحصل حقيقة، وظللنا نجتر الإبداع الغربي بكل مقوماته وأسسه، في البلدان القابعة تحت رحمة الديكتاتوريات كما حتي في البلدان التي لم تذق يوماً طعم هذا العذاب كما في لبنان الذي تمتع بأقصي درجات الحرية منذ نشأته حتي اليوم. في اي حال هذا، وكما اسلفتُ، فأمام المبدع العربي اليوم تحديات كبيرة، وكثيرة، ومنها قبل كل شيء، تمكّنه من خوض العالم ومواجهته بشفافية وقلة عصبية. اضافة الي هذين الأمرين، قد نحب ان نري المبدع العربي قابلا لمواجهة كل ما كان يعتبره تابوهاً في ما قبل بغية هدمه. ننتظر منه حرية في التفكير والحركة، حرية أن يقول ما يريد ضمن أطر النقاش الهاديء والعقلاني، لا ضمن العصبية العمياء والإنفعالية الركيكة. وقبل كل شيء ايضاً : ان يقبل بأن يكون هو موضوع انتقادٍ من قبل أي كان. بل أكثر : ان يبدأ بانتقاد ذاته. من دون هذه الجرأة لن يشكل اي فرق المبدع العربي بين اليوم والأمس بين الحياة التي امضاها تحت حكم الطاغية والحياة التي يواجهها بكل حرية اليوم. انه حقاً يواجهها لأن في الحرية مسؤولية بينما في الديكتاتورية اتكالية.
في الحرية صعوبة مواجهة الذات ومواجهة العالم ! التحدي اليوم امام المبدع العربي يكمن في أن يتخطي عمر الطفولة والمراهقة وأن يدخل عمر النضوج ! التحدي يكمن في أن يعرف كيف السبيل الي الإبداع بكل استقلالية. والتابوهات التي عليه تخطيها ومحاربتها تكمن في أن يخرج من قوقعته النرجسية الي آفاق أوسع. اعني ان عليه الخروج من عصبيته الذاتية الأصولية ليدخل في نطاق أوسع حيث ذاتيات أخري لا تشبهه وحيث اكتشاف عوالم وأفكار لا تشبه عوالمه وأفكاره. التابو الأكبر الذي يجب تخطيه، هو الخوف من الآخر ومن الذات. الخوف منهما في عالم من الحرية المطلقة. لذا عليه تخطي التابو الثالث، وهو الحرية التي لم يعتد عليها بعد. والحرية لا تعني السخف والتفاهة والإبتذال في التعامل مع العالم. الحرية تعني النضج، النضج فحسب.
صباح زوين (لبنان)
اهم التحديات هي بناء الدولة علي اساس ديمقراطيه قوامها الاحترام والحرية والاختلاف والإنصاف..اما عن التابوهات وهم المبدع نفسه، الخوف من الاخر متمثلا في التشكيلات الخارجة عن القانون.. الخوف هي سمة المثقف بدليل عدم مواكبة الحدث الجلل في ليبيا إلا مانذر، أهم التحديات رسم سياسية ثقافية تتحدث عن ثقافة الشعب والمواطن لا ثقافة الحكومة والنخبة، ثقافة تجعل من الثقافة سلوكا ملموسا لاكلاما نظريا يدغدغ به اسماع الناس كترف لاغير .
ابراهيم بشير زائد ( ليبيا )
لنبدأ من تعريف بسيط للإبداع الذي يعني- كما أري- قدرة الشخص علي اجتراح ما هو متجاوز للمألوف وقادر علي إشادة بناء مختلف للقيم والعادات, وهو في محاولته هذه (يجاهد) للخروج بالمجتمع من ماضٍ مضي إلي مستقبل يصنعه بحاضرٍ متميز.
من أهم شروط الإبداع ليقوم بوظيفته: الحرية.. وعلي مختلف الأصعدة, فما الذي يواجهه المبدع العربي في ظل غياب الحريات وسيطرة التابوهات؟
إنه سؤال محرج علي بساطته: لنري ما الذي يتحكم بفكر ولغة الكاتب وهو يكتب الآن مثلاً قصيدة أو قصة أو رواية: اول التحديات التي يواجهها الكاتب هو ذلك الشرطي المتخفي داخله وشبكة الخطوط الحمراء التي رضعها مع حليب أمه, وتعلمها منذ أول اللعب في الحارة
سيطبق علي فكر الكاتب شخصيته الداخلية التي تحاول الاختفاء دوماً فتمنعه من التفكير والكتابة بحرية, ثم وجه العائلة الغاضب ووجوه الناس حوله إن حاول الإشارة إلي ما يفضح ويعرّي, ستنتفض سيوف القبيلة في وجه الخروج علي العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية, وسيعبس في وجه لغته رجال الحاكم وحاشيته ويذكّرونه بآداب التعامل معه ومعهم.
إن خرجتَ عن أي سلطة مستقرة, حتي علي قواعد اللغة والصورة والأسلوب, فسوف تكون عرضة للمواجهة والتحدي... الآن زِد علي كل ذلك إن كان الكاتب امرأة.....
