كان صباحا عاديا بكل معني الكلمة، قبل أن يساهم »محمد كامل» وزملاؤه في تغيير ملامح اليوم من الرتابة والضيق الي البهجة والسعادة.. هذا ما شعر به عم » عبده» و»سيد» وغيرهما من عمال النظافة بحي أكتوبر حين قدم لهم متطوعون وجبات طعام والابتسامة تعلو وجوههم، تعبيرا عن الحب والامتنان والشكر والعرفان. الفعالية التي يحرص عليها »كامل» منذ 3 سنوات، كل صبيحة جمعة أو سبت أسبوعياً ، حيث يجهز الطعام المغلف والمشروبات والفاكهة، ويتوجه الي كل ربوع حي أكتوبر بحثا عن الغلابة، وأوضح كامل أن مهمته قبل اطعام الغلابة، هو ان نشكرهم، ونسعدهم ونعرفهم اننا نتذكرهم دائما، ونقدر أنهم لا يحصلون علي التقدير الكافي لمجهودهم». وجبة الطعام رغم بساطتها الا انها كانت سببا في سعادة هؤلاء البسطاء، حيث يتولي فريق مُكون من 50 فردا متطوعا توزيعها علي مناطق أكتوبر، »وهناك تفكير في تعميمها بمناطق أخري».. والسيدات يقمن بالطهي أما الشباب فيتولون التوزيع،هكذا يتقاسمون المهام بحسب الشاب الثلاثيني» كل واحدة تطهي في بيتها وعلينا التغليف والتوزيع »، أما عن الدعم المالي فلا تتلقي الحملة سوي مساعات عينية من الأفراد الراغبين في التطوع لتوزيع الوجبات. »مع بعض نقدر» اسم الحملة التطوعية التي يشارك فيها » محمد» حيث ساهم في حملات أخري سابقة في دور الايتام والرعاية المختلفة، في كل مرة يعود فيها »محمد» من حملات التوزيع المجانية مصحوبا بدعوات من البسطاء ينتابه شعور انه أنجز شيئا هاما في حياته،» هي دي الرسالة الحقيقية من الخير، اسعاد الآخرين» . ويحلم »كامل» أن يتم تعميم المبادرات الخيرية علي مدار العام،» اتمني زيادتها وألا تقتصر علي شهر رمضان فقط، وأن تشمل كل البسطاء في أي مكان» مضيفا »معظم الجمعيات الخيرية والأفراد المتطوعين يحرصون علي عمل الخير خلال شهر واحد في العام وهذا غير كافي فالفقراء لا تتحسن أحوالهم بعد شهر رمضان» .