الفرحة التي ينتظرها معظم الأطفال عند قدوم شهر رمضان بشراء فانوس رمضان، ليست سوي حلم بالنسبة لأي طفل يعيش داخل أي دار للأيتام، لكن »عماد أنور» قرر أن يرسم الابتسامة علي وجه هؤلاء علي طريقته من خلال مبادرة توعوية بسيطة وقليلة التكلفة لتدوير المخلفات من أجل تحقيق حلمهم. ومن هنا ظهرت فكرة »فانوسك من زجاجتك»، وهكذا سماها عماد، وهو يعمل كرئيس لإحدي المؤسسات التنموية، وتهدف لاستغلال المخلفات المنزلية عن طريق اعادة تدويرها في صناعة اشياء مفيدة ومبهجة، لا سيما للأطفال المحتاجين والأيتام وسواهم، ويقول: ليس هناك اي شك أن الفانوس هو ايقونة رمضان، لذا فكرت في استخدام المخلفات من الزجاجات الفارغة للمياه المعدنية في صنع الفوانيس واهدائها للأطفال الأيتام بشكل خاص. عكف »عماد» علي فكرته وقتا طويلا قبل رمضان، لكن البداية كانت اثناء ندوة الوعي البيئي بالتعاون مع جهاز البيئة بدعوة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في تحقيق حلم الأيتام، لتعم الفرحة علي كل الأطراف، فالفريق الأول يصنع ويبتكر، والفريق الثاني يتعلم ويفرح، »نفذنا ورشة لفريق أبطال التحدي لذوي الإعاقة من أجل تعليم الصغار كيفية صناعة الفانوس من الزجاجات الفارغة بمشاركة عدد كبير من الأيتام وطلاب المدارس». 480 فانوسا هو انتاج المبادرة من الزجاجات البلاستيكية الفارغة، »أجمل شيء أنك تسعد عشرات الأطفال بتكلفة بسيطة، فقط اعتمدت المبادرة علي مجهودات شخصية من الصغار ومدربيهم» تكلفة التنفيذ قليلة لا تتعدي الخمس جنيهات، والفائدة كبيرة كونها بتعلم الأطفال مبدأ إعادة التدوير وكيفية الاستفادة من المخلفات»، مضيفا »مدربون من مؤسستي التنموية يقومون بتعليم الصغار كيفية القص والتلوين والتزيين». مبادرات »عماد» لاستغلال المخلفات متواصلة طوال العام، لكن تفعيلها في المناسبات المختلفة يجري بواسطة جهات رسمية داعمة ومؤسسات خيرية أو تعليمية يزيد من قيمتها الفكرية والانسانية، جميع العبوات البلاستيكية تم تجميعها من خلال برنامج حافز لفصل المخلفات، حيث تقوم ربات البيوت بفصلها وتجميعها وتعطيها للمؤسسة كي تحقق أرباحا من وراء ذلك. الهدف المثالي من مبادرات »عماد» التنموية أن يحرص المواطن بنفسه علي الاستفادة من مخلفات منزله، واعتبارها مصدرا للدخل أيضا، نحاول توعية المواطن أيضا من خلال برنامج يسمي الحافز المالي لفصل المخلفات بداية من الصلبة وصولا إلي الزيت ثم البلاستيك، معتبرا أن محاضرات التوعية التي ينفذها جهاز شئون البيئة فرع القاهرة الكبري كفيلة بتحقيق ذلك الهدف في فترة وجيزة علاوة علي اعداد ورش عمل لاعاده التدوير . أكثر من منبع للمخلفات بعيدا عن البلاستيك يستطيع الشاب الثلاثيني استغلاله في تنفيذ مهامه التنموية، نصنع صناديق فصل مخلفات من الإطارات التالفة لتحقيق مبدأ التنمية المستدامة الذي تنادي به قيادات الدولة، بخلاف المخلفات الخشبية فتتحول إلي أثاث، الأمر الذي يعود بالنفع علي الاقتصاد ككل كما يوفر فرص عمل للمنفذين من الشباب والسيدات .