منيرة المهدية برغم مظاهر الحفاوة بشهر رمضان إلا أن ليالي الشهر الفضيل، في الوسط الفني قبل 40 عاما كانت أكثر احتفاء بهذا الشهر الكريم. سلطانة الطرب منيرة المهدية، والتي كانت تعمل في ملهى بحى بير حمص المتفرع من الأزبكية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى شارع عماد الدين، كان مسرحها لا يفتح أبوابه فى الليل قبل أن يجئ المقرئون ليتلون آيات الذكر الحكيم ثم يبدأ التمثيل وكانت منيرة، تختار روايات خاصة بمناسبة شهر رمضان. فكانت ترفض سلطانة الطرب، أن تغني في نهار رمضان، وتطالب بأن يتلي القرآن في النهار، وأن تدخل المسرح وتغني بعد الإفطار، حتى تستطيع أن تتقن الغناء ولا يؤثر عليها الصيام. وكان هناك مسرح إسكندر فرح، ومسرح جورج أبيض وعلى الكسار ونجيب الريحاني، الذي كان يصر على أن يقدم فى شهر رمضان رواياته الغنائية التى لحنها سيد درويش وكانت تلقى نجاحا كبيرا. فى هذه الأيام كان محمد عبد الوهاب يسير فى أول طريقه، وكان ينافسه الشيخ حامد مرسي، الذي كان فى مثل سنه وكانت المنافسة بينهما على أشدها وكان يوسف شمعون، ولى أمر عبد الوهاب في ذلك الوقت يؤلف ويلحن له أغاني خاصة برمضان، فكان سببا في أن يتفوق عبد الوهاب، على منافسه حامد مرسى. يذكر أن ولدت في قرية المهدية مركز ههيا التابع لمحافظة الشرقية في مصر، توفى والدها وهي صغيرة وتولت شقيقتها رعايتها، وبدأت منيرة المهدية حياتها الفنية كمطربة تحيى الليالي، والحفلات في مدينة الزقازيق، وذات يوم شاهدها أحد أصحاب المقاهي الصغيرة في القاهرة، فأعجب بجمال صوتها واستطاع إقناعها بالسفر إلى القاهرة. كان ذلك في عام 1905 وفي القاهرة، ذاع صيتها ولقبت بسلطانة الطرب، وسريعا ما افتتحت ملهى خاصًا بها أطلقت عليه اسم «نزهة النفوس» تحول إلى ملتقى رجال الفكر والسياسة والصحافة بفضل ما كانت تتمتع به من شخصية قوية وقيادية وفي صيف 1915 وقفت منيرة المهدية على خشبة المسرح مع فرقة عزيز عيد، لتؤدى دور «حسن» في رواية للشيخ سلامة حجازي، فكانت بذلك أول سيدة مصرية تقف على خشبة المسرح وهذا ما زاد الإقبال على المسرحيات وأصبحت فرقة عزيز عيد تنافس فرقة سلامة حجازي. مركز معلومات أخبار اليوم 31 - 3 - 1958