جانب من مباحثات قيادات وزارة السياحة لتنفيذ الخطة الترويجية الجديدة »تيريزا ماي تلعب البلياردو مع رئيس وزراء إيطاليا.. أنجيلا ميركل وماي وعدد من الزعماء يتناولون الطعام والمشروبات في المطاعم والأماكن المفتوحة.. زعماء العالم في جولات بمدينة السلام» تذكرت هذه الصور المهمة جدا من القمة العربية الأوروبية التي انعقدت الشهر الماضي بشرم الشيخ وأنا أتابع أمس بيانا أصدرته وزارة السياحة عن ورشة العمل التي أقامتها لوضع تصور شامل للخطة الترويجية الجديدة لمصر التي ينتظرها القطاع بفارغ الصبر. قد يبدو هنا أنه لا رابط بين الحدثين.. لكني أري هناك عدة روابط قوية بينهما.. لن نتحدث عن الإنجاز التاريخي لمصر ورئيسها بجمع أكبر عدد من زعماء العالم في مؤتمر واحد بأهم مدينة سياحية بمصر.. لكن نحاول ربط هذا الإنجاز بالصناعة الأهم في مصر وهي السياحة.. وفي المدينة الأشهر وهي شرم الشيخ.. والتي تعاني منذ سنوات بسبب قرار بريطاني في الأساس.. وربطها كذلك بالخطة الترويجية المنتظرة لمصر.. بداية أشرح لماذا قلت إن القرار الذي تسبب في معاناة شرم إنجليزي بالأساس.. لأننا جميعا نتذكر قرار لندن بوقف رحلاتها إلي شرم أيقونة السياحة المصرية والعالمية.. والذي تؤكد كل الشواهد منذ ذلك التاريخ وحتي الآن أنه قرار سياسي.. وتوقع الكثيرون أن تعود تيريزا ماي من شرم الشيخ بعد ما لمسته بنفسها من أمن وأمان وروعة وجمال لتغير القرار.. لكنها حرمت البريطانيين مما تمتعت هي به ولم يصدر القرار.. والقرار بعودة الرحلات لشرم ليس مطلبا مصريا فقط.. إنما قبلها هو مطلب مهم لشركات السياحة والطيران الإنجليزية والتي مارست ضغوطا علي حكومة لندن وعلي مدار أشهر لإلغاء قرار المنع دون جدوي مما يؤكد سياسية الموقف مع كل ما قدمته هذه الشركات من مبررات منطقية تؤكد ان القرار لم يعد له أي سبب ليستمر. وهنا وفي معرض حديثنا عن ربط قمة شرم الشيخ بورشة السياحة.. نسرد عدة اسباب للربط.. فعند التفكير عن الخطة الترويجية الجديدة لمصر.. لا يمكن الحديث عن حملة واحدة لكل المدن المصرية.. فما يصلح للصعيد ليس من الضروري أن يجدي مع الغردقة.. والاثنان مختلفان تماما عن شرم.. وهو ما طالب به المستثمرون بل وتبنته وزيرة السياحة د.رانيا المشاط كأساس للحملة المنتظرة.. وبما أن شرم عانت ومازالت.. وبما أن أسباب معاناتها زالت بلا شك.. وبما أنها ايضا أصبحت قبلة للمؤتمرات العالمية الكبري التي تضم قادة أهم دول العالم..فهي تحتاج لوقفة خاصة في الحملة المنتظرة بسياسة إعلامية دعائية تعيد لتلك المدينة بريقها امام العالم وتذكر الجميع برونقها.. يرتبط بذلك أيضا موقف الحكومة البريطانية من شرم الشيخ.. فهو يدفع القائمين علي الحملة المصرية أن يكون شقا مهما وأساسيا منها العلاقات العامة والأخبار الصحفية والمواد الإعلامية البعيدة عن النمط الدعائي.. اي مواد صحفية وإعلامية تواجه كل الأكاذيب التي تتعرض لها مصر بشكل عام والسياحة بشكل خاص.. وهذا جزء مهم في حملتنا المقبلة.. جزء آخر رابط بين الموضوعين.. فهذا التجمع من زعماء العالم يتكرر سواء بصورة جماعية أو فردية لقادة وزعماء لهم ثقلهم يتوافدون علي مصر بشكل مستمر.. ونذكر هنا الرئيس الصيني في قلب الأقصر والرئيس الفرنسي بمعبد أبو سمبل.. والمستشارة الألمانية أمام الأهرامات بجانب العشرات من أشهر نجوم العالم الذين أصبح حضورهم لمصر وتجولهم بآثارها ومدنها السياحية متكرر.. هذه الأحداث تحتاج أن يكون لها جزء خاص بها في حملتنا الجديدة وننفق عليه بسخاء لأنه أفضل دعاية لمصر وأقوي رد علي المشككين والمغرضين والشائعات التي تنال مصر بصورة ممنهجة.. والتي تسعي أجهزة إعلام كبري إلي إخفاء أي حدث إيجابي بمصر خاصة الأحداث الدولية.. دور حملتنا إظهار كل تلك الأحداث وتسليط الضوء عليها.. وبعيدا عن هذا الارتباط نعود للحملة المنتظرة عن مصر.. ونشيد بداية بحرص الوزارة والتحالف المنفذ للحملة علي الالتقاء بممثلي القطاع الخاص علي نطاق واسع.. فهو أدري بالأسواق التي يعمل بها ومتطلباتها الدعائية وهي خطوة تؤكد أن الحملة تسير في الطريق الصحيح.. وما وصلنا من مقترحات أسفرت عنها الاجتماعات ينبئ بذلك فعلا.. من تلك المقترحات ضرورة أن تبني الحملة خطتها علي إعداد حملة لكل سوق.. فالأسواق تختلف في عدة أمور منها النمط السياحي الذي تهتم به كل جنسية.. بجانب سلوكيات وثقافة كل بلد وتقبله لمادة دعائية قد تكون مرفوضة في بلد وسوق آخر.. والتواصل أيضا مع كبار منظمي الرحلات خاصة في اسواقنا الكبري وإشراكهم في الحملة لأنهم أدري بأسواقهم واحتياجاتها.. مع مراعاة سياسة فتح أسواق جديدة للسياحة المصرية.. وجذب شرائح مهمة مثل الشباب.. والترويج لكل مدينة مصرية علي حدة وإظهار الأنماط المختلفة بمصر.. بداية مبشرة ومختلفة عن نهج الوزارة في الحملات السابقة.. ونأمل في جني الثمار.