مجلس الشيوخ يستأنف جلساته العامة اليوم    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 30 أبريل 2024    أسعار الذهب تتجه للصعود للشهر الثالث بفضل قوة الطلب    بايدن يخاطر بخسارة دعم الشباب في الانتخابات بسبب الحرب على غزة    ختام عروض «الإسكندرية للفيلم القصير» بحضور جماهيري كامل العدد ومناقشة ساخنة    «طب قناة السويس» تعقد ندوة توعوية حول ما بعد السكتة الدماغية    حقيقة نشوب حريق بالحديقة الدولية بمدينة الفيوم    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الثلاثاء 30 إبريل 2024    الجيش الأمريكي ينشر الصور الأولى للرصيف العائم في غزة    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في مخيم عسكر القديم شرق نابلس    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    السيطرة على حريق هائل داخل مطعم مأكولات شهير بالمعادي    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    مجلس الدولة يلزم الأبنية التعليمية بسداد مقابل انتفاع بأراضي المدارس    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخبار الأدب تواصل اقتطاف حصاد معرض القاهرة الدولي
أشواق الجمهور للثقافة تؤكد احتياج المجتمع إلي التنوير سيد حجاب: بريق الإخوان شجعني علي الانضمام لهم! تخاطبت مع الأبنودي بالإشارة وفؤاد قاعود كشف السر!
نشر في أخبار الأدب يوم 09 - 02 - 2013

استرجع الشاعر الكبير سيد حجاب شرائح من ذاكرته في لقائه الحميم مع جمهوره في معرض الكتاب
برر حجاب انحيازه إلي العامية في وقت كان فيه الناس يقدسون الفصحي، حنينه إلي الماضي جعله يتذكر والده، ويذكّر الأبنودي بما كان، ويطالب صلاح جاهين بالعودة للحياة، ويعظّم فؤاد قاعود صاحب الفضل، بينما جسد بملامح حزينة علاقته بعمار الشريعي وهو يستعيده بقصيدة.
بدأ سيد حجاب اللقاء بتحية : »مساء الخير، والحق، والجمال، ونلتقي علي عشق وطن نحلم به حرا مستنيرا عادلا.. نلتقي علي الانتماء لهذه الانسانية العبقرية التي بلغت رشدها ودخلت الي عصر الحكمة في ثورة المعلوماتية، نحن ننطلق الآن في اتجاه جنة الحكمة الارضية فالحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ فيها من الجنة حيث نشاء«
يصمت ويبتسم ويقول: . أنا شاعر علي باب الله والوطن والانسانية، والله هو الحق، والوطن هو الخير العام الذي يجب ان نتقاسمه معا بعدالة ورحمة، والإنسانية هي الجمال والسعي الي الكمال فالله خلقنا في احسن تقويم.. نحن أجمل مخلوقات الله..
وأضاف ولدت في نهاية الحرب العالمية الثانية، في المطرية علي ضفاف بحيرة المنزلة، ولذلك فأنا انتمي إلي جيل الستينيات الذي وضع العالم في تساؤل حول الوجود وأشعل ثورة الشباب وهي البذور الأولي التي طرحت ما نحن فيه الآن.
أنتمي إلي أسر الصيادين المتعلمين، درس والدي لبعض سنوات في الأزهر وعمل موظفا صغيرا، واستطاع أن ينشأ مكتبة أتيح لي في طفولتي أن أنهل منها وخاصة في أوقات حظر التجول أثناء انتشار مرض الكوليرا عام 1947 فأقرأ الكثير من كتب فهمت أقلها ولم أعي الكثير منها، وبقيت في ذاكرتي الكثير منها.
وقد عرف «أبويا» من شقيقاتي أنني أكتب الشعر ونظرا لانتماء الأسرة إلي بيئة دينية كانوا يلقبونني بالشيخ سيد، طلب والدي أن يسمع مني فقرأت عليه بعض قصائدي، فقال لي «إنت شاعر بالسليقه، أعطاك الله هذه الموهبة لتحمده عليها ولحظتئذ فهمت أن لعبة الشعر وظيفتها الحمد، ونصحني بثقل الموهبة بالدرس، واعطاني دروسا في العروض وانا في سن 11 سنة وكان يستخدم في تعليمي طريقة الأزهريين القدامي.
وفي ذلك الوقت كان منا من يذهب الي الإخوان أوالوفد والسعديين وكان للإخوان ولمصرالفتاة بريق خاص عند من يماثلوننا سنا، فانضممت إلي الاخوان وصرت متميزا بين شباب الدعاة اقول خطبي شعرا، وكنت قد بدأت خطواتي الشعرية علي عادة تربوية اننا نقدس الفصحي ولا نري العامية ابداعا، بينما أعيش في وسط كله يغني بالعامية.
يؤكد سيد حجاب علي أن الشعر ديوان العرب والغناء ديوان المصريين؛ نغني في كل لحظة فالغناء حولي في كل مكان ويتسرب الوجداني في الوقت الذي كان الشعر هو ما كتب باللغة الفصحي باعتبارها اللغة المقدسة ولغة القرآن.
ويقفز الشاعر الكبير إلي دراسته في المرحلة الثانوية ويقول: التقيت هناك بالأستاذ شحاته سليم نصر مدرس الرسم وهي المادة التي تحولت حينها إلي هوايات، وكان مسؤولا عن الانشطة الرياضية، وكنت العب السلة، وكرة اليد والسباحة وأمثل المنطقة في هذه الالعاب وخاصة «الباسكت»رغم قصر قامتي.
أنشطة عربية
»كلاسيكيات الأدب العربي« وإعادة التراث للحياة من جديد
استضافت قاعة ضيف الشرف د. صلاح فضل والشاعر الكبير فاروق شوشة ود. جابر عصفور والكاتب الصحفي حلمي النمنم للاحتفال بسلسلة «كلاسيكيات الأدب العربي» التي تصدر عن الدار المصرية اللبنانية. والتي صدر منها: العبرات والنظرات (ثلاثة أجزاء) والشاعر والفضيلة أو «بول وفرجيني» وفي سبيل التاج وماجدولين أو «تحت ظلال الزيزنون» لمصطفي لطفي المنفلوطي (1876 1924م)، ورواية زينب وهي أول رواية عربية متكاملة فنيًّا، وعُثمان بن عفان والصدّيق أبو بكر والفاروق عمر في جزءين و في منزل الوحي لمحمد حسين هيكل (1888 1956م).
أشار د.صلاح فضل إلي أن رسالة دور النشر لا تتوقف علي تجارة الكتب بل هي معنية بصناعة المعرفة بمختلف جوانبها باختيارها الكتب التي تنشرها وبتبنيها للمشروعات الكبري .
وعلق محمد رشاد صاحب الدار قائلا: من أهم الأسباب التي جعلتنا نقرر نشر هذه السلسلة هو ادعاء بعض المستشرقين إن سبب تخلف العرب هو تمسكهم بتراثهم.
وأضاف من يقرأ التراث العربي القديم أو الحديث نسبيا يجد عكس ما يقولون تماما لذا قررت الدار أن تقدم تراثنا لتطلع عليه الأجيال الجديدة بالإضافة إلي أننا وجدنا من قياسات الرأي وطلبات رواد الدار تكرار طلبهم لهذه الأعمال العظيمة خاصة من دول المغرب العربي بكميات كبيرة لأنها مقرره علي الطلاب في مراحل التعليم المختلفة.
ولاحظنا في الدار أن شباب الأدباء الذين يقدمون أعمالهم لنشرها، عادة ما يكون لديهم الموهبة ولكن يعانون من ضعف لغوي فكان القرار بإصدار هذه السلسلة.. لإثراء المكتبة العربية ومساعدة الشباب في الرقي بلغتهم بالإضافة لموهبتهم.
وألمح إلي ضرورة مثل هذه الإصدارات مع بروز الإسلام في الجدل العام السياسي والاجتماعي، ومحاولة البعض تقديم صورة مشوّهة عنه، وقال: رأينا أن نقدّم إنجازات الحضارة الإسلامية في الثقافة والأدب، التي تدل علي رحابة واتساع وتسامح هذا الدين الجليل للأجيال الجديدة.
وعقب صلاح فضل قائلا: إن المأزق السياسي الذي نعيشه في جوهره مأزق ثقافي فمصر خلال القرنين الماضيين انجزت منجزاً حضارياً ومعرفياً للنهضة العربية وانتشر اشعاعها في العالم العربي كله الذي قرأ علي مدي خمسة أجيال إبداعات المثقفين المصريين.. فالعالم العربي كله يعيش علي المنجزات الفكري والثقافية التي صنعت نهضة حقيقية في الفكر و الفلسفة والعلوم الاجتماعية والترجمة و الإبداع بكل أشكاله لذلك فمشروع الكلاسيكيات هام جدا ليس لمصر فقط ولكن للعالم العربي كله.
