هدير حوالت المخلفات إلي لعب أطفال »من حق كل طفل أن يمتلك لعبة» مقولة تؤمن بها هدير غريب مؤسسة مشروع تحويل المخلفات إلي لعب، فالأطفال لابد أن يتعلموا قيمة القمامة والمخلفات وكيفية إعادة تدويرها وصناعة ألعاب لهم منها وهو ما ينمي الابتكار ويساعدهم علي اكتساب مهارات عديدة ويكسبهم خبرة في مواجهة مشكلاتهم المستقبلية. وتقول هدير غريب: »منذ طفولتي وأنا بحب الماريونت والعرايس والليلة الكبيرة والعرايس وعندما كنت أدرس في كلية صيدلة بجامعة القاهرة ووجدت ورشة عمل لعرائس الماريونت ووجدت ما أحلم به فمنذ طفولتي وأنا أتمني أن أتعلم هذا الفن ودخلت الورشة واتعلمت الماريونت لكن بطريقة تقليدية جدا وعجبتني الفكرة لكنها صعبة وبتاخد وقت ومجهود والمواد المستخدمة أو الخامات غالية، ففكرت أني أعمل ورش عمل لناس لتعليم الفن ده لكن كان صعب برضه فانا لست محترفة لنقل شغفي لناس وكمان كنت عايزة حاجة أبسط من الماريونت وتتماشي مع اهتمامي بالبيئة والحفاظ عليها، وحضرت مؤتمر يتحدث عن إعادة التدوير وشعرت أنه ممكن نعمل لعب بأشياء معاد تدويرها بدل الألعاب البلاستيكية التي يحرص الآباء والأمهات علي شرائها لأطفالهم وتتكسر ويبقي في بلاستيك زيادة فلماذا لا نعيد استخدام بلاستيك مستخدم أصلا». وتكمل: »عملت كذا ورشة في مصر وبدأت مع صديقتي التي تعرفت عليها في ورشة عمل الماريونت دينا سامي وكملت لوحدي ونظمت عدة ورش كبيرة في القاهرة وسيناء والهند والمغرب وكولومبيا، وحاليا أنا لازلت هناك وأعمل مدرسة ولدي فريق مكون من 4 طلاب بننشر الوعي عن الحاجات البيئية بطريقة مختلفة عن طريق أن كل طالب مسئول عن الزبالة بتاعته وبيصنفها ونعمل منها لعب والأطفال سيحصل كل منهم علي لعبة وبقية اللعب سنقوم بتوزيعها علي الأطفال غير القادرين في الكريسماس وهم مسئولون عن الزبالة الذين ينتجونها طوال الوقت وصنع اللعب منها وتوزيعها». وتؤمن هدير غريب مؤسسة مشروع تحويل المخلفات إلي لعب أن إعادة استخدام المخلفات بتحويلها إلي لعب هي أداة جيدة توفر للأطفال من خلالها الفرصة للتواصل مع أطفال من مجتمعات مختلفة، لأن السمة المشتركة للأطفال في أي مجتمع هو حب الاختلاق وبهجة اللعب. وتقول: »ماما اكتر شخص في أسرتي يدعمني وتحافظ علي العلب البلاستيكية الفارغة مثل الزبادي ولا تتخلص منها حتي أستفيد بها ومهتمة بالموضوع ومؤمنة به وتنفذ الفكرة، وحلمي أن كل طفل في العالم يكون عنده اللعبة إللي بيحلم بيها وأعرف أن هذا صعب حتي لو أصبحنا مليون شخص لن نغطي احتياج كل أطفال العالم فأتمني التواصل مع الشركات الكبيرة التي تنتج مأكولات أو مشروبات مثل زجاجات المياه وعلب العصائر أو علب زبادي أو أنواع علب مختلفة ونعمل ورش عمل لاستغلال القمامة التي تنتجها الشركة والأطفال سيعرفون عمل لعب وناخد المهم ونضع علي الزجاجات ملصق يوضح طريقة صنع ألعاب من الأشياء المعاد تدويرها من علب وأشياء معاد تدويرها وإذا أردت أن تصنع مثلها ضع الأشياء التالية بهذه الطريقة لعمل عروسة أو تقطع بشكل معين لتصبح سيارة ورغم أن هذه الزجاجة قد لا تصل لكثيرين إلا أنها ستصنع فارقا بالتأكيد». وتقول هدير فكرة المشروع والتي تعرضها الصفحة التي تحمل اسمه علي الموقع الاجتماعي الفيس بوك trash into toys أو تحويل المخلفات إلي لعب أن الفكرة أن الأهل يشترون لعبة لطفلهم يكسرها وتترمي ونضطر لشراء أخري ونظل ننتج في بلاستيك، فالفكرة أنه بدلا من استهلاك بلاستيك وهو لا يستحب إنتاجه أكثر وهو أمر صعب إلا أنه ممكن نقلل إنتاجه ونقلل الحاجة للبلاستيك فالشركات تقلل إنتاجها وبدلا من أن نعلم أطفالنا الاستهلاك نعلمهم إعادة تدوير البلاستيك الموجود أصلا، وأكثر ما لفت انتباهي هو أن الأطفال بتعمل ألعاب غير التي نتخيلها بتعبر عنهم فمثلا عندما نظمت ورشة في الهند قامت الفتيات بتصميم عروسة ترتدي ساري مثل ما يرونه أمامهم، ومن القاهرة صممت فتاة سيارة لديها أيد حقيبة في زحمة الطرق تحملها طيارة كأنها حقيبة وتوصلها لمكانها، وفي المغرب طفل قام بتصميم جهاز ري عن طريق تجميع عدد من الزجاجات متواصلة بشكل معين لها زجاجة في المنتصف عندما نضع المياه في المنتصف تتوزع علي باقي الزجاجات لري المزروعات وهو ما بهرني لأنه عبقري. وتقول: »الأساس والهدف أن الأطفال يعملون اللعب إللي بيحلموا بيها ومؤخرا أصبحت أعمل محافظ وشنط من البلاستيك والعلب المعاد تدويرها، الهدف من المشروع ألعاب للأطفال لأن الأطفال إللي ظروفهم صعبة يقدم إليهم المجتمع لبس أو أكل أو كتب وننسي أن اللعب حاجة مهمة وهي أولوية لدي الأطفال».