ضريح عبد الناصر يواجه مقابر الاسرة الخديوية التي أطاح بحكمها الملك فاروق والنحاس لم يتفقا في الدنيا وتقاربا في الموت احتضنت مدينة الموتي رفات معظم حكام مصر منذ الفتح الاسلامي وحتى ثورة يوليو وفي مقدمتهم عمرو بن العاص ومحمد علي وعددا من أبناء الاسرة العلوية المقابر الخديوية مقابر العائلة الملكية أو مقابر الخاصة الملكية أو مقابر أسرة محمد علي باشا أو مدافن أفندينا أو قبة أفندينا أو ضريح الخديوي توفيق، كلها مسميات لمقابر تحمل بداخلها من تاريخ مصر ما يقارب القرن ونصف القرن، وهى بمقابر المجاورين بمنطقة منشأة ناصر بالقاهرة، وهى فى حقيقتها مجموعة من المدافن تعود للأسرة العلوية، ولها باب حديدي من الجهة الشمالية يؤدي إلى حديقة كبيرة، بالإضافة إلى بعض الحجرات لإقامة الزوار والحرس، ويتوسط الحديقة ممر يؤدي إلى المدفن وهو عبارة عن قبة ضخمة محمولة علي أربعة أعمدة وتحيط بها أربع قباب صغيرة، والتى أمرت ببناء المدافن هى "أمينة هانم إلهامي"، والمدفونة فيها، كما أنها زوجة الخديوي توفيق ووالدة الخديوي عباس حلمي الثاني، كما تم بناءها على الطراز المملوكي سنة 1311ه/1870م. وبالرغم من أن تلك المقابر لها قدسية تاريخية، حيث تضم معظم حكام مصر فى أهم فترة من فتراتها، إلا أن هناك إهمال يطغى على المكان ويشوه معالمه أما من ناحية الضرر الواقع فهو أمام مقابر الخديوية، من بعض سائقى الميكروباص الذين يتخذون أمام المقبرة موقفاً خاص لسياراتهم، كما أنه مغلق طوال الوقت، بالإضافة إلى فقد الجدران لطلائها الأصلى، الأمر الذى ينفى كونها حضارية الشكل، والإهمال يصل إلى قواعد الجدران التي تحتاج إلى عملية ترميم، حتى تعود لحالتها السابقة. واذا انتقلنا الى مسجد الرفاعي الذي يضم قبر الخديوي اسماعيل وقبرالملك فاروق آخر ملوك الاسرة العلوية وشقيقاته من الاميرات .. الحقيقة أننا ممكن أن نعتبره متحف أكثر من مجرد مدفن، نظراً لتشييده العمرانى الممتاز، وموقعه الفريد إلا أن الزيارات للأسف داخل المدفن تكاد تكون ممنوعة، ويظل طوال الوقت مغلقا، وكأنه لا يحمل بداخله حكاماُ كان لهم التاريخ والحضارة يوماً ما ..وبالنسبة للمسجد فتقام فيه جميع الصلوات شأنه شأن أي مسجد آخر. الغريب ان الزعيم جمال عبد الناصر اختار بناء مسجد يحمل اسمه فى شارع الخليفة المأمون بكوبري القبة بالقرب من مدينة الموتى والتي لا يفصله عنها سوى منطقة العباسية ، ويرجع السبب إلى بناء مسجده فى هذا المكان تحديداُ إلى انه المكان الذي انتظر فيه عبدالناصر زميله عبدالحكيم عامر يوم الثورة، ومنه انطلقا إلى ثكنات الجيش لإعلان قيام الثورة، وبعد أن توفى اختارت عائلة الرئيس الراحل هذا المكان لدفنه بما أنه اقام مسجداً فيه، وأصبح الضريح ملحقاُ بالمسجد الذي يحمل اسم صاحبه، وبه قاعة زيارات كبري في مكان الضريح لاستضافة الوزراء والشخصيات الدبلوماسية التي تأتي باستمرار لزيارة قبر الزعيم الراحل. وعلى جوانب القبر مكتوب فاتحة الكتاب وسور الناس والفلق والصمد، وكتبت أيضا عبارة " في رحاب الله رجل عاش واستشهد من أجل خدمة الوطن " وبجواره قبر زوجته الراحله تحية عبد الناصر. وفي امتداد طريق النصر وعلى بعد كيلو مترات من مدينة الموتى التي تقع على نفس الطريق داخل المنصة الشهيرة بمدينه نصر يوجد قبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي تم اغتياله في نفس المكان في حادث المنصة الشهيرة يوم 6 اكتوبر عام 1981، وتقرر دفنه بجوار النصب الذكاري للجندي المجهول وفي نفس مكان إغتياله.. ومكتوب على قبره " الرئيس المؤمن محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام ..عاش من أجل السلام واستشهد من اجل المبادئ " قبر النحاس مصطفى باشا النحاس أحد أبرز السياسيين المصريين في القرن العشرين، والذى تولى منصب رئيس وزراء مصر ورئيساً لمجلس الأمة (مجلس النواب حالياً)، وشارك في تأسيس حزب الوفد وظل زعيماً له من 1927م إلى 1952 عندما تم حل الحزب، كما ساهم كذلك في تأسيس جامعة الدول العربية. له مواقف وطنية لا تنسى، ولا يسعنا الكتابة عنها حتى نوفيه قدره على كافة المستويات، فكان أول المعارضين لمعاهدة 1936 ولم يهدأ له بال حتى إعلان بطلانها، ولا ينسى أحد مواقفه البطولية أمام جماعة الإخوان الإرهابية والتصدى لهم فى كافة محاولاتهم التى من شأنها تحجيم قرارات السلطة وفقاً لمنظورهم، والقضاء على كل من يعارضهم حتى لو كانت الدولة بأكملها. أما عن مدفنه الذى يبتعد بعض الخطوات عن مدفن أم كلثوم في منطقة البساتين، له طراز معمارى يشبه قصور الدولة الفاطمية من حيث الزخرفة. كان الإهمال أيضاً له دور فى حالة القبر، فالباب الحديدى للمدفن من الداخل مهشم، الزجاج مكسور، وبعض القمامة ملقاة هنا وهناك، الباب الرئيسى للمدفن مفتوح حتى أنه أصبح مأوى للكثير من الكلاب الضالة، ومن الواضح أنه لو استمر على حالته ربما سيؤدى هذا إلى مزيداً من التدهور، وتتلاشى معالمه بشكل كلى.