أما الشاعر الكبير فاروق شوشة فقال: ما أحوجنا إلي إقامة علاقة تفاعليةبين المبدعين الكبار مثل المنفلوطي و أحمد أمين و محمد حسين هيكل من ناحية وبيننا نحن من ناحية أخري وهذا يحيي الذاكرة المصرية العربية بروائع الأعمال الكلاسيكية في فكرنا وأدبنا الحديث و يساهم في إنعاش ذاكرة جديدة هي ذاكرة الشباب التي لم تتح لهم فرصة الإطلاع علي هذه الكتابات.
و أكد د. جابر عصفور أن التوازن بين الأصالة والمعاصرة في تناغم بينهما، بحيث لا تطغي المعاصرة علي الأصالة والعكس صحيح تمامًا من اهم ما يجب أن نحرص عليه في الأيام القادمة وهو ما يجعل من السلسلة الجديدة عملا متميزا. .
مع رموز الفن الساخر
أحمد اللباد: والدي لم يكن يشعر
بالمرارة من عدم تقدير الدولة له
الكاريكاتير فن ساخر من فنون الرسم، له القدرة علي النقد الاجتماعي والسياسي بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً.
شارك الكاتب الصحفي محمد البغدادي، وأحمد اللباد نجل الفنان الراحل محيي الدين اللباد في إلقاء الضوء علي فن الكاريكاتير من خلال مسيرة الفنان الكبير محيي الدين اللباد، التي يضمها كتابه «نظر»، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب.
الفنان التشكيلي أحمد محيي الدين اللباد قال: إن الكتاب يجمع أربعة ألبومات التي أصدرها اللباد منذ منتصف الثمانينات، وحتي التسعينيات ويعتمد علي مقالات نقدية بصرية متنوعة الموضوعات.و بدأ العمل منذ عام 1956 وهو في الثانوية العامة، حيث كان يراسل مجلة السندباد للأطفال، ثم فيها عمل باحتراف برعاية حسين بيكار، الذي تبناه وطلبه للعمل بشكل احترافي وأعطاه فرصة عام 1958، وجعله يعيد إخراج المجلة.
وأضاف أن اللباد بحكم تكوينه كان يبحث عن فن الكاريكاتير وعمل في مجلة صباح الخير علي عدة روافد كلها مربوطة بالإبداع البصري.
وفي عام 1985 بدأ كتابة سلسلة مقالاته بعنوان « نظر» وهو نفس عنوان الكتاب، تناول فيها أوضاعاً وأفكاراً كثيرة بالإضافة إلي كل القضايا، سواء كانت سياسية أو اجتماعية.
وكان عدوه الأول طوال حياته إهدار الوقت علي جميع المستويات، وكذلك العمل في جزر منعزلة لأنها لا تعطي مساحة للإنتاج الذي تستحقه المهنة، بالإضافة إلي المعوقات التقنية التي تسبب عدم وجودها في إهدار الوقت من الآخرين، وكان يتغلب عليها بأن يعمل أكثر، فكان ينشر في أماكن متعددة، حيث لم يكن له مكان مخصص للنشر بشكل دائم بسبب طبيعة القضايا التي كان يتناولها، كما تعرض في بعض السنوات للمنع لم يكن مسموحاً له فيها أن ينشر عمله في الكاريكاتير .
وأشار اللباد الابن إلي أن المقالات مرايا تعبر عن شخصية والده الواسعة، وفي 2004 كان عنده تجربة خاصة سماها المجاورة.. وأكد أن والده حتي توفي ورغم عدم تكريمه من الدولة، لم يكن لديه إحساس بالمرارة من عدم التقدير الرسمي لفنه، قائلا: والدي كان يسألني دائما هل قدمت للحياة ما يستحق؟ كما أنه لم يتقدم لنيل جوائز، حتي الجوائز التي حصل عليها عالميا، مشيرا إلي أن والده عُرض عليه في إحدي المرات جائزة كبيرة للأطفال في مصر ورفضها بدون أي صخب إعلامي خوفا من أن يساهم في إرساء الوضع وقتها.
من جانبه قال الكاتب الصحفي محمد البغدادي، المهتم بشئون الكاريكاتير المصري عندما نتحدث عن محيي الدين اللباد ، فنحن نتحدث عن فنان استثنائي في زمن سادت فيه «اللهوجة»، والفساد علي كل المستويات، ففي هذا الزمن القبيح كان كالقابض علي الجمر لمواجهة كل هذا القبح الذي يحيط بنا.
وأوضح البغدادي أن مشكلة اللباد أنه كان شديد التواضع وكان لا يثق فيما يقدمه وهذا هو الفنان الأصيل، المتواضع، ومع ذلك فهو لم ينل التقدير الكافي في مصر، في المقابل حصل علي جوائز عالمية عديدة مرموقة وذات سمعة عالمية، وقد طلبت في مقال بصحيفة »المصري اليوم« بجائزة تقديرية له ولعدد من رسامين الكاريكاتير، ولكن لم يستمع أحد.
وأعرب البغدادي عن تعجبه من أن تكون منظمة اليونسكو تعلم من هو اللباد، وتعرف قيمته، ومصر لا تقدره لان الموجودين كمسئولين وقتها لم يكونوا علي وعي أو ثقافة ليدركوا قيمته.
في مخيم الإبداع
شاعرة تصنع الفوضي!
وتتواصل الفعاليات والأمسيات في مخيم الإبداع والذي يعني بالأدباء وإبداعاتهم وهمومهم وقضاياهم وضمن محوره الأول الذي يرتكز علي التجمعات الروابط الأدبية عقدت الندوة الأولي والتف المشاركون فيها حول لقاء أدبي فاعل وهادف وهو مختبر السرديات.. الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية في حضور جماهيري واسع ومناقشات حادة.
أشارت الكاتبة الروائية سعاد سليمان إلي أهمية التجمعات والروابط الثقافية في تنمية الوعي وإثراء الحراك الثقافي فنحن بحاجة لخروج العملية الثقافية من عزلتها والإلتحام بالشارع لرصد هموم ومعايشة قضاياها لاسيما وأن المدخل الثقافي هو الأهم والأنسب لعلاج مشكلات وأمراض مجتمعاتنا المتوطنة.
وقالت: إن مختبر السرديات بأنشطته وفعالياته يعد نموذجا عمليا ناجحا لأداء التجمعات الثقافية.. فهو يعد منارة ثقافية مهمة ترفد مجري الإبداع الأدبي بدماء جديدة في القصة والرواية وتمد الحياة الثقافية بأجيال جديدة من المبدعين.
أما الناقد د. هيثم الحاج علي فقد أكد علي ضرورة المشاركة الجماهيرية الفاعلة علي مستوي الفعل الثقافي المصري وقال: إن مختبر السرديات بمثابة نموذج للتطبيق العملي فالنصوص من خلاله تخضع لمناهج علمية في النقد وخير مثال علي ذلك ندوة محمد حافظ رجب كما نظم المختبر مسابقات إبداعية ونقدية كذلك.
وطالب الناقد د. هيثم الحاج بضرورة تطوير مثل هذه التجمعات الأدبية وربطها مع غيرها من أماكن تعمل في نفس المجال وتفعيل علاقتها مع الجماعات الأخري ذات الاهتمام المشترك.. كما طالب بضرورة استنساخ هذا العمل الثقافي المهم في مجالات إبداعية أخري.. علماً بأن هناك ثلاثة مختبرات للسرديات الأول في المغرب والثاني في السعودية والثالث في مصر يعملون جميعا ضمن إطار جامعي واحد ويشرف عليهم د. أحمد صابر الأستاذ بجامعة الرياض.
أما المحور الثاني من المحاور الذي يحتفي بالأدباء وإنتاجهم الأدبي فقد ناقش ديوان «هنا مقعد فقط» للشاعرة فردوس عبد الرحمن أدارها الناقد د. سيد الوكيل وشارك فيها الناقد د. محمود الضبع والناقد د. هيثم الحاج علي.
في بداية الندوة قامت الشاعرة بقراءة مجموعة من نصوص الديوان.
أكد الناقد د. هيثم الحاج أنه فوجئ بالمستوي الجديد لنصوص الديوان حيث كتبت الشاعرة نفسها كما تراها ولم تتقعر في استخدام الألفاظ البلاغية أما الناقد د. محمود الضبع فقد أشار إلي أننا نعيش نوعا من الفوضي العارمة ولن تحل هذه الأزمة إلا من خلال مدخل ثقافي وأضاف: أعتقد أن هذا الديوان هو رصد لهذه الفوضي.. ويضعنا أمام سؤال.. ماذا تبقي من الشعرية العربية؟.
