الأربعاء: واحسرتاه ... يتحدث »العالم« فنحاصره بالسكوت وكأنه شئ ثقيل علي الهواء.. وتتمايل »العالمة« فتتسع الشاشة وتتوهج وينصت ويحدق ويبحلق الجميع، يطرح المفكر هموم الأمة ويضيء الظلام والإظلام فينا وحولنا، فنطفئ صوته وصورته بسرعة، ويزعق فينا المغني ويصرخ ويرعبنا بحركاته البهلوانية وصوره البهية، فنتمني ألا ينتهي الإرسال، وندعو أن يصبح الليل أطول من ساعاته!. نعم ..إن من يهز وسطه، ينال أضعاف من يهز عقله.. وهذه العبارة لأستاذنا الراحل توفيق الحكيم حين قالها لي قبل رحيله . أقول ذلك وأنا أحدق في الجريدة وأري صورة لهيفاء وهبي ، التي لا تفصح عن مكنوناتها أهي مغنية أم ممثلة أم راقصة، الصورة طولها 20 سم، وتحت قدميها وفستانها صورة ضئيلة الحكم 2سم للعالم د.أحمد النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا مع خبر: »العلماء العرب يجتمعون في أحضان القاهرة«..يا للهوان.. وأواصل التحديق والاستدعاء.. تظل الراقصة تتحدث اكثر من الساعة والساعتين ، تعدد مآثرها في الرقص ، وتشرح فلسفتها في كيفية الهز والاهتزاز، وتتجلي بفتوحاتها وغزواتها، والمذيع امامها لا حول له ولا قوة، ولاخيار لديه الا الصمت وترك الحبل علي الغارب،لا يستطيع ان يقاطعها في، حين انه يقاطع ويبتر سياق محدثه اذا كان مفكرا أو كاتبا او عالما ! فمع هؤلاء يضيق الوقت جدا، هذا الوقت الذي يطول ويطول مع أحاديث الراقصات والفنانين والفنانات، الأحياء منهم والأموات!. والمفارقة أيضا تتجلي في انه ، بعد حصار هؤلاء الأساتذة من حراس القيم، نري هذه القناة أو تلك تنعم علينا بوصلة طرب وسهر وغناء حتي مطلع الفجر! فلا الوقت ينتهي، ولا المذيع يصرخ في ضيوفه: انتهي الوقت..أجب في دقيقة واحدة .. باختصار لو سمحت.. ليس عندي وقت..الوقت يداهمنا! وكأن المذيعين قد اتفقوا علي هذه الصيغ الاستفزازية، ليس للمتحدثين فحسب ولكن لنا أيضا ، فالضيف المتحدث منهمك في توصيل فكرته ، مجيبا علي سؤال المذيع الذي يحتاج بدوره الي وقت يكفيه لشرح أبعاد الرؤية ، غير أن المذيع يرهبه ب (في أقل من دقيقة من فضلك)! أي استخفاف هذا؟ تري .. لماذا نغلّق أبواب الزمن التليفزيوني مع المفكرين وحملة مصابيح التنوير في المجتمع ؟ لماذا ساعة أن نحاصرهم بالأسئلة ، نحصرهم في أركان الشاشات العربية ( الفاضية)؟ في الوقت الذي نفتح ساعات الارسال بلا حدود للفنانين والراقصات والمطربين والمطربات الاحياء منهم والاموات، ليقولوا ما يشاءون: فهذه تتحدث عن أزيائها ان كانت ترتدي أزياء ولذلك فهي تحب فصل الشتاء ، حتي ترتدي كل ما عندها من فساتين، وتلك تعدد مآثرها الفنية وكفاحها المرير من أجل الحصول علي علبة ماكياج أصلية ، أما هذه الفنانة فهي تتمني للبنان الاستقرار والهدوء حتي تتمكن من التمتع بالتفاح اللبناني.. وآخر يحدثك عن غزواته التي يتضاءل بجانبها نابليون في تحوله من السينما الي غزو المسرح ..و.. و.. أين العلماء في المحطات الفضائية وفي الإعلام عموما؟ أليس من المؤلم ان نتابع أدق التفاصيل مع 24 ساعة في حياة الراقصة، التي خصصت لها احدي القنوات برنامجا ( من مكتبة ...) وكان يذاع كل يوم جمعة (!) ويبدأ منذ أن تفتح الهانم عينيها في الضحي ، حتي تغلقها في صباح اليوم التالي، بحمامها وفطورها وزوارها وغداها وعشاها وسهراتها ومواعيدها ، في الوقت الذي لا يذكر شيء عن اكتشاف ما هو أسرع من سرعة الضوء ، وجهود العلماء في صوامعهم الالكترونية ، لتحويل الانسان الي ذبذبات ونقله من مكان الي آخر الي آخربالعلم الذي هو في كتاب الكون؟ ! مفارقات مرعبة ..وما بين (أدمغة العلماء ) و(أقدام العوالم) مسافات ضوئية .. أليس من المفارقات.. أن نعرف تفاصيل حياة النجمة الفلانية ، وكم مرة تزوجت.. وكم مرة طلقت.. وكم مرة تشاجرت مع زوجها.. وكم .. وكم ..وكم.. في حين لا نعرف قدر جناح بعوضة عن (الفيمتو ثانية)؟. والشيء بالشيء يذكر، هناك أكثر من علامة استفهام مؤلمة أثارها العالم الدكتور أحمد زويل في اكثر من حديث : لماذا اصبحت المؤسسات العلمية والبحثية التي يمكن ان تحظي باحترام عالمي في العالم العربي اقل من الفضائيات العربية؟ وعددالأوراق البحثية المرموقة التي تخرج من العالم العربي أقل من عددالفيديو كليبات؟ حينما ارادت اوروبا ان تنهض استندت الي علوم العرب وحضارتهم ، فأخذوا كل كتب ابن سينا وابن رشد وابن الهيثم وغيرهم من العلماء والفلاسفة، ولكن العرب يأخذون عنهم اليوم الفيديو كليب و الجينز واصبحت قدوة الشباب نانسي عجرم. صورة العالم العربي من حيث البحث العلمي مقارنة بدول العالم بأنها اصورة سيئةب فكل الاحصاءات تدل علي أن الوضع العربي الراهن متخلف من الناحية العلمية والتكنولوجية وضرب مثلا بإحصائية تشير الي ان هناك 12 مليون بحث علمي نشر خلال السنوات الخمس الماضية ..انتجت امريكا منها 34٪ والاتحاد الأوروبي 7٪ واليابان 22٪ اما العالم العربي فنصيبه (....)عفوا ...!!!. رسالة من نيويورك.. وذكري »عمي مسيحة « الجمعة: من بعيد من وراء المحيط الأطلنطي من مدينة نيويوركالأمريكية تنزلت علي رسالة هي برد وسلام، تعبق بالمحبة والسلام والأمل في الغد الذي نود أن يكون مشرقا، أما صاحب الرسالة الأنيقة فهو الدكتور. نبيل جريس، عميد جامعة وأستاذ متميز ومدير مركز أبحاث المواد المبتكرة (CIMR)بكلية الهندسة لورانس للتكنولوجيا جامعة ساوثفيلد، يعرب فيها عن سروره بما نشرناه في العدد الماضي عن عبقرية المسيح وعن مقال (شقيق) المسيحي.. كل ثانية وأنت طيب جدا) ويثني علي العاملين بالجريدة وعن خطها المتوازن وحرفيتها الصحفية ضمن منظومة أخبار اليوم، ثم يربط الخاص بالعام ويري أن هناك حاجة ماسة في مصر خلال هذا الوقت العصيب لكل صاحب رأي جاد، ويقول نحن كمصريين أمريكيين يعيشون في الولاياتالمتحدة منذ 35 عاما ، وكثيرا ما نزور بلدنا الحبيب مصر علي الأقل مرتين في السنة، ونحن حريصون دائما علي التواصل معها ومتحمسون لقراءة المزيد من المقالات الرائعة، ونحن نصلي من أجلها من المؤكد أن عام 2013 سوف يجلب السلام والبركة والانسجام، والاقتصاد المزدهر لبلدنا الحبيب مصر والمصريين، إنهم يستحقون حياة أفضل.و.. تفيض سطوره بالمشاعر العميقة ، وتتدفق بالأحاسيس الجميلة، وتنهمر فيها التمنيات لمصر بما ومن فيها. وأود أن أطمئن د. جريس وكل المصريين في الخارج ، وهم قوة فعالة وخلاقة، أن مصر عامرة بأهلها، في جنباتها الطيبة، كلنا محبون، وعاشقون لمصرنا، لا نصدق من لهم مآرب فينا، بالتأكيد هؤلاء واهمون، وكيدهم مردود في نحورهم، ومحاولاتهم ساذجة، وألاعيبهم زوبعة في فنجان مقلوب،و لن يفلحوا أبدا في ممارسة لعبة الوقيعة المستحيلة بين أبناء مصر في الجانب العقائدي :إسلاما ومسيحية، لهؤلاء المخربين والمتربصين والحاقدين وأمثالهم أسوق نموذجا يتكرر ملايين المرات في كل جنبات أرض مصر الطيبة التي لا تقبل أن تنبت إلا طيبا، وهو نموذج يفقأ عين كل من يشكك في طبيعة العلاقة بيني كمسلم وشقيقي المسيحيي ودعوني أسرد عليكم حالة( عمي