خرجا من 11 سنة سجن ليقتلا صديقهما ويعودا للسجن بعد 4 شهور فقط من مغادرته 11 عام في ظلمات السجن، لم تمنع "ناصر، و"حماده" من التفكير في الانتقام من شخص واحد على الرغم من انه لم يكن سببا في دخولهما السجن. ظلا يحلمان باللحظة التي يغادران فيها الزنزانة ليس طمعا في الحرية وانما رغبة في تحقيق انتقامهم الموتور. تفاصيل جديدة عن الجريمة التى حدثت بمنطقة الشرابية في السطور التالية . جلس "فارس" وعيونه ممتلئة بالحزن الشديد على فراق "حسن" ابن عمه فهو كان يعتبره مثل شقيقه الأصغر وابنه، جلس يتذكر أيامهما سوياً منذ طفولتهما، دقائق من الصمت الشديد حاول "فارس" السيطرة على أعصابه ودموعه، ليبدأ حديثه قائلاً : حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء المسجلين .. قتلوا "حسن" ويتموا أولاده، احنا بنطالب بأقصى عقوبة لهؤلاء المسجلين، وإن الحكومة تحمينا من كل المسجلين والعاطلين الذين يفرضون سيطرتهم وبلطجتهم على الأهالي في كل مكان. حياة سائق مكافح "حسن"، شاب في منتصف العقد الثالث من عمره، له وجه بشوش ومحبوب لدى أصدقائه وجيرانه. هو أكبر أشقائه، والمتحمل مسئولية رعايتهم ورعاية والديه. كان يعمل سائقا على أحد أتوبيسات النقل العام، وبعد سنه تزوج ليرزقه الله ب "عادل" و"صابرين" طفل وطفلة فى غاية الجمال. ظل يعمل ليلاً ونهاراً من أجلهم ومن أجل مستقبل أفضل لهم، ولم يتوقع "حسن" في يوم أن حياته ستنتهي على يد مسجلين خطر مازالوا يخططون للانتقام منه بسبب خلافات قديمة بينهم مر عليها أكثر من 11 عام . منذ أكثر من 11 عام كان "حسن" يتاجر بالكلاب كنوع من التجارة لمساعدة أشقائه ووالديه في المصاريف. وفي أحد الأيام تم سرقة "كلب" من "حسن" وعلم أن "ناصر" هو من سرقه، فذهب إليه لمعاتبته، فنشبت بينهما مشاجرة انتهت برد "الكلب" وإصابة "ناصر" بعدة خدوش، وقتها لم تمر سوى أيام بسيطة وتم القبض على "ناصر" في إحدى قضايا المخدرات. لم تمر سوى شهور بسيطة على تلك الحادثة ، ليحدث خلاف بين شقيق "حسن" و"إسلام " صديق "ناصر"، وقتها وقف "حسن" بجانب شقيقه الأصغر وأصابا "إسلام" ببعض الجروح. وقتها تم القبض على "إسلام" وتمت معاقبته بالسجن في إحدى القضايا التى تتعلق أيضا بالمخدرات، كصديقه السابق. وقتها ظن "حسن" أن تلك الخلاف ماتت، وبدأ بمباشرة حياته الطبيعية، ودخل الجيش حتى أنهى الخدمة العسكرية ليخرج ليباشر مستقبله من عمل وزواج . في الوقت نفسه لم يعلم أن "ناصر" و"إسلام" يجلسان في السجن يخططان للإنتقام من "حسن"، والأخذ بحقهم الذي مرت عليه سنوات طويلة. ومن حوالي 4 شهور خرج الصديقان سوياً، وفي عيونهم الغل والانتقام، وبمرور شهر تقريباً توفيت والدة "حسن" لينكسر ظهره ويصاب بإكتئاب شديد ليترك عمله ويجلس حزينا بمنزله، فكان يظهر كل يومين مع أصدقائه أو يذهب لشراء بعض متطلبات أولاده وأجل المتهمان تنفيذ الجريمة التي خططا لها. الجريمة صباح يوم الجريمة استيقظ "حسن" وتناول الإفطار مع زوجته وأطفاله، وطلب "عادل" ابنه بعض الألعاب، فارتدى ملابسه وذهب الى السوق، وبسبب حزنه الشديد على والدته لم يتذكر "حسن" أنه مراقب كالفريسه، وأنهما مازالا ينتظرانه للانتقام منه. دقائق قليلة ووصل "حسن" السوق، في الوقت نفسه كانا يتابعانه وتم تحضير الأسلحه، وبمجرد أن وصل "حسن" لنفق فيكتوريا بدءا بالإلتفاف حوله وافتعال المشاجرة معه، حاول "حسن" الهروب منهما، لكن أمسك "إسلام" به والإيقاع به أرضاً ليقوم "ناصر" بطعنه بالأسلحة البيضاء عدة طعنات متفرقة بجسده، لم يكتف "ناصر"، و"إسلام" بطعن المجنى عليه بل قاموا بسحله أمام المارة معلنين أخذ حقهم الضائع منذ 11 عام، ليهددوا الجميع بعدم الاقتراب أو إنقاذ المجنى عليه . دقائق بسيطة وفر المتهمان وتركه "حسن" وسط بركة من الدماء وصراخ أهالي وجيران منطقته، ثواني وبدأ الجميع في نقل "حسن" الى المستشفى وبمجرد أن وصل توفي . في الوقت نفسه يجلس رئيس مباحث الشربية داخل مكتبه ليتلقى بلاغ من المستشفى يفيد استقباله سائق توفى إثر إصابته بجروح نافذه بالجسد، على الفور بدأ رئيس المباحث بالفحص والتحريات اللازمة، تبين أنه يدعى "حسن عادل" 36 سنة، سائق، وتم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وتحفظ رجال المباحث على كاميرات المراقبة بمحيط الجريمة لفحصها وتحديد مرتكبي الواقعة، تبين من فحص الكاميرات، أن وراء ارتكاب الواقعة هو "إسلام" 33 سنة عاطل، و"ناصر" عاطل بسبب خلافات مالية بينهم على بيع "كلب"، على الفور تم تقنين الإجراءات واعداد عدة كمائن ثابته ومتحركة ومستهدفة المتهمين، وخلال نصف ساعه تقريباً، تم القبض عليهم واقتيادهم الى القسم، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، واخطار اللواء أشرف الجندي مدير مباحث القاهرة، واللواء محمد منصور مدير أمن القاهرة، الذي أمر بإحالتهما الى النيابة العامة التي أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.