هذا الديوان محير فللوهلة الأولي يعتقد المتلقي أنه مجموعة من المقاطع منفصلة عن بعضها أساسها الحكم العربية التي تقتصر وتصفي خبرات الحياة فالديوان فيه الكثير من الحكمة والوعي وبالتالي فهو ديوان مراوغ حيث يبدو للقارئ بأنه مجرد جمل عربية مكتوبة بلغة جيدة ولكن المتأمل لها يدرك أنها تفكيك للوعي أو مساءلة فلسفية للكون وتضمن المحور الثالث عقد لقاءات ومناقشات حول تجارب كبار المبدعين فقد عقد لقاء مع الشاعرة الكبيرة زينات القليوبي التي أفاضت في شرح رحلتها مع الشعر منذ بدايتها المبكرة حتي الوقت الحالي حيث ذكرت أنها ولدت بالإسكندرية لأب يعمل مهندسا محبا للقراءة وإقتناء الكتب ولأم من البدو لا تقرأ ولا تكتب ولكنها لديها مقدرة مدهشة علي الحفظ وإلقاء القصص التراثية والأشعار وفي هذا الجو المشبع بثقافات من الحضر والبادية كانت نشأتها وإذا أضفنا إلي ذلك جذورها المحلاوية وشقيقاتها اللاتي تززوجن بالصعيد لأمكننا رؤية مصر من خلال هذا النسيج الثقافي المتشابك.
شهادات ليبية ثورية
بدأ نشاط ضيف الشرف بشهادة عن الرواية الليبية قدمها الكاتب محمد الترهوني بعدها تم توقيع كتاب "تاء مربوطة" للترهوني، تلا ذلك حلقة نقاش بعنوان"التراث الشعبي ذاكرة للوطن والحرية" شارك فيها حسين المزاوي والشاعر عبد الله زاقوب والباحثة مفيدة جبران ود.محمد سعيد وأحمد بشاير المسماري، وبعدها تم توقيع كتاب لأحمد المسماري عنوانه "الربيع الليبي"
وبعنوان "بانوراما ابستنامية" لنجيب الحصادي استضافها الجناح الليبي تدور عن علم المعرفة تحدث فيها عن مسارات الفلاسفة السابقين وما بها من نسقية، ووعد أن تسير محاضرته علي منهجها، وأضاف أن أي نظرية في العالم من الممكن أن تبطلها أصغر جزئية فلو اكتشفت كوكباً واحداً لا يدور فنظرية دوران الكواكب تبطل
وأشار إلي أن الطبائعية ظهرت بعد النزعات النسقية منذ القرن الثالث حيث ظهر نوع آخر من الفلسفة هو الفلسفة الطبائعية يتميز بكونه أكثر واقعية وأقل ثقة في أحكامه وأسهل لقبول التعدد في حل المشاكل، فإن مثل هذه النزعة نظرية جزء من العلم يتيح الإفادة لما ينتج عنه وما نعرفه بالفعل عن العالم الواقعي.
وعقدت ندوة عن "إرهاصات 17 فبراير في الفضاء الإلكتروني" تحدث فيها كل من عيسي عبد القيوم، وفرج حميد، وعادل الحاسي، وعبد الباسط أبو مزيريق.. وكان الحضور كبيرًا واستمرت بنقاشها لما يزيد عن الساعتين.
تحدث عيسي عبد القيوم عن الشريعة كمصدر رئيسي في الدستور، فقال هل من الأجدي أن نقول أن الشريعة هي المصدر الوحيد للتشريع أو إن الإسلام دين الدولة ثم ألقي باللوم علي جميع المشروعات الإسلامية المقدمة وألوم كافة المشاريع الإسلامية التي تتكلم عن أنها دولة إسلامية؟، وأضاف: هنا ترد فكرة عرضتها مسبقا تقول إن بعض الأطروحات الإسلامية تتبني الرأي القائل إن الدين كامل ولكن ليس بشامل ولكن الآية تقول بأن اليوم أكملت لكم دينكم للإعلان بكمال الدين وليس التشريع.
وتحدث الإعلامي والناشط السياسي فرج حميد عن تجربته أثناء الثورة الليبية وقال إنه سجن ثم أفرج عنه يوم 20 فبراير من قبل جنود في السجن مخلصين للوطن هو والكثير من الكتاب والمفكرين.
وفي جناح ليبيا ضيف الشرف عقدت ندوة بعنوان شهادات عن الرواية الليبية تحدث فيها كل من الروائي أحمد نصر والناقدين محمد المالكي وعبد الحكيم المالكي وختمت بمداخلات ثرية من الجمهور الليبي والمصري.
أدارها الناقد السيد محمد المالكي الذي عاب علي ترفع بعض النقاد عن العمل في السرديات لأنهم لم يعودوا معنيين بالنص الداخلي وإنما يهتمون بالنص الخارجي الذي يشبه نظريات التلقي، وأضاف إن هناك مداخل علمية لكل نص وهناك أسماء كثيرة من فرنسا تناقش وتقدم أسئلة كما أن هناك إشكالية في جلب أفكار نقدية من علوم أخري وتأتي لتلوي عنق القواعد لمحاولة غير كاملة لتطبيقها.
و تحدث الروائي أحمد نصر عن مجموعة من المواقف التي تبين الحالة الأمنية في ليبيا ما قبل 17فبراير وأثرها في منع انتشار الفكر والأدب وظهور أعمال كبيرة حيث لجأ أغلب المبدعين إلي أساليب رمزية أو لم يستطيعوا طرح الواقع والحياة.
وفي المناقشات تحدث رضا بن موسي عن ابتعاد النص الروائي الليبي عن أسئلة الحاضر وأن الفن يزداد تألقًا عندما يواجه صراعات الحياة وينشغل بها.
د. عبدالمنعم عاشور أستاذ الطب النفسي:
السماء لا تمطر أدباء!
كتب ربيع عبدالحميد:
في الندوة التي اقيمت ضمن فاعليات المؤتمر الأقليمي بمرض الزهايمر وحضرها لفيف من الأدباء والمتخصصين والإعلاميين.. فتح د. عاشور قلبه للحضور وأجاب عن استفساراتهم واسئلتهم خاصة ما تتناول أسباب ضياع الهوية الأدبية؟ وكيفية صناعة الأديب رد عاشور بقوله: "استخدم العقل حتي لاتفقده" وكل شيء نأخذ منه يقل إلا العقل، كلما أخذت منه يزداد، فكلما فكرت وتدبرت وحركت عقلك يزداد فكرك وإدراكك، فالفكر كالجهاز الكهربائي الذي يحتاج الي شحن كهربائي حتي يتحرك، هكذا العقل، كلما فكرت ازددت علما وثقافة ووعيا ووضعت قدمك علي المحطة الأولي لصناعة الأديب.
فالأديب لاتسقطه السماء، بل يحتاج الي عناية ورعاية منذ الصغر لكي تنتعش حواسه، هنا من الممكن ان نصنع الأدباء.
بعد نجيب محفوظ وطه حسين والعقاد وعبدالرحمن الشرقاوي واحسان عبدالقدوس ويوسف ادريس وغيرهم من عظماء الماضي، لم تنجب مصر ادباء علي غرارهم وقد تكون الأرض أنضبت والماء جف، وهذا ليس من فراغ بل يأتي منذ النشأة بل ان السلة المعرفية صغيرة جدا والنضج ناقص في الغذاء والتعليم والعلاقات الاجتماعية السوية عوامل ثلاثة ومحاور ارتكاز لصناعة الأدباء.
اشار د. عبدالمنعم في ندوته التي عقدها تحت عنوان.. هل يصاب الأديب بمرض الزهايمر؟.. اجاب عن السؤال.. بأن الأدباء أقل عرضة للإصابة بالمرض عن غيرهم ذلك انهم يستخدمون عقولهم يفكرون ويكتبون ويبدعون.. كلما فكرت كلما بعد عنك مرض الزهايمر.
أغلقوا مدارسنا
أشار د. عاشور الي الخطر القادم علي عقل الطفل المصري وان المدارس والمناهج الحالية تجعل عقول أطفالنا تتوقف لاتفكر ولاتبدع ومن هنا يموت الإبداع ويقل الفكر والحوار ويضيع (التعليم والتعلم).. فالتعليم لصناعة الأديب هو إتاحة الفرصة لنمو ونضج المعرفة والعقل، ومن هناك قد تجد قليلا من المدارس تسمح .
كيف ننمي العقل؟
انتقل د. عاشور الي محطة هامة في حياة صناعة الأديب وهي كيفية تنمية العقل منذ الصغر حتي ينتج الأديب؟ أجاب عن ذلك: ان البيئة والتعليم ما قبل المدرسة والتعليم المتوسط والأنشطة الذهنية مثل الموسيقي والكمبيوتر واللعب والقراءة وحصة المكتبة التي أصبحت غير موجودة في المدارس، وان اهم فئة عمرية في صناعة الأديب هي منذ ولادته حتي سن السابعة فهذه الفئة العمرية هي التي تصنع العباقرة والأدباء، يجب ان يمسك الطفل الصغير القلم يكتب ويرسم ويعبر عن خواطره لانقيده ونمده باللعب التي يستخدم فيها العقل لتنمية مهاراته الإبداعية والأدبية والاهتمام بالمناهج التعليمية والمسابقات الابتكارية والبعد عن المناهج التربوية الجافة التي تقيد العقل.. اذا ضمنا تكيف الطفل في هذه المرحلة العمرية مع البيئة المحيطة والمدرسة والنادي.. تأكدنا من اننا في انتظار أدباء المستقبل.