قبل أن نناقش من الأقدر علي التغيير الكاتب أم المجتمع, السياسة أم الاقتصاد أم الثقافة, لابد من توجيه السؤال الأول والأهم إلي الدين والأعراف والتقاليد التي تعتبر المسؤول الأكبر عن افتقادنا للحريات بمختلف مستوياتها.
مفهوما الواحدية والأبدية يرفضان مبدأ التعددية والتداول والتناوب, لذا إن أردنا بناء مجتمع حر يجب أن يكون للكاتب - الكاتب الحق الجدير بهذا اللقب بالطبع - أن يتولي زمام الأمور وليس رجال الدين أو السياسة- فهؤلاء مغرمون بالإبقاء علي الوضع علي ما استقر عليه واعتباره أزلياً أبدياً- وأعني تولي الأديب أو المثقف العضوي زمام التربية وتثقيف المجتمع بمزيد من الفن واللون والموسيقا والانفتاح علي الآخر وتجاوز الثابت والمستقر.
في ظل مجتمع جديد كهذا قد يحلم الكاتب العربي بالحرية بقول ما يفكر به حقيقة.
سوزان ابراهيم (سوريا)
سيجد المبدع نفسه مدفوعا بطيف الديموقراطية المخيم علي المنطقة العربية ليوهم نفسه بوجود الحرية المطلقة لكنه سرعان ما سيصطدم بأحجار الماضي والموانع المترسبة من العهود السابقة ويحصل له يقين مفجع ومفزع بل مزعج تمام الإزعاج إن هو أطلق العنان لمواهبه الناقدة للأوضاع البائسة اجتماعيا وتربويا وسياسيا واقتصاديا فالسيد الحاكم لن يصبر طويلا علي ما سيسميه تحرشا به بل تحطيما لمسيرته السياسية وبالتالي سيواجه ما سيعتبره حربا عليه بحرب له أشد شراسة. فما يتعرض له سامي الفهري، صاحب قناة التونسية من حبس وتعرض لسمعته ثم ما لاقاه صاحب صحيفة التونسية من توقيف وما توقيف قناة الفراعين المصرية من توقيف للبث وما لحق العديد من الصحافيين من ملاحقات عدلية ماهو في الحقيقة إلا نتيجة تبرم الحكام من اغتنام جهر الإعلاميين بحرية يمجها هؤلاء الحكام الذين قذفت بهم الثورة إلي كراسي جديدة لم يتهيؤوا لها بعد، فكرسي ما بعد الثورة يختلف جذريا مع سابقه ويتطلب ثقافة ثورية قوامها الحرية والديموقراطية والكرامة وحقوق الانسان التي لم يتعود عليها لا الحاكم ولا المحكوم فالمبدع خصوصا مدعو للأخذ في الاعتبار ضبابية الرؤي ومحدوديتها لدي الحكام الجدد لأنهم بصراحة لم يصنعوا حقا هذه الثورات وبالتالي لا يحملون مشروعا لها لذا ليست كل المناطق السياسية والاجتماعية متاحة للتناول حتي وإن زين لهم الحاكم، مغالطة، طريق الوصول إليها، فليحذر كثيرا من المنزلقات القاتلة
الكاتب الهادي المرابط ( تونس)
رغم حرص أكثر الساسة والحكومات علي إبعاد المبدع وتنبيهه من عدم الاقتراب من مثلث المحرمات (الدين والجنس والسياسة) ولكن قد تتهاون في مسألة الجنس والدين ولكنها لا تتهاون مطلقا بموضوع السياسة ولكن بعد ثورات الربيع العربي وبعد 17 فبراير أصبحت ليبيا حرة وليس هناك قيود ورقابة كما في زمن الطاغية أما الخط الأحمر والذي يتمثل في الذات الالهية والأديان السماوية والأنبياء فأني آمن إيمانا راسخا بأن لهم قدسية تجعلهم في حصانة عن أي محاولة للخوض في ذكرهم بطريقة لا تحمل الاحترام. واستخدام الدين كذريعة للظلم ومصادرة حرية الآخرين ممارسة مغلوطة للأديان.
أما الخط الأحمر الثاني هو الجنس ليس بمفهومه الإنساني إنما بطريقة تناوله فيجب أن نترفع عن التعرض للجنس بطريقة فجة خالية من الحياء.ولكن أعتقد أن هذه الخطوط الحمراء أمر نسبي يضعها كل مبدع لنفسه ولا يفرضها أحد عليه وبالتالي تحمل المبدع مسؤولية اختياره.
وعلي المبدع احترام مشاعر جميع الناس فالمبدع هو الذي يضع لنفسه خطوطا حمراء لا يمس قدسيتها كي لا يضع له الآخرون خطوطا تعيق حركة إبداعه. فالمبدع مدعو لأن يعبر عن ذاته بأسلوبه الخاص به وبشخصيته وبدون مباشرة وفيه رسالة تقرؤها بين السطور وما ورءاها.
سالم التميمي (ليبيا )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.