لم يتخيل البعض أن تخرج الصورة بهذا الشكل الجميل.. لم يعتقدوا أن تمر الثلاثة أيام التي شهدت الاستفتاء علي التعديلات الدستورية مرور الكرام.. تخيلوا أن لا يخرج أحد من منزله، توهموا أن تحدث مشاجرات ومشادات مع رجال الشرطة، بل حاول المغرضون وأعداء الوطن ذلك، نشروا الشائعات ولفقوا الاتهامات.. لكن وعي الشعب المصري الأصيل فاق توقعاتهم، إنسانية رجال الجيش والشرطة وقدرتهم علي ضبط النفس كانت أبلغ رد علي أكاذيبهم.. انظر إلي سير عملية التصويت، انظر إلي رجال القوات المسلحة ورجال الأمن في كل محافظات مصر، سواء في محافظات الصعيد أو في الوجه البحري ستجد مجهودا جبارا يحسدون عليه، بالتأكيد هذا الجهد الكبير الذي شهد به القاصي والداني يحسب للقوات المسلحة وللقيادة الأمنية الحكيمة المتمثلة في اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الذي يتمتع بحس أمني عالٍ وهو ما ظهر جليا في تأمين عملية الاستفتاء، ففي القاهرة نجحوا بامتياز في إخماد جميع الشائعات المغرضة، كانوا مثالا للإنسانية وحسن الخلق، رأيتهم يحملون كبار السن والمرضي إلي اللجان.. رأيتهم يذللون العقبات للوافدين، كانوا بحق مثالا مشرفا لكل رجال الداخلية.. فبدون أي مجاملات لابد أن نرفع القبعة لرجال أمن القاهرة وضباطها الذين كانوا أسرع وأدق من أي وسيلة إعلامية في التغطية المميزة وحسن التعامل مع الصحفيين.. لا أريد أن يتحول مقالي لشكر لهذه النماذج المشرفة التي يقودها وزير يتمتع بكاريزما أمنية ليس لها مثيل.. فأنا واحد من الصحفيين المسئولين عن الملف الأمني لم أكن لأصل لجميع اللجان لولا مساعدتهم.. فكل التقدير للرجال والتحية الأكبر لوزير استطاع أن يحظي بحب جميع الضباط وثقتهم.