التجربة اليابانية
وانتقل د. عاشور الي التجارب في البلاد المتقدمة التي صنعت الأدباء والعباقرة وهي التجربة اليابانية، ففي اليابان كمبيوتر صغير صنع خصيصا لتنمية الذكاء عند الأطفال اسمه (سمب يوتر) وهو يقابل البلاك بورد التي يكتب عليها التلميذ في مدارسنا (مع الفارق) هذا الجهاز يجد فيه الأطفال كل ما يحتاجونه من علم وثقافة وفكاهه وادب والعاب ابتكارية لاتجهد العقل، تجعل الطفل في حالة فكرية دائمة.. من هنا تقدمت اليابان وصنعت النجوم، الوضع عندنا مزر للغاية الكمبيوتر للجميع الكبير كالصغير دون تمييز والغريب اننا نتساءل عن عدم ظهور الأدباء وتأخرهم فترة طويلة!
في حوارات الوزاراء مع الجمهور:
إيها الاعلاميون أعطوا المواطن بارقة أمل
نختار مما جري في ندوات الوزراء هذا المشهد الذي أولي اهتمامه ببناء الإنسان. حيث قال د. محمد بشر وزير الدولة للتنمية المحلية إن أكثر شيء تأثر سلبا في الفترة السابقة هو الإنسان نفسه في مجالاته المختلفة، فنحن جميعا ضحايا هذه الفترة، فالخدمات جميعها تأثرت وكذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية والتعليمية والأمنية، ونحن مدركين لهذا تماما، لذلك فإن الاهتمام بالأنسان في الوقت الحالي يظهر جليا من خلال تشكيل الحكومة لمجموعة وزارية خاصة ببناء الإنسان،
وأضاف بشر: لا نريد أن نلقي اللوم علي النظام الماضي، ونقول أن الفساد تركة موروثة، ويرد علينا الناس بأن كل هذه حجج، وإن كانت صحيحة لماذا توليتم المسئولية إذن، لكن هذه أمانة ومسئولية تحملنها ولابد أن نتعامل مع هذا الوضع ونتحمله حميعاً.
وضرب بشر مثالا فقال: أنه عندما يكون هناك مشاكل في العقارات أو السكك الحديدية أو غير ذلك فإننا نجد أن الأمور متشابكة، جزء منها يخص الإدراة الحكومية، وجزء يخص المسئولين، وجزء يخص التمويل، وجزء يخص سلوك المواطن نفسه، فمثلا في فساد العقارات؛ من كتب تقرير بتعلية عقار لا يحتمل هو مواطن، ومن أعطي رخصة بناء لعقار ولم يجب أن يرخص فهو مواطن، ومن قنن وضعه وأدخل له المياه والكهرباء ومن المفروض لا يدخل له هذه الخدمات لأنه مخالف أيضا مواطن، وبالتالي لابد عندما نطالب بأداء حكومي متميز نطالب بتغير في السلوك الإنساني، بحيث تتعاون الناس مع بعضها في إنجاح المجتمع.
ورفض أن يتصف النظام السابق بالفساد في مجمله، فهذا عدم إنصاف، وقال: إذا كان الأمر هكذا فمن أين نأكل ونشرب، وكيف بنيت المؤسسات والمصانع والشركات، وغيرها.. هناك أناس عملت بجد وإجتهاد،
وطالب بشر الإعلام أن يعطي المواطن بارقة أمل، وألا يتحدثوا عن الوزارات والهيئات بأسماء الأشخاص فالوزارة ليست الوزير وإنما هي كيان متكامل لا يستطيع أي وزير أن يعمل بمفرده وأنما يستكمل ما بدأه السابق له بفريق عمل كبير العدد من المصريين.
وذكر نيافة الأنبا ماكسيموس أسقف بنها أن أهم وأخطر مهمة علي وجه الأرض هي بناء الإنسان، فالإنسان هو المشكلة والحل، ويشترك في بناء الأنسان محاور خمس وهي: الأسرة والمدرسة ودور العبادة والمجتمع والإعلام، بهذا الترتيب الصحيح، وللأسف حدث خلل في هذا الترتيب فأصبح الإعلام هو أقوي تأثير علي الإنسان الذي يسمي أحيانا بالأب الثالث، وبات تأثير الأصداقاء أكبر من تأثير الأب والأم، لذلك نحن في حاجة إلي إعادة ترتيب الوضع من جديد، الأسرة تقوم بدورها والمدرسة أيضا والمجتمع والإعلام
واعترف الأنبا ماكسيموس أننا في مصر نعاني من تآكل السلطات التقليدية التي تربينا عليها وهي الأب والمدرس ورجل الدين والعسكري والرئيس، ونحتاج الآن إلي إعادة احترامها من جديد، وانتقد أسلوب التعليم في مصر الذي اعتمد بشكل اساسي علي التلقين والحفظ عن ظهر قلب.
وبدأ د. أحمد عبد العزيز مستشار وزير التعليم العالي بالحديث عن أعداد الطلاب بالجامعات الحكومية التي وصل إلي 1.3 مليون طالب وفي الجامعات الخاصة 90 ألف، وهناك ما يقرب من 150 معهد عالي به حوالي 300 ألف طالبة ومجموع طلاب التعليم العالي بما فيهم الأزهر حوالي 2.4 مليون طالب، وقال: اقام د. مصطفي رضا وزير التعليم العالي بمساعدة مجموعة كبيرة من أساتذة الجامعات والقيادين المخلصين في عملهم بوضع رؤية لتحسين الوضع في الجامعات المصرية، فقالوا أن مصر محتاجة إلي ما يقرب من 100 جامعة علي الأقل 40 جامعة حكومة و20 جامعة أهلية.
وأكد د. علي الألفي رئيس الإدارة المركزية للتعليم الاساسي بوزارة التربية والتعليم الإنسان هو قضية الكون وخلق الله الكون من أجل الإنسان، وقال: اإن الإنسان يتكون من أربعة مكونات رئيسية البدن والروح والنفس والعقل وكل منها يجب أن تتغذي بنسب متوازنة حتي يتوازن الإنسانب.
د .أسامة أبو طالب:
»الثقافة المصرية« تجاوزت النكسة وحاربت الاستنزاف وانتصرت في أكتوبر
مخيم الفنون نظم ندوة تحت عنوان »الدراما والثورة« شارك فيها الكاتب أسامة أبو طالب وأدارها محيي عبد الحي المشرف العام علي النشاط الفني الذي اعتذر عن عدم حضور الفنان حسن يوسف نظرا لتعرضه لوعكة صحية أحالت دون حضوره.
تطرق د. أسامة أبو طالب في بداية حديثه للفنان حسن يوسف وقال: هو أحد أهم أبناء السينما المصرية وينتمي إلي الجيل الذي صنع وجدان الشعب المصري ولقب بالولد الشقي لما كان يتمتع به من خفة ظل وقبول كبير علي الشاشة وقد حدث بحياته منحي حاد بتحوله من شاب عادي إلي شاب ملتزم دينيا.. فقرر البعد عن التمثيل والكاميرات.. وبعد ذلك بدأ في الرجوع إلي التمثيل من خلال أعمال هادفة ولا يمكن أن ننسي تجسيده لشخصية العالم الكبير محمد متولي الشعراوي هذا الرجل الذي كان يمتعنا بحكمته الشديدة والتسامح وكان نموذج لعالم الدين الذي اجتمع علي حبة المصريون.. مسيحيون ومسلمون لرقة معاملته وتسامحه وقد نجح حسن يوسف في أن يجسد هذا الشخص العظيم رحمة الله.
وأضاف أبو طالب: قصدت بالكلام في البداية عن الفنان حسن يوسف لأذكر بجيل من الفنانين الذين شهدت السينما والدراما علي أيديهم نهضة كبيرة، وهي نهضة شملت كل المجالات والمستويات، وهو ما انعكس إيجابا علي الدراما، فقدم هذا الجيل أعمال عظيمة لا تزال خالدة في العقول والوجدان، ومنها مثلا: صلاح الدين، ودعاء الكروان, والباب الحديد, وبداية ونهاية, والمومياء وكان هذا الوقت يمثل عز ومجد السينما المصرية. وأشار إلي أن عهد الرئيس جمال عبد الناصر رغم بعض المآخذ علي موقف الدولة من الحريات، كان يمثل بالنسبة لنا حلم الدولة الكبيرة التي تلعب دورها الذي يليق بها، وهو ما انعكس علي الدراما وكافة مناحي الحياة. وبرغم مرور مصر بظروف عصيبة لم يتعرض يمس ذلك استقرارها فكانت دولة عفية، تحميها ثقافتها وفنها، فتجاوزت النكسة عام 1967 مرورًا بحرب الاستنزاف إلي نصر أكتوبر المجيد 1973 .. لقد نجحت مصر بقوتها الناعمة واستطاعت أن تحقق نصرا ما زال حديث العالم إلي الآن. كما أشار د. أسامة أبو طالب: كان من الطبيعي أن تقوم الثورة فما مرت به مصر خلال العقود الثلاثة الماضية يمثل فترة استثنائية، فمصر الكبيرة لا يمكن أن تكون كما أراد لها البعض بهذا الضعف، قامت الثورة وشعر المصريون بقيمتهم، وما زالوا يبحثون عن ذاتهم. وكان للثورة تأثيرا قويا علي الفن خصوصا الغناء فاستطاعت من داخل ميدان التحرير أن تطرد كل الأغنيات الخليعة وتنبذ أنصاف الفنانين وعادت من جديد أغنيات عبد الحليم وأم كلثوم وسيد درويش لأن مصر تستعيد مجدها ولابد بأن تكون الأغاني علي نفس مستوي الحدث.. وكما كان للثورة تأثيرها علي الغناء سيكون لها تأثيرها أيضا علي الدراما بعد فترة ومع استقرار الأوضاع.
