جاءت تصريحات د.عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي خلال زيارته لمحافظة الشرقية حول زيادة المساحات المزروعة بمحصول الأرز بنسبة 25 % بعد إدخال الأصناف الجديدة من الأرز الجاف للحفاظ علي نسبة المياه المقسمة علي كل المحافظات لتطرح التساؤل حول قيمة الأنواع الجديدة من الأرز وأهميتها الاقتصادية ودورها في تقليل معدلات الاستيراد. الأصناف الجديدة من الأرز تتسم بأنها قصيرة العمر في الزراعة »120-130 يوما» وتتحمل طول فترات الري وذات كفاءة عالية في استخدام المياه ويمكن زراعتها علي خطوط بذرة جافة في أرض جافة، أو تسطير، وهي الصنف جيزة 179، جيزة 178، وهجين مصري 1، وسخا 107، وسخا سوبر 300. وأكد وزير الزراعة أنه تقرر زراعة مليون و75 ألف فدان من الأرز، وأضاف: كلنا نعلم التحديات التي تواجه مصر هذه الفترة لذلك لابد من إدارة الملف المائي بأسلوب يسمح لنا بالتوزيع العادل للمياه بين المحافظات، حيث نجحت محطة بحوث سخا في كفر الشيخ التابعة لمركز البحوث الزراعية في استنباط أصنافا جديدة توفر ثلث المياه التي يستهلكها الأرز التقليدي، الأمر الذي دفع إلي زيادة المساحة هذا العام. من جانبه أكد د.علاء خليل، مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية، أن الاكتفاء الذاتي من محصول الأرز يتحقق من خلال زراعة مليون و250 ألف فدان، وبما أن الأرز من المحاصيل الشرهة للمياه وبعد وصول مصر إلي مرحلة الفقر المائي أصبح علينا اللاختيار إما مياه الشرب أو مياه الزراعة وبالتالي بدأ مركز البحوث الزراعية العمل علي استنباط أصناف جديدة من الأرز تستهلك مياه أقل وتعطي نفس الانتاجية وهو ما تحقق بالفعل في الأصناف الجديدة مثثل سخا سوبر 300 والذي سيتم زراعته وطرحه بالأسواق لأول مرة، وأكد أن هذه الأصناف هي الأمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول الأرز. وأضاف أنه أصبح لزاما تحقيق الاستغلال المثل لعنصري الأرض والمياه، ومن هنا بدأ التفكير في التوسع الرأسي في هذه النوعية من المحاصيل بحيث تكون عالية الانتاجية، فصنف سخا الجديد يعطي 5.5 طن أرز للفدان في حين تعطي الأصناف التقليدية 4.5 طن للفدان وفي الوقت نفسه تستهلك مياه أكبر بكثير من الأصناف الجديدة، وأشار إلي أنه إذا تم زراعة أصناف الجديدة فيمكن توفير نحو 1800 إلي 2000 متر مكعب مياه للفدان. بينما أوضح محمدي البدري الخبير الزراعي وعضو مجلس نقابة الزراعيين، أن الأرز الجاف وهو أحد أصناف الأرز المستنبطة والذي يتحمل نقص المياه وتم استنباطه عن طريق التهجين بين أصناف الأرز المصري والأرز الفلبيني الذي يزرع علي الأمطار وفي الأراضي المرتفعة وهو ذات جودة وطعم جيد، حيث كان محصول الأرز يعاني من مشكلات عديدة تتعلق بندرة المياة وترشيد استخدامها مما دعا الدولة إلي تخفيض المساحات المزروعة من الارز مما اضر بالفلاح والمستهلك ولذلك قام مركز البحوث الزراعية باستنباط أصناف من الأرز مبكرة النضج وأقل استهلاكا للمياه، وأضاف أن الأصناف المبكرة تمكث في الأرض من 125 يوم إلي 135 يوم بدلا من 165 يوما مما يوفر 30% من مياة الري للمحصول مقارنة بالاصناف العادية.. بينما أكد حسين عبدالرحمن نقيب عام الفلاحين أن هناك حالة تفاؤل بين الفلاحين بعد زيادة المساحة التي ستتم زراعتها من الأزر إلي مليون و100 ألف فدان، بعد أن توصل مركز البحوث الزراعية إلي أصناف جديدة من الأرز تتحمل الجفاف لأول مرة، وتزيد من إنتاجية الفدان أيضاً، وهي أصناف تم اختبارها وحققت رقماً قياسياً في الإنتاج هذا العام. وأضاف نقيب الفلاحين أنه لا مشكلة في زراعة الأرز الجاف لأن الأرز يزرع لمدة ثلاثة أشهر فقط وفي ذروة فيضان نهر النيل ومعظم زراعته بمياه صرف زراعي غالبا ما تهدر بالبحر دون فائدة ولا يستهلك الأرز كل الماء بل تنزل المصارف لإعادة استخدامها مرة آخري، وأشار إلي أن مصر تمتلك أصناف من الأرز ذات عمر قصير وتستهلك مياه أقل بما يمكن التوسع بزراعته باعتبار أن الأرز سلعة أساسية وهو أهم الأغذية للمصريين، كما أنه يدر دخل اقتصادي عالي للفلاحين مقارنة بالزراعات الصيفية الأخري.