أصدر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، بيانًا كشف فيه ملابسات التقارير الفنية والطب الشرعي، وكذلك تقارير اللجان المتخصصة من كلية الهندسة وهيئة الطاقة الذرية حول وفاة سائحين بريطانيين (جون جيمس، وسوزان إلين كوبر)، والتى أكدت أن الوفاة نتيجة الحالة الصحية والمرضية لكلا السائحين، مؤكدًا استمرار التحقيقات لحين الانتهاء من القضية. وذكر البيان، أن السائحين البريطانيين وصلا يوم 13 أغسطس الماضى إلى أحد الفنادق بمدينة الغردقة برفقتيهما نجلتهما وأحفادهما ضمن فوج سياحى قادم من انجلترا، للإقامة بالفندق بفترة تنتهى فى 27 من أغسطس، وبتاريخ 21 أغسطس فى الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا قامت نجلتهما باستدعاء طبيبى الفندق لتوقيع الكشف الطبى على والدها «جون كوبر»؛ حيث تبين للطبيبين وفق ما تم ضمه للتقرير أنه كان يعانى من قيء وإسهال منذ الساعة الثانية فجر ذلك اليوم، وأن الطبيبين قدما له العلاج اللازم لحالته وهو عبارة عن محلول «رينجر» وحقنة «ديكساميثازون»، لمدة ساعة تقريبًا إلا أن حالته أخذت فى التدهور، إلى أن توفى بغرفته. وأفاد الطبيبان المعالجان أن سبب الوفاة هو توقف عضلة القلب والتنفس، وأثناء ذلك أبلغت الزوجة «سوزان كوبر» ابنتها بإحساسها بالإعياء فاصطحبتها والطبيبان إلى عيادة الفندق للعلاج وتلاحظ للطبيبين عدم استجابتها لما قدماه لها من العلاج، وتم استدعاء سيارة الإسعاف ونقلها لأحد المستشفيات التى أفادت بأنها وصلت إلى المستشفى فى حالة توقف للدورة الدموية والتنفسية، ولم تستجب لإجراء الإنعاش القلبى الرئوى التى استمرت لمدة 30 دقيقة، وتم إعلان وفاتها فى الساعة الخامسة و12 دقيقة مساء. وعقب إبلاغ النيابة العامة، انتقل فريق من محققيها إلى الفندق، وقررت النيابة العامة تكليف الطب الشرعى بتشريح الجثمانين، وإجراء الفحوص المعملية لبيان سبب الوفاة، وندب لجنة من أساتذة كلية الهندسة المختصين من جامعة جنوب الوادي، لفحص الأجهزة الموجودة بالغرفة التى أقام بها المتوفيان، لما ذكرته ابنتهما وحفيدتهما من وجود رائحة غريبة بالغرفة، علاوة على ندب لجنة من أساتذة السموم بالجامعات المصرية، وخبراء المعامل المركزية بوزارة الصحة لإجراء التحاليل المعملية اللازمة، كما تم ندب لجنة من مديرية الصحة بالغردقة لسحب عينات من مياه الشرب بالفندق، وكذا عينات من الأغذية والمشروبات التى تقدم للنزلاء، فضلًا عن إجراء فحص طبى للعاملين بالأغذية والمشروبات بالفندق، وتكليف لجنة من خبراء هيئة الطاقة الذرية لفحص غرفة المتوفين ومتعلقاتهما. وأفاد تقرير الطب الشرعى بخلو جثمانى المتوفيين من أى إصابات أو علامات تفيد بحدوث عنف جنائى أو مقاومة، وأنه بفحص جثمان المتوفى «جون جيمس كوبر» (69 عامًا)، تبين أنه كان يعانى من تضخم فى عضلة القلب. وأثبت التحليل المعملى للعينات المأخوذة من جثمان المتوفى «جون جيمس كوبر» إيجابيتها للبكتريا الأشريكية المعوية «E-COLI» والتى تسبب الإسهال الشديد والغثيان المؤدى للقيء، وهو أمر يعد من عوامل الخطورة، نظرًا لكبر سن المتوفى وحالته الصحية. وانتهى تقرير الطب الشرعى إلى أن الوفاة نتجت عن النزلة المعوية الحادة والشديدة التى تسببت من الإصابة ببكتريا الأشريكية المعوية، وبالنسبة لجثمان المتوفاة «سوزان إلين كوبر» (64 عامًا)، فإن التشريح كشف عن أنها لا تعانى من ثمة أمراض سوى ضيق بسيط بالشرايين التاجية المغذية للقلب وأنه لا يوجد أى سبب عضوى مزمن من شأنه إحداث الوفاة، وعزا تقرير الطب الشرعى وفاة «سوزان» إلى إصابتها ببداية متلازمة الانحلال الدموى اليوريمى «HUS» ما أدى إلى وفاتها، ويرجح أن يكون ذلك كله بسبب إصابتها ببكتريا الأشريكية، كونها مقيمة مع زوجها المتوفى بذات الغرفة، وملازمتها له فى التنقل وتناول ذات الطعام. وأفاد الفحص المعملى للعينات المأخوذة من جثمانى المتوفيين سلبيتها لميكروبات التسمم الغذائى الأخرى. ونفى تقرير الطب الشرعى وجود أى تسمم غازى بدماء المتوفيين.