مؤكدا إن ما تمر به مصر بعد الثورة وخلال العامين الماضيين يعني أننا أمام حقيقة مهمة هي ضرورة أن نغير مفاهيم الحكم القديمة مشيرا إلي حادثة سحل المتظاهر وتجريده من ملابسه، مضيفا: التعامل مع القضايا السياسية أو الاختلافات السياسية يجب ان يكون تعاملا سياسيا، أما أن تصر الدولة علي التعامل مع كل الملفات من خلال الشرطة فهو أمر مؤسف، وحقيقة أنا أشفق عل الشرطة، فهي في مواجهة أي صراع أو خلاف، وإن كنت لا أبرر ما حدث لكن أري أنه سيظل يحدث طالما بقيت تقاليد أو مفاهيم النظام القديم هي السائدة.
في مخيم الابداع: لن تتقدم الأمة الا بالثقافة والمثقفين
اختتم مخيم الإبداع ضمن أنشطته التي ألقت الضوء علي المبدعين وتجاربهم وروابطهم وقضاياهم ندوة موسعة لمناقشة ديوان من شعر العامية عنوانه »طرح النهار علي نخل فبراير« للشاعر سعيد شحاتة أدارها الكاتب محمد محمد مستجاب.
أكد الكاتب محمد محمد مستجاب في البداية علي المكانة التي يحتلها الشاعر علي خريطة المشهد الشعري المصري حيث يمتلك موهبة أصيلة ووعي مدهش بأحوال البسطاء ومقدرة علي تطويع مفردات اللغة ليشكل لوحات شعرية بديعة تتماس مع قضايا الجماهير.
أكد الناقد عبد العليم إسماعيل علي وعي الشاعر بوظيفة الشعر التثويرية والتنويرية حيث اشتبكت قصائده مع الواقع المعيش حتي جاءت معظم قصائد الديوان وكأنها مكتوبة بحبر القلب حيث تمكن وباقتدار من تحويل المعيشي واليومي والمتاح إلي شعر حقيقي يخلب الألباب ولكن بالرغم من إسراف الشاعر في استخدام الإيقاع وإسهابه في التفاصيل والمنمنمات إلا أن الديوان بأكمله جاء كسيمفونية طويلة من اللحن الشجي عزفت بمهارة علي جراح الذات والوطن وحفرت عميقا في سراديب الروح .
أما الناقد د . محمد سعد شحاتة فقدم رؤية نقدية متكاملة مؤكدا أننا أمام شاعر قادم بقوة خاصة وأنه يمتلك أدواته ويعي جيدا تطويع المفردات التي جاءت عذبة وشفافة وبسيطة وتتماشي مع لغة السواد الأعظم من الشعب وهذا يعد انحيازا للمهمشين والبسطاء فمن خلال قصائد الديوان نستطيع الجزم بأن الشاعر سعيد شحاتة منحاز لملح الأرض بقلب محب وعقل متورط.
واستضاف في تجارب وقضايا شاعران يمثلان شمال مصر وجنوبها في أمسية دافئة هما الشاعر الكبير يسري العزب المنتمي مولدا وثقافة للوجه البحري والشاعر الكبير محمود مغربي المنتمي لثقافة الجنوب. في البداية تحدث الشاعر د. يسري العزب عن مشواره الشعري وخطواته علي طريق الإبداع مؤكدا من خلال كلمته علي دور المثقفين في تقدم المجتمع ونهضته فلا يمكن لأي أمه أن تتقدم ومثقفيها مقهورين لذلك يجب أن تولي الدولة المثقفين بالرعاية والاهتمام فهم حراس القيم الكبري وحاملي مشاعل التنوير. وتناول علاقة المثقف بالسلطة ودور المثقفين في مواجهة الطغاة مستشهدا بواقعة نقل الدكتور عبد المحسن طه بدر من كلية الآداب جامعة القاهرة إلي الشئون الاجتماعية بسبب رفضه منح زوجة الرئيس الأسبق السادات درجة الدكتوراة. أما الشاعر محمود مغربي فقد أشار إلي تكامل الثقافة المصرية وحيويتها ودور المثقفين في إحداث نوع من الحراك السياسي وطالب بضرورة الاهتمام بالأطراف وعدم تركيز الثقافة بالقاهرة لأن الأقاليم المصرية غنية بالمواهب والمبدعين .
جمال الغيطاني: هو الذي »يتذكر«هذه المرة
قال جمال الغيطاني إنني مدين للقاهرة بتكويني» ..رغم أنني ولدت في جهينة، مديرية جرجا (كما كانت تسمي إداريا في الأربعينات) فإن أول صورة في الذاكرة تنتمي الي سنة 1948 اثناء الحرب، حيث درب الطبلاوي شارع قصر الشوق، وبيتنا الذي كان يتكون من خمس طوابق اذكر صورة للوالد يصعد بنا إلي إلي السطح ونحن خلفه!
القاهرة فراغ أعلي يتعايش فيها التاريخ ويضيف: الأزمنة لا تتوالي ولكن تتجاور، ومن فوق المنزل في درب الطبلاوي كان يمكن ان أري اهرام دهشور والجيزة وسقارة وهي القاهرة الفرعونية اذا ولينا الوجه غربا، فالقاهرة التي أسست في الرابع الهجري علي يد جوهر الصقلي احتوت عواصم كثيرة من خلال تاريخها الممتد ل 10 الاف عام.
وتري في الجنوب أبراج كنائس مصر القديمة وكانت تتركز في حصن بابليون حيث توجد الكنيسة المعلقة علي شكل سفينة نوح.
ويلاحظ الغيطاني أن شرط البناء علي النيل أساسي في أي مدينة مصرية وخاصة للاماكن المقدسة؛ معبد الاقصر، والكرنك، وابيدوس، ودندرة.. النيل مقدس باعتبار أن الماء أصل الحياة قال تعالي بوجعلنا من الماء كل شئ حيب.. فضلا عن أن النيل في الفسطاط كانت تطل عليه الكنيسة المعلقة وجامع عمرو بن العاض قبل أن يتحرك النيل غربا لمسافة 500 متر ..
ويحكي الغيطاني عن زمن كان فيه النيل يخترق ميدان التحرير وكان فيه الخليج المصري الذي يمر بقرب القاهرة القديمة.
ويعود إلي جنوب القاهرة القديمة الذي تخترق سمائه أروع مآذن العالم الاسلامي فكل مأزنة حالة بذاتها، ويسرف في عشقه لمسجد السلطان حسن بمآذنه المصرية الصميمة، بينما كان يثير خياله في سن الرابعة مسجد محمد علي ولكنه عندما تردد علي اسنطبول اكتشفت الاصل المعماري له.
ويصف ما بين مسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي وفي هذا الشارع الفاصل بينهما مر اول خط للترام سنة 96 18يصل بين الإمام الشافعي والسبتية التي يوجد بها محطة الكهرباء التي كانت إذا انقطعت عن اأخبار اليومب يقول مصطفي أمين ذ رحمه الله ذ إن فار السبتية يقرض الأسلاك ويقطع التيار!
وإذا وقفنا بين المسجدين وولينا الظهر لوجدنا شارع محمد علي وهو أول شارع حديث يقوم علي فكرة االبوليفارب أي الشارع المستقيم ويلخض مصر علي قمته مسجد، وفي منتصفه دار الكتب المصرية، وفي نهايته ميدان العتبة ومسرح الازبكية.
وشهد أمورا خاصة بمصر والمصريين ففيه مقهي في ادار الكتبب وكان من رواده حافظ إبراهيم وحسن الالاتي وهو من كبار الساخرين وله كتاب - أتمني طباعته - امضحك العبوس والترويح عن النفوسب ويشبه في ندرته المخطوطات، وهو كتاب نادر في أدب اللامعقول يسرد حكايات كانت تحدث علي مقهي من اشهر مقاهي الشرق؛ حيث كان يستضيف عشاق صراع الديواك التي لها هواة ومحبين مثل كرة القدم الان.
وإذا اتجهنا ناحية القلعة نجد مقهي عكاشة وأسسه أولاد عكاشة وكانت لديهم فرقة مسرحية مشهورة وكان المقهي حسب ما سمعه من نجيب محفوظ يحتوي علي كل منضدة سماعات الموسيقي حيث يقدم المشروب مع قطعة الموسيقة التي يفضل من يجلس سماعها.
