كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    حلقات ذكر وإطعام، المئات من أتباع الطرق الصوفية يحتفلون برجبية السيد البدوي بطنطا (فيديو)    ارتفاع سعر الفراخ البيضاء وتراجع كرتونة البيض (أحمر وأبيض) بالأسواق الجمعة 26 أبريل 2024    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    بقيمة 6 مليارات .. حزمة أسلحة أمريكية جديدة لأوكرانيا    حزب الله اللبناني يعلن تدمير آليتين إسرائيليتين في كمين تلال كفرشوبا    حركة "غير ملتزم" تنضم إلى المحتجين على حرب غزة في جامعة ميشيجان    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على جدول مواعيد عمل محاكم مجلس الدولة    عبقرينو اتحبس | استولى على 23 حساب فيس بوك.. تفاصيل    رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة: «تحقق الحلم»    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    بث مباشر لحفل أنغام في احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية بعيد تحرير سيناء    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد أن كسبت ثقة المستوردين
قري مصرية تغزو العالمية

»‬عزبة عبد الغني..شبرا ملس.. أم صابر.. النزلة..حصة شبشير»..جميعها قري
مصرية من محافظات عدة، ربما لم يسمع عنها الكثيرون من »‬أهل البلد»، إلا
أنها استطاعت حفر أسمائها بقلب الأسواق الأوروبية والعربية، بعدما نجحت
أنامل وعقول أهاليها من صغار الفلاحين والمصنعين في إنتاج محاصيل وصناعات
في غزو تلك الأسواق وجذب أنظار المستوردين لها.. ومن البحيرة للغربية
والفيوم انطلقت »‬الأخبار» لعدد من القري المصرية ترصد وتشهد علي تسطير
»‬ولاد البلد» قصص نجاحهم التي امتدت لدول تمسكت بالصناعة المصرية وجودتها،
تجولنا بين حقول الفراولة والموز والمانجو، ثم بين مصانع الكتان والفخار،
وصولاً لزهور الكاموميل والكلانديولا التي جذبت أنظار الدول الأوروبية،
فننقل للقارئ حالة جديدة من التفكير غير المعتاد لغزو الأسواق الخارجية.
عزبة »‬عبد الغني» وأخواتها..الأولي في تصدير النباتات الطبية والعطرية
»‬عباد القمر» لألمانيا... و»‬الكاموميل» مطلب ليتوانيا
روائح
طيبة تحيطك أينما ذهبت، ألوان زاهية رسمت علي الأراضي الزراعية لوحة فنية
تراها من علي بُعد، هكذا كان الحال في العشرات من القري بالفيوم، تلك
المحافظة التي عمل سكانها بالزراعة منذ عقود طويلة، فكانت مصدر رزقهم
الوحيد لأجيال عدة.
وخلال السنوات الأخيرة بدأت الفيوم في التحول من
الزراعات التقليدية إلي العطرية والطبية، حتي أصبحت المحافظة الأولي في
تصدير هذا النوع من النباتات للخارج، ومن هنا توجهت »‬الأخبار» لعدد من
القري متجولة وسط الحقول المعطرة بمراكز الفيوم لرصد أبرز تلك النباتات
ومدي نمو هذا النوع من التجارة بها.
عباد القمر
تصادف وجودنا بالفيوم
مع موعد جني زهور»عباد القمر» ذلك النبات المعروف أيضاً ب»الأقحوان»
و»الكلانديولا»، والذي تبدأ عملية زراعته من شهر أغسطس بينما يُزهر في شهر
ديسمبر ليجمع الفلاحون أزهاره حتي نهاية شهر إبريل.
ومن عزبة عبد الغني
تقابلنا مع أحد أقدم العائلات العاملة بالزراعة، فيعمل عبد الستار عبد
الغني، 65 عاماً، مع زوجته وأولاده الأربعة في أرضه التي توارثها عن أجداده
منذ مئات الأعوام.
يخصص عبد الستار أرضه الزراعية ل »‬عباد القمر» منذ
عدة سنوات، بعدما نصحه التجار باستبدال الزراعات التقليدية بأخري طبية
وعطرية تجني عليه دخلاً وفيراً، وبالفعل مع بداية شهر اغسطس يبدأ عبد
الستار مع زوجته وأولاده مع نهاية كل عام في قطف زهور »‬الأقحوان» لجمعه
وتسليمه لتجار التصدير.
