عبدالستار سليم الشعر النبطي هو شعر منظوم باللهجة المحكية ، وهو فن عريق ، لصيق بهذه الأمة - وكما يقول البعض - هو شعر الروح والبوح ، المعبّر عن اللوعة والحنين والصفاء ، وقد يعدونه من أعرق أنواع الشعر الشعبي ، وأكثرها انتشاراً علي ألسنة الناس، وهو بلهجات الجزيرة العربية وما جاورها ( السعودية والكويت ودول الخليج العربي ) ، وبين أهل البادية في فلسطين والعراق والأردن وسوريا .. أما الاختلاف بينه وبين الشعر الفصيح فيتمثل في التخلي عن علامات الإعراب في أواخر الكلمات - حين يستخدم مفردات فصيحة - وقد يُطلق عليه الشعر البدوي - نسبة إلي أبناء البادية - أو الشعرالشعبي - لأن أغلب الذين يقولونه هم العامة ، وكذا الخاصة الذين يميلون للهجة العامية . والقصيدة النبطية يجب أن تكون موزونة علي وزن واحد - أي علي بحر واحد -، وبقافية واحدة ، وألفاظها نبطية ، بمعني أن تستخدم في أكثرألفاظها لهجة أهل البادية ، لكي يحتفظ الشعر النبطي بنكهته وطابعه المميز ( لأن الشعراء أحيانا يستخدمون مفردات فصيحة ، إما دعماً للمعني أوتلبية لضرورة الوزن ) .. يقول الشاعر « أبو دباس « - من نجد - : يا ونّةٍ ونّيتها من خوا الراس / من واهجٍ بالكبد مثل السعيرة ونين من رجْْله غدت تقل مقواس / يونّ تالي الليل يشكي الجبيرة و أما عن سبب تسمية هذا الفن الشعري بهذا الاسم ، فهناك أقوال متعددة ، قيل إن أصحّها أنه سمي بذلك لأنه استُنبط - بمعني استُحدث - من الشعر العربي الفصيح .. أما عن أصل هذا الشعر فالمورخون يقولون إن أصله يرجع لبني هلال القبيلة العربية المشهورة ( حتي أن أحد بحور الشعر النبطي يسمي بالبحر الهلالي ) وقد تناقل الرواة ما قاله « أبو زيد الهلالي « - في الحكمة - من هذا الفن : ما يدٍ إلا و يد الله فوقها ولا طايراتٍ إلاّ وهنّ وقوع وقال أيضاً : طلبك للممنوع منك سفاهة وصدّ ك عن اللي صدّ عنك صواب لا شفت ناسٍ عنك مغلوق بابهم ظهور المطايا يفتح الله باب وهو كأي قول تراثي بقي علي طول الزمن عن طريق السماع ، ولا يزال الاستماع وليس القراءة هو الطريقة المثلي لتلقيه عند المهتمين به ومحبيه والشعر النبطي يتناول كل الأغراض الشعرية المعروفة قديماً ، وإن كان الغزل أصبح الآن يشغل القسم الأكبر منه .. وأحد أنماط القصيدة العمودية تلك التي تتوحد فيها قافية الأشطر الأولي ، مثل ما تتوحد قافية الأشطر الثانية ( مع ضرورة اختلاف القافيتين ) تلك المقطوعة التي نظمها الشاعر « وليد جعفر « وغناها المطرب المصري « عبدالحليم حافظ « من ألحان الملحن الكويتي « عبدالحميد السيد « والتي تقول : يا هَلِي يا هَلِي .. يكفي ملامي والعتاب ... لا تلوموني تَري قلبي صوِ يِب . علّمونِي واصْدقوا بِرَدّ الجِواب ... خبّروني يا هلي وينِ الحبيب . ناحِلٍ جسمي وانا بعزّ الشِّباب .. ارحموني يا هَلِي قبل المِشيب . وصّلوا للزين من عندي جِواب .. خبِّروا بالحال يا علّا يجيب . ما أذوق النومِ أو طعم الشراب .. في غيابا عيشتي عيشة غريب .