وفقاً لتقرير الطب الشرعي المصرى الخاص بوفاة السائحين البريطانيين جون جيمس كوبر وسوزان الين كوبر في أحد فنادق الغردقة بالبحر الأحمر، أن سبب الوفاه جاء نتيجة إصابتهما ببكتريا "إيكولاي" والتي تسبب الإسهال الشديد والقيء المسبب للغثيان، ويشكل خطورة فى حالات كبر السن، الأمر الذى أكده الدكتور "نيك جنت" كبير الاستشاريين في الهيئة العامة للصحة بإنجلترا، وكان ذلك على عكس الإشاعات التى روجتها صحيفة " ديلى ميل" بأن سبب الوفاة يعود إلى الإشعاعات والتسمم بأول أكسيد الكربون أو التسمم الغذائي. التفاصيل فى السطور التالية. البداية جاءت عندما وصل السائحان جون كوبر "69 عاما" وزوجته سوزان "63 عاما" في 13 أغسطس العام الماضى، وأقاما فى فندق "شتيجنبر جر أكوا ماجيك" بمدينة الغردقة، برفقتيهما نجلتهما وأحفادهما ضمن فوج سياحي قادم من إنجلترا للإقامة بالفندق لفترة تنتهي في 27 أغسطس، وفى صباح يوم 21 أغسطس استيقظت نجلتهما فوجدت والدها قد وافته المنية، ووالدتها فى حالة إعياء شديدة، وتم نقلها إلى المستشفى، وهناك لاقت أنفاسها الأخيرة. أحدثت تلك الواقعة جدلا كبيراً فى الصحف البريطانية والمصرية، الأمر الذى جعل صحيفة "ديلى ميل" تصرح بأن حالة الوفاة إما نتيجة تسمم غذائى أو نتيجة أول أكسيد الكربون، دون حتى أن يكون هناك أطباء من الجانب البريطانى أفادوا بالتقارير عن سبب الوفاة، ودون حتى أن ينتهى تقرير الطب الشرعى. وعليه قد كلف النائب العام المستشار نبيل صادق بالتحقيق في القضية رقم 6545 لسنة 2018 إداري الغردقة، كما أمر بإجراء الفحوص المعملية لبيان سبب الوفاة، وندب لجنة من أساتذة كلية الهندسة المختصين بجامعة جنوب الوادي لفحص الأجهزة الموجودة بالغرفة، وندب لجنة من أساتذة السموم بالجامعات المصرية وخبراء المعامل المركزية بوزارة الصحة لإجراء التحاليل المعملية اللازمة، بالإضافة إلى ندب لجنة من مديرية الصحة بالغردقة لسحب عينات من مياه الشرب بالفندق، وكذلك عينات من الأغذية والمشروبات التي تقدم للنزلاء، وتكليف لجنة من خبراء هيئة الطاقة الذرية لفحص غرفة المتوفيين ومتعلقاتهما. وأفاد تقرير الطب الشرعى وفقاً لما أكدته النيابة بخلو جثمانى المتوفين من ثمة إصابات أو علامات تفيد بحدوث عنف جنائى أو مقاومة، وأنه بفحص جثمان جون كوبر، تبين أنه كان يعاني من تضخم في عضلة القلب، وضيق يقدر بنحو 80% بالشريان التاجي الأمامي النازل وفرعه المائل، وضيق متوسط يقدر بنحو 70% بالشريان التاجي الأيمن، وضيق متوسط بالشريان المحيطي الأوسط يقدر بنحو 50%، بالإضافة إلى أن الفحص المعملى أظهرفى دم المتوفي وجود مادة الكحول الإيثيلي مقدارها 4 من عشرة في الألف، فضلًا عن أن الفحص أظهر وجود آثار لأيض الحشيش، وأن الوفاة كانت نتيجة لتوقف عضلة القلب بسبب بكتيريا " الايكولاي". من جانب أخر جاء تقرير الطب الشرعى البريطانى مطابقاً لما ورد وفق تقرير الطب الشرعى المصرى، وقد أكد الدكتور "نيك جنت" كبير الاستشاريين في الهيئة العامة للصحة بإنجلترا، أن الإشعاعات والتسمم بأول أكسيد الكربون أو التسمم الغذائي لم يكونا أسبابا في وفاتهم، على عكس ما جاء فى صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، وأوضح الطبيب البريطاني، أنه رغم عدم معرفة السبب الحقيقي للوفاة، إلا أنه من المرجح أن يكونا قد تعرضا لعامل بيولوجي معدٍ، يما يتوافق مع تقرير النائب العام حول إصابتهما ببكتريا إيكولاي.