يقول عبد الستار »‬ورثت هذه الأرض عن والدي وجدي
ولم أستعن بأي عامل بها، بل يعمل معي أولادي وزوجتي أيضاً، كما عملت أنا
وأخوتي مع والدي، ومنذ سنوات قليلة نصحني أحد التجار بزراعة نبات اسمه
»‬عباد القمر» وبالفعل قمت بتجربة الأمر عام ووجدت العائد مربحا جدا فأصبحت
من المتخصصين في زراعته، وكل عام أسلم التاجر المحصول ويعطيني المقابل في
نفس الشهر».
ويلتقط ولده »‬شعبان» طرف الحديث قائلاً »‬الحال أصبح أفضل
بكثير منذ زراعة العباد فهو سهل في قطفه كما إن نموه سريع جدا، فخلال 7
أيام فقط يزهر من جديد، فكل أسبوع نبدأ العمل أنا وأمي ووالدي واخوتي من
الصباح الباكر وحتي الغروب ثم نعبئه في شكائر تمهيداً لتسليمه للتاجر الذي
يجمع من بقية مزارعي القرية ويصدره للخارج».
حشيشة الليمون
لا يقتصر
موسم الشتاء بالفيوم علي عباد القمر فقط، بل يبدأ المزارعون في زراعة كل من
حشيشة الليمون والكاموميل والشمر بجانب النعناع البلدي، ويتميز »‬حشيشة
الليمون» عن غيره من النباتات بأنه يصدر وبكثره لأمريكا فهي الأكثر طلباً
لهذا النوع من النباتات الطبية طوال فصل الشتاء.
أما »‬عباد القمر» أو
»‬الكلانيوديلا» ومعها الكاموميل فيتم تصديرها طوال الشتاء إلي ألمانيا التي
تتربع علي عرش الدول المستوردة للنباتات الطبية والعطرية من هذه المحافظة،
تليها ليتوانيا والتي تستورد نفس النباتات.
وفي مركز »‬أبشواي» توجهنا
إلي واحدة من الشركات العاملة في تصدير النباتات الطبية والعطرية للخارج،
والتي يمتلكها مزارع بدأ عمله في الزراعة ثم كتاجر وسيط وأخيراً مُصدر منذ
بضعة سنوات، لتتحول تجارة النباتات العطرية مجاله الرئيسي الذي بدأ التوسع
فيه في عدد من المحافظات الأخري.
يوضح جابر محمد مديرالشركة أن هناك
عددا من الدول الاوروبية والعربية الحريصة علي استيراد كل من النباتات
العطرية والطبية، ومنها ألمانيا وأمريكا وروسيا وليتوانيا وبولاندا،
والإمارات والكويت والأردن، موضحاً أن أكثر النباتات المطلوبة هي
الكلانديولا والكاموميل وحشيشة الليمون والنعناع.
إجراءات طويلة
يؤكد
جابر أن العمل في التصدير لا يعد أمراً سهلاً فالتعامل مع الشركات
المستوردة للنباتات يحتاج لإجراءات طويلة، أولها التأكد من مصداقية هذه
الشركات وهو الأمر الذي يدفعه إلي أخذ بيانات الشركة والتوجه إلي السفارة
للتأكد من صحة البيانات.
ويضيف قائلاً »‬بعد التأكد من مصداقية الشركة
نبدأ في التعامل فتطلب هي أولا عينات مصورة للنباتات ثم صوراً لخط الانتاج،
ثم تفاصيل عن الكميات التي من الممكن توريدها لهم وأخيراً يطالبون بعينات
من كل نبات»، ويشير جابر إلي أن كل دولة لها نظام خاص فعلي سبيل المثال لا
تهتم روسيا وليتوانيا ما إذا كان النبات مستخدما به مبيدات أم لا، إلا أن
امريكا والمانيا لا تتعاملان إلا بالنباتات الخالية من المبيدات.
ويوضح
أنه دائما ما يسعي للبحث عن شركات جديدة للتواصل معها كما إنه ينوع في
النباتات، حتي أصبح يعمل في مجال النباتات المعاد تأهيلها، فيستورد من
الهند والصين كل من الزنجبيل والقرفة وورق اللورا، فيعيد تأهيلها ويتم
»‬جرشها» أو »‬طحنها» وفقاً لاحتياجات كل دولة، فالجنزبيل العضوي الخالي من
المبيدات يصدر لامريكا أما العادي فيصدر لروسيا.
