تتشابه عادات رمضان في الكاميرون مع كثير من الشعوب العربية والإسلامية، لكنه يتسم بمذاق خاص، حيث يعتبره المسلمون هناك من أهم أشهر السنة، ويحرصون أن يتعرفوا فيه علي تعاليم الدين بقدر المستطاع. تبلغ نسبة المسلمين في الكاميرون 21% من إجمالي السكان، ورغم أنهم أقلية إلا أنهم يحرصون علي الاستعدادات الخاصة بهذا الشهر، كما يحرص بعض المسيحيين علي مشاركتهم وجبة الإفطار، تأكيدا علي روح المودة والتضامن، ضد جماعة بوكو حرام التي تنفذ هجمات في الشمال منذ عام 2014.. وتتشابه العادات الرمضانية مع الشعوب العربية إلي حد ما، حيث يعد التمر أساسيا علي المائدة الرمضانية، وإن كان المسلمون هناك يكثرون من تناول اللحوم في الشهر الكريم، كما يحرصون علي إقامة صلاة التراويح في اثني عشر مسجدا كبيرا في العاصمة ياوندي التي تضم حوالي 3ملايين نسمة، نصفهم علي الأقل من المسلمين. ويوضح عبد الرحيم زين الدين مذيع كاميروني في الإذاعات الموجهة أن شهر رمضان في الكاميرون يعد موسما ثقافيا للمسلمين، حيث تعقد العديد من المحاضرات لشرح المعاني والتفاسير القرآنية منذ الصباح إلي المغرب، ويقول : تجعلنا هذه الأجواء نعيش حالة خاصة مختلفة تماما عن بقية أشهر العام، حيث يبدأ من أول رمضان حتي يوم 27 احتفالية تسمي » إقفال الكتاب»، وهدفها إنهاء قراءة وتفسير القرآن، كما نحرص علي صلاة التراويح يوميا.. ويضيف أنه يوجد بعض المظاهر الرمضانية المتشابهة مع مصر مثل المسحراتي، ولكنه يختلف في الكاميرون حيث يقتصر أداء دوره علي مجموعة من الشباب الذين يتجولون في الأحياء لإيقاظ الناس قبل منتصف الليل. ويواصل: تتواجد موائد الرحمن لدينا بصورة مختلفة، حيث يقوم الأهالي بفتح أبواب منازلهم علي مدار أيام الشهر المبارك وقت الأذان، بهدف استقبال أي صائم أدركه الأذان قبل الوصول إلي بيته، فيدخل للإفطار والتعرف علي إخوانه المسلمين. ونقوم بفعل ذلك في المنازل، لأن الكاميرون دولة ممطرة جدا، وفي كثير من الأحيان يكون رمضان ممطرا، وأقل الأماكن تعرضا للمطر هي التي ينهمر عليها لمدة 6 أشهر متتالية..ويشير زين الدين إلي أن شمال الكاميرون بها أغلبية مسلمة علي عكس الجنوب، ولكن بعض المسلمين يفضلون قضاء رمضان مع عائلاتهم فيسافرون لقضاء هذه الطقوس الروحانية معهم. وعن أبرز الأكلات الرمضانية ، يقول زين الدين إن العديد من الناس يحبون أن يفطروا علي المديد ومشروب يشبه السوبيا في مصر، بجانب نوع من الخبز يتم إعداده خصيصا لإفطار رمضان ، وهناك من يفضل الإفطار علي كوب من اللبن والخبز ثم يذهب للصلاة، ويعود بعدها لتناول الوجبة الرئيسية.. ويوضح أن المرأة تبدأ الاستعداد للشهر قبل قدومه بشراء، كل احتياجاتها التي تساعدها علي تنويع الأكلات الرمضانية وتعطيه مذاقا خاصا.