حدث ثقافي وفني هام تشهده القاهرة هذا الأسبوع، حيث تستضيف معرضا يضم أعمالا لفنانين من عشرين دولة عربية و أوروبية يعلنون تضامنهم مع الشعب السوري، حيث يشارك خلاله 120 فنانا تشكيليا بأعمالهم التي يبلغ عددها 185 عملا فنيا، بالإضافة لتخصيص جناح خاص بفنان الكاريكاتير علي فرزات يضم خمسين لوحة فنية. أقيم المعرض بمركز الهناجر للفنون وافتتحه الدكتور صابر عرب وزير الثقافة والدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والمهندس يحيي القضماني رئيس هيئة مغتربي سوريا الأحرار، و أعقبه حفل موسيقي للفنان العراقي نصير شمة. يقول يحيي القضماني أن القاهرة دائما ملجأنا كسوريين أيام الشدة، وهي المركز الثقافي الحضاري الذي من الممكن أن نقيم فيه معرضا كبيرا. وعن أهمية هذا المعرض يقول ربيع الأخرس أن الهم العام والدافع الأساسي لإقامته هو مؤازرة أهلنا في سوريا وقد خصصنا ريعه لإغاثة الشعب السوري، وقد بدأنا من مصر لأهميتها ووزنها العربي و الجماهيري و تجربتها الثورية، وأكد أن أهمية هذه الاحتفالية الفنية الثورية تكمن في مردودها الثقافي و المعنوي لأن الحاضن هو الشعب المصري وأن انطلاقتها من القاهرة هو تفاؤل بنجاح الثورة السورية. ويضيف سلامة كيلة أن المحاور التي تدور حولها محاضرته تتمثل في تأخير انتصار الثورة السورية حيث يتطرق في البداية للظروف الموضوعية التي أدت إلي استمرار الثورة حوالي عامين، وتحديات الإنتصار للثورة الآن خاصة وأن النظام أصبح يتداعي ويفقد السيطرة علي مناطق كثيرة في سوريا، وسوف أتناول واقع الثورة الآن و الفوضي التي تعمها، من كثير من العصابات و المافيا و الميل التخريبي لها، ودخول الأصوليين لإرباك الثورة، والمعارضة و الإشكاليات التي تخلقها للثورة حيث تعتمد علي دور الخارج ولا تؤدي للداخل لذلك لم تتبلور سيادة القيادة حتي الآن، والمحور التالي هو التدخلات الإقليمية و الدولية التي تدفع باتجاه تخريب الثورة، كما يحدث بدفع سلفيين لدفعها إلي صراع طائفي، و تناقض المصالح و التعارضات بين الدول الإمبريالية المختلفة التي يعمل كل منها لخلق وجود واقعي يشرذم الثورة ويربطها بالخارج، والمحور الأخير هو الدعم الإيراني الروسي للنظام، فالدفاع الآن غن بقاء الأسد، وبالتالي دعمه بكل عناصر القوة من السلاح إلي الخبرات إلي حتي الوجود العسكري المباشر في بتعض الحالات. وتحدث الفنان سميح شقير عن ما سوف يقدمه من أغاني قائلا:"لقد غنينا قبل الثورة، ودائما موضوعنا الأساسي فداء الحرية، وتقديم أغانينا فرصة طيبة للقاءنا بالجمهور المصري والسوري الموجود والمؤيد للحراك السوري و الحرية و الكرامة، ، ونحن نشكو كفنانين عدم وجود تبادل ثقافي بالنسبة للأغنية، فالمشهد الثقافي بالوطن العربي تسيطر عليه شركات ربحية تسوق للأغنية ذات مواصفات لاتنتمي للهم الحقيقي للشارع العربي، وتجربتنا أننا نقدم من خلال الموسيقي المضامين الفكرية المنتمية لهموم الإنسان والهوية الثقافية من خلال التعامل مع النص الشعري، والإطلاله الساخنة لأحداث جارية، والإنحياز للحريات وقضايا مختلفة مثل معوقات التقدم الإجتماعي، ونحن نعنتبر القاهرة راعية للأغنية وللفن العربي و نعتز بالغناء بها. كما أوضح الفنان مجيد جمول أن هذه الأعمال قدمها الفنانون التشكيليون من كل أنحاء العالم لكي تباع لصالح المجهود الإغاثي للشعب السوري وسينتقل بعد ذلك إلي الإمارات و قطر والسعودية وغيرها من الدول العربية و العالمية. وقد أقيمت أمسية شعرية شارك فيها كوكبة من الشعراء وهم أحمد فؤاد نجم، زين العابدين فؤاد، حسان عزت، رشا عمران، بالإضافة لإطلاق ديوانين للشاعرين خولة دنيا و عمر أبو حمدان، كما أقيمت أمسية غنائية أحيتها فرقة مصابيح سوريا في مجمع الهناجر. وشهدت الاحتفالية السورية محاضرة تحت عنوان"تحديات انتصار الثورة السورية" القاها سلامة كيلة »سوريا«، أعقبها حفل فني أحياه الفنان خاطر ضوا»سوريا« علي مسرح البالون. وعلي نفس المسرح أحيا الفنان سميح شقير أمسية فنية، وتختتم الأمسيات بإقامة حفل تكريم المشاركين يساهم في إحيائه فرقة سندريللا »مصر« و فرقة مر الكلام" سوريا"، علي مسرح الجمهورية غدا الاثنين السابعة مساء. في أجواء الإحتفالية السورية استقطب الجناح الخاص للفنان الكبير علي فرزات الجمهور المحب لفن الكاريكاتير خاصة في أبعاده الثورية المواكبة للروح العربية الراهنة. وعلي فرزات هو فنان عالمي معروف بريشته الساخرة و النافذة إلي أعماق الوجدان حتي أن البرلمان الأوروبي اختاره مع أربعة عرب آخرين للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر في 27 أكتوبر 2011. وهو مولود في حماة سنة 1951 وفاز بعدد من الجوائز الدولية و العربية، وأصدر سنة 2001 صحيفة »الدومري« الساخرة التي لاقت رواجا كبيرا ووصل توزيعها إلي أكثر من ستين ألف نسخة، إلا أنها توقفت بسبب مشاكل مع السلطة وتم سحب ترخيصها، فقام علي فرزات بتأسيس صالة للفن الساخر اتخذت من مقر الجريدة موقعا لها لتكون استمرارا لفكرها، معتمدا علي نجاحها لدي الجمهور التي كانت لسان حاله ونقلت همومه وعكست واقعه. ومن الجوائز التي حصل عليها فرزات الجائزة الأولي بمعرض صوفيا الدولي في بلغاريا 1987، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية 2003، علاوة علي إقامته معرض بمعهد العالم العربي بباريس.