توسعات جديدة
بالرغم
من كون الفيوم المحافظة الأولي في تصدير النباتات العطرية والطبية إلا
أنها الثانية علي مستوي الجمهورية في زراعة هذا النوع، ويوضح جابر السبب
قائلاً »‬أرض الفيوم لم تعد تتحمل الزراعة، فنصف المساحة تم بناؤها والنصف
الآخر لا تصل له المياة نقية كما يجب أن تكون، لذا جميعنا نتجه لفتح أسواق
جديدة في محافظات أخري».
ويضيف أنه منذ سنوات توجه بشركته إلي الزراعة
بمحافظة المنيا نظراً لجودة المياة بأراضيها الزراعية، موضحاً أنه يتعاقد
مع الفلاحين هناك ويمدهم بالبذور والشتلات، ويترك عاملا مقيما ليعلمهم
كيفيه العناية بالنبات، ثم يشتري المنتج بأسعار متفق عليها من قبل.
ومن
جانب آخر يوضح أن الفترة المقبلة ستشهد توسعات كبيرة في كل من الأقصر
وأسوان خاصة مع تمهيد الطرق بها، إلا أن الأمر ينقصه وقوف البحث العلمي
بجانب المزارعين ففوائد تلك النباتات ودخولها في مكونات طبية أمر حسمته
الدول الأوروبية في حين أن مصر لم تستفد منه بشكل جيد حتي اليوم.
»‬شبرا ملس».. إنتاج وتصدير الكتان
الصين المستورد الأول.. والإمارات عربياً
هنا
لا تجد يد عاطلة.. فالصغير والكبير وجد من نبات الكتان »‬فاتحة خير» له،
فنجح هذا النبات في تحويل قرية »‬شبرا ملس» إلي أكبر القري علي مستوي
الجمهورية في زراعة وتصنيع وتصدير الكتان إلي دول العالم، فيصل انتاجها إلي
80 % من انتاج مصر سنويا.
تعد قرية »‬شبرا ملس» إحدي قري محافظة الغربية
مركز زفتي، واشتهرت القرية بزراعة الكتان وتجهيزه وتصنيعه وتصديره إلي
الدول العربية والاوروبية مثل الامارات وعمان، وبلجيكا، وايطاليا وفرنسا
والمانيا وروسيا، وتعتبر دولة الصين هي المستورد الأول للكتان المصري.
بمجرد
أن تطأ قدمك قرية شبرا ملس تشعر وكأنك داخل كتيبة عمل أو خلية نحل لا تقف
عن النشاط والانتاج، فالجميع يعمل صغارا وكبارا حتي نساء القرية لهن النصيب
الأكبر في العمل.
ومن تلك العاملات قابلت الأخبار »‬خضرة اسماعيل»، 40
عاما، زوجة وأم لخمس اولاد، وتعمل مع زوجها في زراعة الكتان منذ 19 عاما،
بينما تعمل اسرتها جميعها في تصنيع وتجهيز الكتان الذي صار لهم مصدر» حياة
ورزق».
تقول خضرة »‬ هذه الزراعة هي شريان حياة لنا ويكفي ان قرية شبرا
ملس من القري التي قضت علي البطالة ووفرت فرص عمل لشبابها ووسعت الرقعة
المزروعة وصدرت للخارج بمصانعها البدائية »‬، وتضيف خضرة أنه بالرغم من ذلك
فعلي المسئولين السماع لمطالب أهالي القرية من توفير الاسمدة والتقاوي.
وتوضح
قائلة : »‬ نعمل جميعنا بطرق عادية والات شبه متهالكة ومع ذلك ننتج هذه
الكميات المهولة التي تصنع خارجيا وتصدر ايضا، وذلك علي الرغم من افتقار
المصانع للمعدات الحديثة، وتشغيلها بالجهود الذاتية دون تدخل اي جهة تمويل
تنهض بتلك الصناعة القومية».
يبلغ عدد المصانع بشبرا ملس نحو 50 مصنعا،
يعمل بها من 70 إلي 80 ألف شاب من ابناء القرية ومن خارجها، فهناك عمالة
تأتي من محافظات اخري وبهذا تعد أكبر تجمع صناعي وزراعي.
