من الذي قتل الطفال في أسيوط؟ إن مصرع أكثر من خمسين تلميذا تحت عجلات القطار قرب مدينة اسيوط، مثل هذا الحدث، تكرر كثيرا في الماضي، وسيحدث كثيرا في المستقبل، مع اختلاف الوقائع والتفاصيل، لأنه ما دام العقل المصري عشوائيا بهذا الشكل، وما دام شعارنا الخفي» المصلحة الشخصية فوق مصلحة الوطن« مادمنا كذلك، أبشركم بالمزيد من الحوادث والمزيد من الإنهيارات!!. إن المتأمل في هذا الحادث الأليم، يجد كثيرا من عشوائيات السلوك والأفعال التي هي بالضرورة ناتجة عن عشوائية التفكير وغلبة الهوي علي الصالح العام. في هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها، وأعني مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، كان من الضروري أن تكون الحكومة التي لها الأمر والتنفيذ، كان لابد أن تكون هي الأكفأ لتنفيذ برنامج ثوري إصلاحي، هل يستطيع أحد أن يقول أن حكومة هشام قنديل تتمتع بهذه الصفة؟، لكننا نستطيع أن نقول أنها تحقق غرض فئة قفزت إلي الحكم والسيطرة أثناء ز هوجةس 25 يناير. ولقد أشرت أثناء حديثي إلي ما أسميته » برنامج ثوري اصلاحي« وأعني خارطة استراتيجية تسير الأمور طبقا لها، وبمقتضياها، ومؤسسة الرئاسة هي المنوط بها رسم هذه الخارطة، فيجب أن نسأل مؤسسة الرئاسة عن هذه الخارطة هل هي موجودة في الأدراج.. أو حتي موجودة في العقول؟!!. وعندنا في الصعيد نقول علي الحبل الطويل المتين ( سلابة)، وما سمي كذلك إلا لأنه يسلبنا كرامتنا وأدميتنا، هذا الحبل يحتاج إلي إعادة جدل من جديد. ولكي نعيد جدل الحبل فإننا نحتاج إلي ثورة.. تمتلك من العقل والفكر وليس ثورة تنطلق من ميدان التحرير.. ثورة تطيح ولا يطاح بها، ثورة تنطلق بنا إلي رحاب المستقبل، ولا تحاصرنا في كهوف الماضي السحيق. أعتذر إلي التلاميذ الذين ذبحناهم علي قضبان السكة الحديد، وأعتذر للمستقبل الذي أجهضناه.