مازلنا في الجنوب، ونلاحظ أن القاهرة تخلو من الطبيعة الطائفية أو العرقية فلم يكن فيها مكان خاص بالاقباط وحدهم أواليهود مجتمعين، حتي حارة اليهود كان بداخلها معبد وكنيستين وجامع.. وهذا ما جعلني أكتب عن أن مجمع الأديان موجود في الفسطاط ومن بناه التاريخ وليس الانسان.
ويضيف بالحسين منذ الصغر ورأيت الكتب ملقاة علي الأرصفة، ذلك لأن بجواره أعرق جامعة موجودة علي بعد امتار وهي الأزهر الذي كان مركزا ثقافيا، فالتصقت بباعة الكتب مما مكنني قراءة الأعمال الكبري دون العاشرة، وعرفت الطريق الي دار الكتب وكان لدي اهتمام خاص بقضية الزمن وسؤالي اإمبارح راح فينب أين تذهب الحظة الماضية وهذا ما جعلني مهتماً بالتاريخ واتساءل عمن عاش ومر من هنا من قبل ولماذا سمي الشارع بالطبلاوي ..
اهتممت بوسائط سرد لم يكن أحد يهتم بها وتعرفت علي محفوظ وانا في الخامسة عشر، جنوب دار الاوبرا في شارع الخالق ثروت لتبدأ علاقتنا، ومحفوظ فيه جانب لا يعلمه الكثيرون كان ذاكرة للقاهرة لم يغادرها الامضطرا،
ومن يذهب الي الحسين يري شخصيات محفوظ تخرج من الكتب وأكثر الأماكن حيوية في مصر المرتبطة بالاضرحة..
ويقارن الغيطاني بين قصر عابدين وما شاهده من قصور: الكريملين والصين حيث المدينة المحرمة وفي المغرب المغرب ويصل إلي نتيجة أنه لم يري أجمل أو أرق من قصر عابدين لأنه مزيج من الحضارتين الايطالية والفرنسية..نعم لم أر مثله في الجمال وهو تراث ملك المصريين.
ويقول في ختام حديثه القاهرة كون وبقدر الإمكان أحاول تسجيل ما يمكن أن يفني من الذكرة القاهرية.
و حول إمكانية استعادة سحر القاهرة في ظل الفتن الموجودة الان يقول الغيطاني: الحديث عن القاهرة فيه تفاصيل كثيرة ويحتاج الي وقت طويل، تذكرت مثال يفاجئ المصريين وليس الاجانب مركز القاهرة الروحي هو الأزهر والأزهر هو العلم والحسين هو الروح، استشهد من أجل فكرة لانه ويعتبره البعض احتل مكان السيد المسيح .. فتاريخ مصر طبقات وإذا أردت ان تفهم الإسلام لابد ان تفهم تاريخها القبطي والقديم..
ففي مجموع كنائس حارة الروم في الباطنية نجد انفسنا أمام اربع منشئات قبطية كنيسة ودير للنساء وكنيسة العذرا التي كانت مركز البابا حتي مجئ الحملة الفرنسية لمصر فانتقل المركز الي الازبكية الي ان قام المثقف القبطي رشدي سعيد وكان صديقا لعبد الناصر فاقترح عليه أن يقدم هدية للاقباط فقال له مشروع كاتدرائية في العباسية فأهدي عبد الناصر الارض ..انظر علي بعد 100 متر من الازهر 4 منشئات قبطية لا تزال في مكانها مصر ستظل نموذجا للتعايش
وعن التخوف من تغيير هوية القاهرة يقول: نحن في حاجة الي قراءة التاريخ عندما نعرف الظروف الاصعب نثق من قدرتنا علي تجاوز اي صعوبات ..
مصر تهضم ما لا يتفق معها وبونابرت تحدث العربية وذهب الي الأزهر وجلس إلي العلماء.والإنجليز الذين غيروا لغة الهند التي تمتلك 600 لغة لم يؤثروا في مصر وكذلك الحال في الجركس الذين حكمونا 200 سنة ولم يغادروا اثرا.ومن استمر منهم أصبح مصريا خالصا ومن مشي خسرناه .. خسرنا التنوع الثقافي الانساني وأقول: ما يتناقض مع جوهرها لا نقبله وفهم هذا علي المستوي الثقافي مهم جدا لادراك أي لحظة صعبة نمر بها في هذا البلد العريق .
قف أنت في سور الأزبكية ملتقي روائع الثقافة المصرية والعالمية
قف أنت في »سور الأزبكية« تشعر أنك أكثر مصرية، وتنتمي إلي المكان بوصفك واحدا من أهله.. أو هكذا تتمني!..
وللسور جمهور خاص لا يختلف كثيرا عن شكل العرض، فزواره من كافة الطبقات، ويشغلون مهن متنوعة، منهم الطلبة وربات البيوت والباحثين والأدباء الصغار والكبار.. و.. و..
خلطة لا يجمع بينها سوي هذا الوله والافتتان بالثقافة واقتناء أقدم الإصدارات علي مر العصور.
تشدك إليه رائحة الكتب القديمة، والأوراق الصفراء التي تحمل سر زمن مضي يرفض الاندثار.. إنه سور الأزبكية الذي يختلف شكلا ومضمونا عن كل أجنحة الكتب وأماكن عرض المكتبات في المعرض.
أغلفة خشنة تحكي تفاصيل طباعة قديمة، وتراب يستوطن صفحات الكتب، تراب تستنشقه فلا تنفر منه، أو تتعالي عليه، وتتعامل معه بألفة طفل ينشرح لوجوده، ويأتنس به، ويتعامل معه كصديق حميم.
فوضي العرض تجعل ذهنك مستثارا فيظل نشطا ويمسي أكثر تركيزا وهو يتنقل بين العناوين التي يمكنها أن تجمع كل المجالات بينما تبقي المفاجأة في العثورة علي جوهرة دائما ممكنة الحدوث.
إنه مكان للبحث عن الجواهر الثمينة، حيث كتب ومراجع لا يمكنها أن توجد إلا بداخل هذا السور العظيم الذي يحتوي علي ما يجذب إليه (حتي الآن) أسماء كبيرة في الثقافة والأدب.
التنافس علي البيع أوحي لأصحاب المكتبات أن يستأجر كل منهم صبيا أو مراهقا يمتلك صوتا جهوريا فينادي به علي المارة وهو يعلن أسعار الكتب، بينما فضل بعضهم وضع بطاقات الثمن علي كل صنف من الكتب، واللافت أن الأسعار داخل سور الأزبكية كلها تتسم بالرخص مقارنة بالمكتبات الفخمة التي تشتعل فيها الأسعار.
الطلبة يبحثون عن الكتب التاريخية
يؤكد صابر صادق صاحب إحدي المكتبات داخل السور أن للأزبكية جمهوره الخاص وكل شخص منهم يبحث عن ما يفيد تخصصه سواء كان في الادب والدين والتراث وغير ذلك.
وقال: هناك أشخاص مهتمون بالصحف والمجلات القديمة التي لا يمكن أن توجد إلا هنا، وهم يقتنون هذه الصحف والمجلات أو يكونوا قد نشروا فيها موضوعات لهم أو يحتفظون بها للذكري، بينما الكتب القديمة والنادرة تجد دائما من يفتش عنها، أما المدرسين والطلبة فهم يبحثون عن الكتب التاريخية التي قد تنفعهم في دراستهم.
ويضيف أن الفرق بين سور الأزبكية وغيره من المكتبات أنه يحتوي علي الكتب القديمة والنادرة الغير موجودة في أي مكان وبسعر رخيص جدا.
وميز بين زبائن تدفع ثمن الكتاب مباشرة وآخرون يحبون الفصال ولا يقتنعون إلا بعد أن يتم تخفيض السعر »والأمور في النهاية تسير بالتراضي«
وعن الطريقة التي يحصلون بها علي الكتب قال: نحصل عليها بأكثر من طريقة؛ إما عن بيوت العلماء الذين ماتوا، وأراد ابنائهم التخلص من المكتبات وبيعها فننذهب إليهم ونشتريها.
والطريقة الثانية أن بعض الأشخاص يأتون إلينا في مكتباتنا ويبيعون لنا كتب استغنوا عنها.
والطريقة الأخري هي الحصول علي ما نريد عن طريق مرتجعات المكتبات (أي أن المكتبة تنهي عملها وتصفي ما بها من كتب فتبيع لنا ما تبقي فيها ويتم ذلك في نهاية المعرض) وبعض هذه المكتبات في الغالب تكون من خارج مصر ولا تريد أن تتحمل عبء تكاليف نقل الكتب مرة أخري فتستغني عنها.
ويقول محمد أبو عقيل: أعمل في المعارض منذ 23 سنة واستطيع التأكيد علي أن سور الأزبكية له جمهور خاص جدا، يأتي إليه خصيصا، منذ أن دخل السور معرض الكتاب عام 1993، وأهم ما يميز جمهور سور الأزبكية أنه محدود الإمكانيات لكنه يعشق القراءة والثقافة وهم في الغالب طلبة الجامعات الذين يأتون إلي السور فيحصلون علي الكتب بأسعار رمزية خاصة وأن أسعار الكتب العلمية غالية جدا ومنها كتب الطب والهندسة والكيمياء والرياضيات.