ومن فئة
المصنعين قابلنا »‬ ماجد دنيا »‬أحد اكبر مزارعي الكتان ومصنعيه، والذي أكد
أن الاهتمام بتلك الصناعة عمود فقري في رفع أداء انتاج الدولة لأهمية توفير
العملة الصعبة واعتبارها من أساسيات الأمن القومي، موضحاً أن كل ذرة في
عود الكتان مكسب ومنفع هام فهناك دول تصدر اليها زيوت الكتان، واخري اليافه
ومنه علف للحيوانات، ويدخل في صناعة الادوية والاخشاب والملابس والاقمشة
فهي زراعة حيوية.
ويؤكد ماجد أن الاستيراد كارثة واهدار للمال العام
ولموارد الدولة فتصدير الكتان بصورته البدائية خسارة فادحة، فسعر الطن يصدر
خاما ب3الاف دولار، وتعود الدولة باستيراده بعد تصنيعه خارجيا ب6الاف
دولار للغزل الدرجة الثانية، و9 الاف دولار للدرجة الاولي، فلا توجد داخل
الدولة مصانع للغزل السميك فبدلا من ان نصدر ثم نستورد مرة اخري فالاحري ان
ننشئ مصانع داخل الجمهورية توفر فرق السعر الخرافي الذي يحمل الدولة
ميزانية طائلة دون جدوي.
»‬حصة شبشير»..صناعة النحل
قرية كاملة تعمل »‬خلية واحدة» والسعودية الأكثر طلباً
»‬خلية
نحل» هكذا يمكننا وببساطة أن نصف أهالي قرية »‬حصة شبشير» بمحافظة الغربية،
فعملهم في صناعات النحل جعلهم يكتسبون أفضل ميزة بهذا المخلوق الصغير وهو
»‬النشاط»..فبمجرد انشاء منحل بالقرية لا يعمل فقط به النحال، لكن هناك جيش
يعمل وراءه من ورشة النجارة والاعمال الخشبية لتصنع البراويز الخشب، وورش
أخري تصنع ملابس النحال بانواعها، ومصنع شمع الأساس والفرازات والصناعات
المكملة، وتشغيل السيارات النقل واعمال الصيانة، بجانب مصانع الاكياس
البلاستيكية والتغليف ومكاتب الدعاية والتسويق لذا البطالة شبح لا يهاجم
القرية بأي شكل من الأشكال.
الأسواق العربية
يعد السوق العربي هو
الأكثر طلبا للنحل المصري، وقد بلغ حجم التصدير العام الماضي للمملكة
العربية السعودية 950 ألف طرد من النحل، قيمتها نصف مليار جنيه، ولدولة
الامارات 450الف طرد وباقي الدول 250 الف طرد نحل.
تجولت الاخبار داخل
مناحل القرية للتحدث مع أصحابها، وفي البداية يوضح الحاج رمضان النمر، أحد
اصحاب المناحل بالقرية، ان العسل المصري من اجود وارخص الانواع علي مستوي
العالم نظرا لتعدد المواسم والحاصلات فهناك عسل البرسيم والموالح والسدر
وغيرها.
ويضيف أن التطور في التخصصات زاد من فرصة تصدير المنتجات، فهناك
نحال تخصص في صناعة الشمع وتربية الملكات ونحال اخر في استخراج سم النحل
الذي يستخدم في العلاج واخرون لصناعة مشتقات اخري، وما ساهم في الأمر أيضا
هو وجود ثروة تتجاوز 2 مليون خلية نحل.. من جانب آخر التقينا محفوظ محمد
والذي كان يعمل مع والده في مناحل العسل بالقرية منذ ان كان طفلا إلي ان
اصبح مسئولا عن احد المتاجر الكبيرة بالقرية..وعن حبه لهذا المجال الغريب
والذي يعتبره اعجازا دينيا وعلميا واحدي عجائب خلق الله يقول محفوظ ان
قريته لا يعرف احد فيها الجلوس امام مقهي فالجميع يعمل علي قلب رجل واحد
لتظل القرية المنبر الاول بمحافظة الغربية ومركز طنطا في تصدير عسل النحل
للعالم.