مسيحة) تاجر الذهب الذي كان يأتي إلي قريتي(سنهوت، مركز منيا القمح محافظة الشرقية) قادما كل يوم من (كفر سمري، أو كفر النصاري) الملتصق بقريتنا والمتداخل معها في الحدود والجدران والمنازل والغيطان التي تسقي بماء واحد، فكل شيء بيننا بلا حواجز، المسجد في ظهر الكنيسة التي يؤمها الألوف من كل مكان، وعلي مدي أكثر من 50 عاما لم تحدث قط أية مشكلة من المشاكل الوهمية التي يثرثر بها المتربصون والمحرضون، كان (عمي مسيحة) يرحمه الله باسم السن، ومثلما يشتعل رأسه شيبا تشتعل أخلاقه ذهبا، يتحرك في البلد حاملا حقيبته الذهبية في حرية وأمان يدخل بيتنا ،وعشرات البيوت، يجلس معنا ونستأنس به، ونأكل معا ونشرب، ونشتري منه الذهب ونبيع له، لا نثق إلا فيه ، كان لا يحلف ابدا ويكتفي بكلمة صدقني، ثقة وأمانة ومودة، إنها قيم لا تزال تشكل منظومة العيش بيننا، ومثله الأسطي المسيحي(مكرم) النجار في نفس »الكفر« الذي يفضله دائما د.أسامة عقيل أستاذ الموانيء والمطارات بجامعة عين شمس في صنع الأثاث ويترك القاهرة ودمياط كلها من أجل مكرم، وكذلك عديلي د.ابراهيم سعد زغلول الذي حين يجيء الي مصر من مسقط لا يقضي إجازته الا عند رفيق عمره الأستاذ (سامح أخنوخ) منذ أربعين عاما ، وفي دار أخبار اليوم حدث بلا حدود عن جماليات العلاقة الحميمة مع ثلة الزملاء والأساتذة المسيحيين، ومثلهم ألوف النماذج المتحابة، التي أتعامل معهم كل يوم وفي كل مكان ، تجدع أنوف المتاجرين بما يسمي الفتنة الطائفية، فهم الذين يصنعونها، وسوف يلقون غيا إن عاجلا أو آجلا.. تأكدوا جميعا أن المجتمع المصري ليس مستعصيا علي التحول الديمقراطي، وأنه ينتقل من (حالة التثوير) الي (هالة التنوير)ونحن في (أخبار الأدب) ، وفي جميع صحف ( دار أخبار اليوم) نسعي ما استطعنا الي ذلك سبيلا.وكلنا في فلك مصر سابحون..!. نفسي الأمارة بالشعر : أنت... ! الخميس: وهج : يتجلي نورك سيدتي ومضات : تشرق في نفسي خفقات : توقد في القلب سؤالاتٍ : تقطر في الروح عذابات عذبةْ تتوهج .. بالنور ، وبالنارِ ، وبالشوق المتوحش والغربةْ! ملكوت : يتنزل نورك يا سيدتي يخرجني من صدع الرجفة ! ويدثرني .. ويزملني .. يدخلني ملكوت اللهفة ! ويلملمني .. ويرتلني .. يقرئني أصداء الرأفة ! ويزمزمني .. ويطوف بي .. وأنا بين الرجم وبين اللثم .. أسعي .. أصفو .. أهفو .. بأثير صاغته ذبذبة الرحمة ! فتح : انفذي فيّ بسلطان ، وبالعهد » تحلّي « أبرقي .. إن براق الروح ممدود بموجات » التجلي « واعرجي بي ..إنما المعراج موصول بأسباب »التخلي« أطلقي روحك في روحي ، افتحي ..فالفتح قد صار مبيناً واختراقي في احتراقي ..! وبقائي في فنائي ..! وجد : دثريني ..وانثريني .. واحتويني .. قد نذرتُ العمرَ في كفيكِ يا بدراً منيراً اشعلي مصباحَ عمري قد تأخرتُ كثيراً لملمي نورك لميّه ابعدي الحزن اطرحيه وانظريني .. وأنسي نارك مني .. إنّ في النار : اأناب !! ذكر : طلع الفرح علينا من ثنيات الجراح وسري النور إلينا باقة الحب المباح ونغشيه كل ليلٍ فيغشينا للصباحْ والطمأنينة : حلتْ ،حين هلتْ ، من ثناياك تباشير الوصالْ والسكينةْ ..قد أطلت من سناكِ وتجلت يا ملاكي ، حين مست روح مخلوق يناجي االماوراءب فاذكريني .. كلما لامستْ روحَك أنوارُ الجلالْ واذكريني كلما ا انستِ ناراً ب واذكريني كلما قلتُ « امكثواب واذكريني .. كلما جن عليك الليلُ شمساً وضحاها واذكريني ..كلما طاف عليكِ ، طائفٌ يحمل مني ذبذبات الشوقِ في قلب تغشّاه الجمالْ .