ويتعجب من مثقفين كبار كانوا دائما يترددون في شبابهم علي السور ولم يهتموا به الأن بعد أن كبرت أسمائهم ويستثني منهم من استمروا في المجيئ إليه ولم يمنعهم منه سوي الوفاة مثل كامل زهيري.
ويذكر أدباء ومثقفين كبار مازالوا يكررون زيارتهم إليه مثل جمال الغيطاني وحلمي النمنم كثير من الأدباء والشعراء المحبين للأدب والثقافة ، يأتون للبحث عن الكتب النادرة وأحيانا نحجز لهم هذه الكتب بعد توصيتهم حتي لا تباع لأحد.
ويضيف: هناك ناس تأتي إلي المعرض وخاصة سور الأزبكية للتنقيب عن كتب خاصة بهم، وهي كتب قديمة مثل سلسلة كتابي لحلمي مراد وطه حسين والعقاد وغيرهم ممن يزودون بها مكتباتهم المنزلية فضلا عن كتب الأدب الإنجليزي والأدب الفرنسي.
ويشير محمود قاسم أن سور الأزبكية يتميز باحتوائه علي كتب لا توجد في أي مكان غيره وهذه الكتب قديمة تراثية نفدت طبعاتها، كما أن الزبون في السور يستطيع أن يأخذ حريته في الشراء والفصال الذي يفضله الإنسان المصري ولذلك هو يشعر بأن السور جزء من المجتمع.. وعشرات السنوات تثبت أن معظم الكتاب والعلماء تربوا علي سور الأزبكية وكانوا فقراء يذاكرون علي أعمدة الأنارة في الشوارع !
وكان هناك الكثير من الكتاب الذين يحرصون علي التواجد في الأزبكية مثل أنيس منصور وتوفيق الحكيم ويفاخر بأن الدكتور أحمد زويل في أكثر من لقاء تلفزيوني تحدث عن سور الأزبكية والكتب التي اشتراها منه.
وأشار إن الكتب التي أبيعها ليس لها مصدر معين وأغلبها يكون من الكتب المنزلية فبعض الناس ممن يسافرون ويبيعون منازلهم وتكون لديهم مكتبة يريدون أن يتخلصوا منها فيأتون بها إلي.. كما أن بعض الورثة يريدون التلخص من مكتبة والدهم فيبيعونها للتجار في السور، لذلك فان معظم الكتب تكون نادرة ولا وجود لها في الوقت الحالي.
الأزبكية تاريخ وحضارة
أما إبراهيم حامد فيتحدث عن حبه لسور الأزبكية ويؤكد أنه يأتي للمعرض كل عام ويأتي إلي السور فيجد فيه كتب قديمة للعقاد يحبها غير موجودة في المكتبات الحديثة.. ويضيف: أحب أن اقتني الكتب القديمة غير الموجودة في الوقت الحالي وهي كثيرة منها للعقاد والعماري وكتاب زالمستظرف في كل فن مستطرفس وسنهاية الأرب في فنون العربس.. ورغم حصولي من قبل علي نسخة من كتاب زصور من الحياة للعماريس فإنني أبحث عن نسخة اخري منه لانه كتاب رائع وانصح بإعادة نشره!
تأملات ثورية
المرجع العجيب في بؤس الشاعر والأديب!
يتعرض الكاتب أو الشاعر في بلادنا لظلم بيّن باستمرار، وفي كل العهود، ومهما كان من شأن التقلبات السياسية بين يمين ويسار، والتوجهات الاقتصادية بين اشتراكية ورأسمالية، ومهما كانت المنطلقات الحكومية.. ليبرالية أو ثورية أو عسكرية أو اخوانية.. فالشاعر أو الكاتب، في كل هذه الأوضاع والحالات والتوجهات والأيديولوجيات.. مظلوم.. مظلوم.. ياولدي!
وعمله - حتي لو كان مقدرا علي مستويات معينة - لايحظي (أبدا) بما يقابل أو يعادل هذا التقدير.. علي الأقل (ماديا).. وهذا أضعف الإيمان.. بشكل يسمح له بالحياة الكريمة (أو بالحد الأدني منها).. والاستغناء بقلمه وأدبه وشعره وكتاباته، عن امتهان مهنة أخري، أو السعي إلي عمل آخر. لم أعرف في حياتي الأدبية كلها - وقد تجاوزت الأربعين عاما الآن - كاتبا أو شاعرا أو أديبا يعيش من شعره، أو يحيا من كتاباته، بل كل من عرفت كانوا أصحاب مهن أخري، تنعقد عليها - بشكل أساسي- أسباب حيواتهم هم وذويهم من الأبناء والبنات والزوجات والآباء والامهات.. الخ.. وبالتالي، ولهذه الأسباب، لايخلو الأمر في أحايين كثيرة - بل في كل الأحيان - من عمر الزوجات (خصوصا) ولمزهن بهذه الهواية.. هواية الأدب، التي لم يرين من ورائها (لا أبيض ولا أسود) غير ما تكلفهن وتكلف بيوتهن، في مناسبات متكررة من أعباء وتجشمات.. كاستقبال أصدقاء الأستاذ الشاعر في أي وقت، والقيام بحق وواجب الضيافة لهم، وتنظيف ما يتخلف عن آثارهم المدمرة، وسجائرهم المنفرة، وقهقهاتهم العالية ومناقشاتهم الحامية، وحجم ما يستهلكونه في السهرة من شاي وقهوة وسكر وخدمة.. وبن مضبوط.. وسادة، وع الريحة.. الخ..
هذا غير ما يبتلي به الأستاذ الأسرة.. بأماكنها المحدودة، وحجراتها المحكومة في الشقة المتواضعة المخنوقة عادة.. من أكوام كتبه، ومشترواته الدائمة منها طيلة السنة، والتي تبدو بلا نهاية، وكم تتوجس الزوجة المسكينة في كل عام، وهي تراقب من طرف خفي لاستعدادات الأستاذ الهمام لمعرض الكتاب، وما يدخره لهذه المناسبة التي يسعد بها سعادة الطفل بلعبة جديدة، بل انه يدخل جمعيات سنوية يرتب لدوره في قبضها أن يكون علي (دخله) المعرض ويغطس الأستاذ مع بداية المعرض من أول النهار لآخره، ليعود محملا بأوزان وأحجام جديدة من الكتب، يفرح هو بها ويسعد، وتتعس بها الزوجة وتحزن، وينوء بها البيت المسكين الذي يتسع لساكنيه بالكاد، ومن ثم تزحف الكتب رويدا رويدا لتحاصر «السراير» أو الأسرة، والمقاعد، وزوايا الصالون، وفراغات الصالة.. والأستاذ بذكاء مفقوس، وديبلوماسية مكشوفة، ثبت فشلها علي مر السنين، وتتابع معارض الكتاب.. يتعلل (كاذبا) بأن هذه هي (عدة الشغل) الضرورية، لكي نقرأ ونكتب ونأتي بالمزيد من الدخل للأسرة، الذي يعين علي الأمر حتي ينقضي الشهر وهذا لايحدث طبعا، لأن ما يقبضه الأستاذ الكاتب الشاعر المثقف الكبير علي مقال أو قصيدة.. هي مبالغ مضحكة جدا يخجل من إعلانها في معظم الأحيان، بل انه إذا تم طبع كتاب بحاله لسيادته قد يصل إلي خمسمائة صفحة أو يزيد، وقد كلفه في جمعه وإعداده وتحضيره وتوضيبه وتصويبه وكتابته علي الكومبيوتر وتسليم (السي دي) الجاهز المصحح المراجع للطباعة «الشيء الفلاني».. وفي النهاية يقبض- إذا قبض - برضه مبالغ مضحكة.. و(إذا قبض) هنا.. راجعة لمؤسسات نشر الدولة التي تدفع للكاتب فعلا.. مبالغ - في أحسن الأحوال - رمزية.. لاتقيم الأود، ولاتعين علي الجلد.. ولاتستحق الحسد، ولاتنصف بنية أو ولد ولايستطيع الأستاذ الهمام أن يشمخ بها أمام أحد، خصوصا حرمه المصون لينجو من الخصومة واللدد!.. أحد.. أحد.. أحد!..
.. بل هي فضيحة معلنة، ومعلومة مزلزلة، ومبالغ مشكلة، فأن يقبض الأستاذ الشاعر علي جزء كامل من أعماله الكاملة (في آخر العمر) يحتوي علي أربعة دواوين، دفع ثمنها حياته بأكملها.. كدا وكدما وابتكارا وتأليفا.. وقراءة وثقافة ومعاناة واجتهادا.. ما قيمته 1300 جنيه مصري فقط لاغير، لهي فضيحة بكل المقاييس، تؤكد انه البائس التعيس، ويذهب - كمان - ليقول هذا لزوجته، هو الذي ينفق في معرض الكتاب الواحد، في المتوسط، أربعة أو خمسة آلاف جنيه، وأحيانا ستة الاف، والله شاهد والأصدقاء، فمن الطبيعي جدا أن تعتقد الزوجة في كذبه، وانه (دكن) علي جنب، واقتطع دون إحساس بالذنب، مبلغا معينا لحساب مصاريفه الشخصية، ونفقاته الخصوصية التي لايعلمها إلا الله، فهي لن تصدق ان الأستاذ النحرير والشاعر الكبير، في مجلد كامل لأعماله الكاملة يحتوي علي دواوين أربعة يقبض هذا المبلغ الهزيل!!..