ابتكارات حديثة
تعرضنا بجولتنا لنماذج مشرفة داخل القرية
ابتكرت اجهزة حديثة لاستخلاص سم النحل الذي يعالج الامراض دون ان يموت
النحل المعالج فعندما تقرص النحلة المريض تموت بعد خروج السم منها.
ومن
احد الاختراعات الهامة والتي حافظت علي كميات هائلة من النحل جهاز يصدر
موجات كهربائية تجبر النحل علي اخراج السم دون ان يموت ثم يعالج بطرق طبية
في كبسولات للعلاج دون المساس بالنحل واهداره.
»‬أم صابر».. زراعات مصرية بالعملة الصعبة
الفراولة في المرتبة الأولي.. والعنب مطلب الأوربيين
مساحات
كبيرة من الرقعة الخضراء، مزروعات الفواكه تجدها اينما ذهبت، أشجار
البرتقال واليوسفي تغطي جوانب الطرق.. مركز بدر بمحافظة البحيرة، تحديداً
قرية »‬أم صابر»، هنا امتزج لون الرمال الأصفر بالألوان المبهجة الخاصة
بالفواكه، فعلي الرغم من كون الأرض صحراوية إلا إنها تخرج اجود أنواع
الفواكه التي يبحث عنها المستوردون من الدول الأوروبية والعربية..
»‬الأخبار» قامت بجولة داخل القرية لرصد عمليات الزراعة والحصد وغيرها من
الأمور التي جعلت منها مركزاً لتصدير الفواكه إلي الخارج.. علي مساحة 180
فدانا امتلأت مزرعة مصطفي راضي بأشجار الموز التي وضع شتلاتها في الأرض
نهاية شهر يناير السابق، ولم يقتصر علي وضع ثمار الموز فقط حيث خصص أماكن
لصوبات الشتلات الذي حرص علي تهيئتها لأنواع الزراعات المختلفة من العنب
والمانجو والبشملة وغيرها، بالإضافة إلي خزانات فلترة مياه الري حيث يعتمد
علي طريقتين إما مشروع مياه »‬بحاري» القادم من النيل أو المياه الجوفية
ويتم قياس نسبة ملوحة المياه بجهاز خاص وتنقيتها.
زراعة الشتلات
يتكلف
راضي حوالي 75 ألف جنيه لزراعة الفدان بداية من الإنشاءات للصوبات وزراعة
الشتلات، شبك الري والتسميد، ويقول راضي إن الشتلة تبدأ نسيجا من المعامل
يتم وضعها في الصوبة وتربيتها مثل الطفل الصغير لمدة 3 او 4 شهور ثم اللجوء
لوحدة خلط السماد لاضافة البوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم للتسميد
واضافته بعد 10 ايام من الزراعة وإلي وقت قبل الحصاد، وتتغذي الشتلة
الصغيرة من الأم إلي أن تموت وتفقد القدرة علي انتاج سباط الموز.
وبأياد مصرية يزرع الفلاح الشتلة بطريقة معينة ومسافات معينة بين الشجر تسمح لها بالنمو حوالي 3 أمتار.
ويتابع
راضي بأن الموز يصدر للدول العربية مثل سوريا والعراق وليبيا وتبدأ زراعته
بتقليب الأرض بطول متر او متر ونصف والتخلص من المخلفات ووضع السماد وخلطه
بكبريت وملح وبعد اسبوع او 10 ايام تبدأ الزراعة في توقيت من 15 مارس إلي
20 مارس.. ويوضح راضي أن تكلفة زراعة الموز عالية لكن دورته سريعة حيث يتم
حصد السباطات في شهر 6 و7، لذلك فهو يستغرق وقتا أقصر من أي دولة أخري وذلك
بسبب عامل الجو والمناخ المصري الذي يعجل بحصاد الزراعات المصرية وجودتها،
كما ان المياه العذبة متوفرة في مصر وكلها عوامل تساعد علي انجاح الزراعة
والتصدير، لكنه يشير إلي أن نسبة التصدير انخفضت في السنوات الأخيرة بسبب
الظروف التي تمر بها الدول العربية.
مواصفات معينة
ويعد العنب
الفاكهة الوحيدة في مزرعته التي تصدر للدول الأوروبية، والذي بدأ العمل
عليه هذه الفترة حيث يبدأ موسم تصديره من شهر 5 إلي شهر 6، ويتم تغطية
العنب ب»تندونة» ويتم خف الورق ثم خف العنقود ويصبح المحصول جاهزا للتصدير
في شهر 7.
