عبدالله النادى لماذا لا تموت العتمة ؟! ولماذا يتآكل النور هكذا ؟! لماذا استفحل الظلام فينا وتوسعت خرائط الدم والجحيم ؟! ولماذا تعمّق القاع وامتدت خرائبه المكتظة بالمغناطيسية الصدئة وسراطين العصر ؟! لماذا أصبح العمر عبئاً وصارت الأحلام ثقيلة كالزمن ؟! لماذا كثُر المُعتل وصار سائداً ؟! ولماذا تنحي الصحيح عن دوره وأغلق بابه ؟! ثمة تساؤلات موجعة لا تنتهي تجعل الحكيم صامتاً والحليم حائرا .. أيها الوطن الغارق في العتمة والمتاهة أما آن الأوان أن ننهض من القاع القاع الذي سئمناه حد الجزع القاع الأشد قتامة من الجحيم ذاته الجحيم المتشعب في نفوسنا نفوسنا الضائقة الضيقة المظلمة مظلمة كالقبر القبر في القلب والقلب في الداخل الداخل العميق، والعميق جدا العميق الممتد في أغوارنا أغوارنا المنقعرة بالضعف والخطيئة الضعف ألم خالص والخطيئة شقاء أكيد شقاء بلا رحمة وألم بلا لذة اللذة هي عين الوهم الوهم الذي غلف الفكر وقيد العقول العقول الغارقة في العتمة والفوضي الفوضي العارمة المنتظمة منتظمة كالوجع الوجع الضارب في الأعماق حتي النخاع الوجع الممتد علي الأبعاد الأبعاد البائسة اليائسة الطافحة بالخيبة والضجر الضجر المُسيّج بالخسران والخسران المختلط بالندم الندم أمواج من الغرق والأرق والأرق غرق بلا موت ! هيا .. هيا يا بني وطني .. افتحوا كل النوافذ للضوء أطلقوا الأشرعة تجري إلي البحر ثمة شعاع ينفلت عبر أمواج الظلام هيا لنبصر بقايا النور مهما جارت عليه العتمة نستمد منه اليقين والأمل أن نمعن البصر في العتمة نستخلص منها الحكمة نقاومها ونقومها مهما توسعت وأمعنت في النفوس والعقول حتي يسود النور .. النور أنقي وأقوي ، النور أبقي والعتمة هشة ورثة ، العتمة عتمة. لن نغلق الباب .. مهما اصطفق الدهر بخفافيش الفكر وفئران العصر وأبواق العهر ورجع القهر علي الأعتاب أبداً لن نغلق الباب سنطارد خفافيش القاع بوهج النور ونغسل حيضهم سبع مرات بالماء والتراب سنسحق فئران العتمة الذين كانوا يعيشون علي نفايات من رحلوا خاسرين خاسئين وإن تلونوا وانتشروا .. سنخرس أبواق المرض الناعقة علي أحلام الوطن الموؤدة، أولئك الحفنة من المنافقين الذين يجيدون الطفو كالفلين بعد أن جملوا القاع في الماضي وزينوا الخراب وصفقوا لارتقاص الذبيح . لن نغلق الباب .. هيا افتحوا .. هيا انهضوا .. هيا ارتقوا .. فالقاع أسنٌ .. القاع مزدحم والمدي قبيح !!