أو أن تصدق، أن هذه الزحمة التي يزحمها الأستاذ للبيت بكتبه وأوراقه وأقلامه، وخناقه وزعيقه إذا عبث أحد بمكان ورقة أو قلم أو كتاب.. وهذا الليل الذي يقضيه بطوله.. فاتحا لعدد من المراجع حتي ينجز كتابة مقاله الاسبوعي، ثم عندما تسأله، كم يقبض في هذا المقال الجهنمي الذي يكتبه كل اسبوع، وتتحول الحياة بسببه إلي جحيم من النرفزة والعصبية والخناق لأتفه الأسباب.. لأن الأستاذ يفكر، لأن الأستاذ يكتب، لأن الأستاذ يبدع، ثم لأن الأستاذ - ولذلك كله - لايريد حركة، أو نأمة، أو همسة في البيت، لأن عبقري زمانه، وفائق أقرانه، وتاج راس اخوانه.. قد ذهب عقله وأتي جنانه!.. فلابد للجميع أن يخرسوا، وأن يكتموا الأنفاس ويجلسوا.. فبنات الشعر تتنزل، وفتيات الوحي تتبذل.. وفي الآخر.. إذ بالأستاذ العبقري، والجهبز المنبري، وراجل البيت المفتري.. يقبض مائة وخمسين «ملطوشا» عن هذا المقال، الذي ألجم العيال، وأخرس السؤال، وأزري بالزلزال، وهدد - بسببه - بالويل والثبور وسوء المآل.. وتنظر إليه زوجته شذرا حينما يعلنها بذلك، أقصد بالعائد الفذ.. للأديب المعتز ولسان حالها يقول: «يا ما جاب الغراب لامه».. أو يقول: «جاتها نيله اللي عايزه خلف»!!.. وقد ضبطها أكثر من مرة تحذر أطفاله، عندما شبوا عن الطوق، واستلفتتهم الكتب.. من مغبة القراءة والكتابة، ومن البعد عن الكتب التي لايأتي من ورائها إلا كركبة البيت، ونزع البركة منه - هكذا قالت والله العظيم - ووجع الدماغ، ووقف الحال، والخراب المستعجل:
- سيب يا ابني الكتب دي، وروح شوف لك حاجة مفيدة!
ويسمع الأستاذ هذه النصائح الذهبية من وراء ستار، بالصدفة، ويكمن في مخبئه لاينطق، ويلبد في زاويته لايتحرك، فماذا سيقول للبنت أو للولد ولسان حاله ناطق بفصاحة منطق أمهم، ووجاهة رأيها الذي لم ير يوما من وراء ثقافة الأستاذ فائدة، أو قيمة عائدة.. أو مكافأة مجزية.. أو مبالغ مغرية، بل هي الوكسات المتوالية والنكسات المخزية!!.. بل انه يدفع طيلة الوقت لكتبه وأوراقه، وأقلامه وتحبيره، وجمعه وتصويره، وإعداده وتحضيره.. هذا غير أصحابه وأصدقائه وشايه وقهوته ومشاريبه في قعدته مع جماعته الأدبية.. أو في خلوته الجهنمية، وتهتف الأم ناصحة لابنها:
- فابتعد ياضنايا عن هواية الأدب، حتي لايكون عليك عتب، ولاتتحول إلي مسخرة، وتشبع نقورة، وتصبح - وتمسي - وأنت أضحوكة الحي، وأعجوبة الشارع.. راح الأستاذ.. وجاء الأستاذ.. وأحوالنا تتردي بامتياز.. والأسعار تشتعل كالبوتجاز، ولا زيادة في الدخل، ولا كرامة أمام الأهل، ولا اتساع في الشقة والمحل، وليس هناك من حل.. اللهم إلا (حل) الوسط.. والعيشه بالقسط!!..
والأستاذ المسكين ينطوي علي خجله، ولايملك لهذه الهواية المغوية، أو الغواية التي تلقي به إلي قعر الهاوية.. حلا ولا عقدا!
وظل يؤمل طيلة سنين العمر، ويعلل النفس بأن تتغير الأمور، فلعل هذا الظلم الفادح، ناتج عن الجهل الفاضح للقائمين - في عهود سابقة- بأمر الثقافة والكَّتاب، وأن الأمر سيختلف اختلافا كبيرا إذا تولي أهل الثقافة مسئولية المؤسسات، فسيعتدل الميزان، ويشتد للكاتب والشاعر التقدير والإيمان، ويصبح في الإمكان ما لم يكن من قبل في الإمكان، وينصف الكاتب والشاعر، وترد إليه كرامته وعزته!
ولكن، للأسف، جميع رؤساء المؤسسات الثقافية المختلفة الآن - وهم أصدقاء أعزاء جدا - وكانوا في يوم من الأيام يعانون ما يعانيه، وإذ بهم بقدرة قادر من البيروقراطية والروتين البشع نفسه، واللوائح الشوهاء العرجاء نفسها.. يخضعون لكل ذلك ويتعللون به في بقاء الحال علي ما هو عليه.. بل أسوأ في الواقع، لأن العهود السابقة، ربما لم يكن يقوم بشئون المؤسسات فيها أهل الثقافة والفكر والشعر والنقد والفلسفة.. كما هم الآن.. فعلي رأس الهيئة العامة لقصور الثقافة شاعر، وعلي رأس هيئة الكتاب ناقد، وعلي رأس المجلس الأعلي للثقافة.. أستاذ كبير للفلسفة.. وهكذا. ولكن المصيبة في هذه الحالة أعظم، لأن السابقين في عهود سابقة كانوا موظفين لا شأن لهم بالثقافة، ولا بمعرفة أقدار الناس.. أما الآن فما حجة هذه القامات التي تتولي شئون الهيئات والمؤسسات في إبقائها علي هذا الظلم للكاتب والشاعر والأديب؟!
لا جواب عندي أقدمه لزوجتي المصونة ودرتي المكنونة، حينما دخلت عليّ - برغم كل شيء - وأنا أكتب هذا المقال.. بفنجان القهوة.. وكنت أقرأ في كتاب من كتب التراث.. لعلي بن خلف، الكاتب والأديب، المتوفي عام 455 ه 1063م.. هذا الكلام في وصف أوضاع الأديب وأحوال الكاتب في زمانه، ونظرة المجتمع له في هذا الوقت البعيد.. وأتحسر علي حال الأديب المعاصر في مصر المحروسة الآن..
اقرأ.. وتأمل معي.. قارئي العزيز.. وتحسر كما تحسرت..
«.. أعلم ان جميع الصنائع وسائل إلي درك المطالب ونيل الرغائب، وأن عوائدها تتفاضل في الكثرة والقلة بحسب تفاضلها في الرفعة والضعة، إذ كان منها ما لا يفي بالبلغة من قوام العيش نحو الصنائع المهنية السوقية الداخلة في المرافق العامية، ومنها ما يوصل إلي الثروة ويتجاوز حد الكفاية ويحظي بالمال الأثير والنعم الخطيرة، وهي الصنائع الخاصة، وإذا تؤمّل ما هذه صفته منها علم أنه ليس منها ما يلحق بصناعة الكتابة ولايساويها في هذا النوع، ولا ما يكسب ما تكسبه من الفوائد والمعاون مع حصول الرفاهية (!) ومجانبة التبذل والتنزه عن دنايا المكاسب (!) ولا ما يوصل إلي ما توصل إليه من الخطوة ورفاهة العيش ومشاركة الملوك.. في المساكن الفسيحة، والملابس الرقيقة، والمراكب الجميلة، والدواب الفرهة، والخدم والحشم، وغير ذلك من الآلآت والأدوات الملوكية (!!) ومن العجب أن صاحب هذه الصناعة (الكاتب يعني) ينتهي إلي الحال التي ذكرنا، ويحصل الفوائد التي عددنا، علي أكثر الأحوال في أقرب المدد وأقل الأزمنة (!!!).
انتهي كلام علي بن خلف.. وطبعا كل علامات التعجب من عندنا!
.. أما أنا، فأقول..هل ثمة معجزة ما.. أو خيال علمي قائم، أو آلة زمان موجودة ومتاحة، تنقلني إلي ذلك الزمان الذهبي للكاتب، الذي وصفه السيد علي بن خلف حتي أزهو بنفسي أمام زوجتي، وأتطوس بها مع ابني، وازدهي بمهنتي مع ابنتي (حتي تضمن بذلك سرعة الجواز ورفاهة الجهاز والعريس الممتاز).. مين عارف.. ربنا قادر علي كل شيء.. بس انتوا ادعولي!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.