ويضيف راضي أن للتصدير مواصفات معينة حسب المقاس والحجم وله
طريقة قطف ورص معينة، وغير ذلك يدخل السوق المحلي المصري، لذلك يأتي
المستورد الأجنبي ليري طبيعة الزراعة والثمرة قبل قطفها وهناك أصناف عديدة
للعنب منها برايم، سبريوم، ايرلي، شوجر وفليم، ثم يتم الاتفاق علي
استيرادها.
منتج المانجو
يعمل المهندس زكريا عرفان منذ 27 عاما في
مجال الشتلات وإنتاج المانجو حيث تزرع البذرة باستخلاص ما بداخلها ووضعها
في كيس الشتلة، واصنافها عديدة مثل الكيت والهايدي والشيلي، والكيت يبدأ
جمعه في شهر 9 و10 و11 و12 واحيانا شهر 1 ويصدر لدول عربية وبأسعار عالية
ويستمر الموسم التسويقي مدة 4 شهور.. أصطحبنا عرفان في جولة داخل أحدي
مناطق زراعة المانجو، عدد ضخم من الشتلات تخطيها الصوب الزراعية الكبيرة
لتهيئة المناخ المناسب لنموها وحمايتها من الأمراض والآفات، ويري عرفان أن
الزراعة في مصر تفتقد لوجود جمعيات المزارعين حيث أن كل واحد قائم بذاته
وبخبرته داخل مزرعته سواء الاستعانة بخبرات أجنبية أو مصرية، كما يري أن
المرشد الزراعي الحكومي ليس لديه الخبرة الكافية لتوعية المزارعين بطرق
استخدام المياه والمبيدات.. ويوضح عرفان أن وضع خطة للزراعة يعد استثمارا
حيث تتكلف صوبة المانجو علي سبيل المثال المكونة من 25 ألف شتلة وبمساحة
2000 متر مربع حوالي نصف مليون جنيه، وتقسم علي 5سنوات اهلاك تنتج كل سنة
50 الفا علي التكلفة وبعض الشتلات تصلح للبيع علي مراحل الزراعة فتغطي
تكلفتها.
وحدات تبريد
حبات من اللون الأحمر تضفي لونا مبهجاً علي
الأرض، مساحات كبيرة من مزروعات الفراولة ذات الجودة العالية.. داخل قرية
»‬بغداد» التابعة لمركز بدر، أصطحبنا جمعة الصموخلي، وعادل الحفناوي، في
جولة داخل مزرعتهما الخاصة بزراعة الفراولة.
فيقول الصموخلي أن زراعة
الفراولة تحتاج عمالة كبيرة، خاصة أن عملية جمع المحصول تتم طوال اليوم
بشكل يدوي، لكن بطريقة معينة دون أن تترك بصمة اليد علي الثمرة، فهناك
مهندسو جودة يشرفون علي المنتج المصدر ويرفضون المخالف للمعايير المطلوبة،
كما أنه لابد من توافر وحدات تبريد بدرجة حرارة معينة، مع طريقة معينة في
التعبئة حتي تأخذها سيارات النقل في شكلها النهائي.
ويتابع أن محصول
الفراولة يحتل المركز الأول في التصدير، ويكون الوقت الذي ينشط فيه عملية
التصدير في بداية شهر يناير من كل عام وهي فترة »‬الكريسماس».. ويليها في
التصدير العنب والمانجو، ويضيف أن التصدير يتم من خلال كبار التجار او من
الشركة المستوردة مباشرة.
»‬النزلة».. من طين الأرض لهولندا
المنتجات الفخارية المصرية بالفنادق العالمية
36
أسرة تنتمي لنفس العائلة، عملت منذ عشرات السنوات في صناعة الفخار، فلم
تعرف غيرها مهنة علي مدار كل تلك السنوات.. هناك بقرية »‬النزلة»خاضت
»‬الأخبار» رحلة تبعد عن مدينة الفيوم نحو 35 كيلومترا، انتهت بنزول منحدر
جبلي طويل كان السبب وراء تسمية القرية بهذا الاسم.
وبداخل مساحة شاسعة
في قلب القرية تحيطها المرتفعات الجبلية من كل جانب، أنشأت عائلة »‬الفرخي»
مكانها الخاص لصناعة الفخار، مستخدمين أكثر من 25 دولابا و22 فرناً، ليعمل
أفراد الأسر ال 36 ليلا نهاراً في مختلف منتجات الفخار من »‬الزير والبوكلة
والفازة والمنقد والدفاية» وغيرها من المنتجات التي جذبت أنظار كل دول
العالم، وبالرغم من انقطاع عدد كبير من هذه الدول في الطلب من»النزلة» عقب
أحداث الثورة إلا أنها لا تزال المقصد الرئيسي ل»‬هولندا» لاستيراد
المنتجات الفخارية.
»‬انتمي للجيل السادس ممن عملوا في الفخار من
عائلتي.. حتي أصبحت صناعته جزءاً من كياننا» بهذه الكلمات بدأ حسني يونس
محمد حديثه، موضحاً أن العمل في الفخار بقرية »‬النزلة» لايخرج عن عائلة
»‬الفرخي» فلا يجلبون عمالة من الخارج أو يستعينون بأي من أهالي القرية من
العائلات الأخري، فالكبير والصغير في العائلة يمارسون هذه الحرفة بشكل شبه
يومي.
ويضيف حسني أن أعمال الفخار لطالما جذبت أنظار المستوردين من كافة
أنحاء العالم، وقبل سنوات كان التصدير يتم بشكل شهري لكافة الدول أما الآن
فاقتصر علي هولندا التي تتربع علي عرش طلب »‬الدفايات الفخارية»، والتي
توضع بها الفحم لتدفئة المنزل أو الفندق.
ويشير إلي أن المصنع بالنزلة
يورد الدفايات للشركات المصدرة، التي تقوم بدورها بتغلفة المنتج ووضع
كتالوج خاص بطريقة الاستخدام ثم تصدره لهولندا، موضحاً أنه عادة ما تشتري
الشركات الدفاية الواحدة بنحو 20 جنيها، والطلبية تتراوح ما بين ألف ونص
وألفين قطعة، أما بقية المنتجات فيتم توزيعها محليا بشكل كبير.
يستخدم
العاملون في الفخار مصطلحات خاصة بهم للعمل، فلكل قطعة فخارية مراحل
ومسميات، ويوضح حسني أن العمل عادة ما يكون بطريقتين إما »‬البورة»، أو
»‬الدولاب».. ويوضح قائلاً يبدأ العمل بالطمي في كل من الطريقتين، والاختلاف
انه في البورة يتم وضع قش القمح علي الطمي، ونضعه داخل البورة وهي اشبه
بحفرة في الارض، ثم يتم تشكيل المنتجات بمطرقة، فننتج بوكلة وطبق وفرن
وغيرها من المنتجات التي تجف عن طريق وضعها تحت الشمس ليتماسك خليط الطمي .
أما
الدولاب فهو الطريقة التي يصنع بها »‬الزير والقلة والفازة»، فيشير إلي أنه
يتم وضع نسبة من الرماد علي الطمي، ويتم تشكيله علي مراحل عن طريق الدولاب
وهو الآله التي تدور بقوة دفع القدم ويتم تشكيل المنتجات الاسطوانية
عليها، ثم تدخل إلي الفرن لتكتمل صناعتها.
تبدأ عائلة الفرخي عملها من
التاسعة صباحا وحتي غروب الشمس، ولا توجد عطلات رسمية بل يتم العمل وفقاً
للطلبيات، ومن العاملين هنا تحدثنا مع الحاج ناصر ربيع، 50 عاما، والذي أكد
أنه لم يعمل في أي مهنة منذ نعومة أظافره إلا بالفخار، فيوضح قائلاً »‬لا
أعرف مهنة غيرها وعندما أنجبت أولاداً جلبتهم هنا لتعلم المهنة وسط عائلتي،
لكن بعد إنهائهم تعليمهم ذهبوا للقاهرة لمحاولة البحث عن فرصة عمل وبعد أن
أجهدهم العمل هناك عادوا مرة أخري ليمتهنوا صناعة الفخار.. يشير الحاج
ناصر إلي أن نظام العمل ليس باليومية أو بالشهرية بل علي حسب »‬الطلبية»
فكلما يتم توريد طلبية يوزع الحاج حسني المكسب علي كافة العاملين، وهو أمر
متبع منذ سنوات طويلة ولا يجد من يعترض عليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.