هذه المره لم يتدخل "رضا" كعادته في إيقاف الشجار المندلع بين زوجته ووالدته. ترك الفأس على الأرض، وإستدار بجسده، ليعود مرة اخرى الى غرفته، ويستكين فى هدوء على السرير. دقائق قليلة وكان المغلوب على امره يصرخ بهستريا، وعندما هرولت اليه والدته بصحبة زوجته، وجدا جسده يتلوى من شدة الالم، حتى هداً تدريجياً، ودون ان يفتح شفتيه لينطق بكلمة، اطلق صيحة تعلن عن وفاته. المشهد تبدل تماماً، امتزجت صيحات الام والزوجة كصوت الأجراس الحاده تعلن ان هناك كارثة قد لحقت بمنزلهما البسيط، وعلى اثر الصرخات تجمع العديد من اهالى قرية "غرس الدين" التابعة لمركز كفر سعد بالمنوفيه داخل شقة الفلاح المغُلوب على امره رضا، وهناك التقوا بالفاجعة، جثة جارهم ترقد على السرير، وهو ما اثار دهشة البعض، لدرجة ان هناك من أتهم الام او الزوجة بقتله، وبسبب تلك الظنون والشكوك ابلغ طبيب الوحدة الصحية رجال الشرطة عن وصول جثة، وهناك شبهة جنائية حول مقتلها. صراع الحموات رجال الشرطة يصلون الى الوحدة الصحية، وهناك يبدأون التحريات ومناقشة والدة الفلاح البسيط وزوجته، مشيرين الى ان هناك خلافات تجمع بينهما، وفى صباح ذلك اليوم، كان هناك شجاراً عنيفاً بينهما، وعلى غير العادة لم يتدخل "رضا"، ليعود الى غرفته بدلاً من ان يذهب الى الحقل، ثم فوجئا به يصرخ حتى مات. وفى القرية، أكد الجيران ان "رضا" شاب فى ريعان شبابه، وكانت صحته بحالة جيدة، وان المشاكل التى عرفها منزله بدأت بعد شهور قليل من زواجة بالست "نبيلة". كما أكدت التحريات الى ان حياة رضا كانت هادئة للغاية، لكن مع مرور الوقت عرفت المشاكل طريقها بين زوجته ووالدته، حتى اصبحا يتشاجران ليل نهار لأتفه الاسباب، لدرجة ان رضا اشار للعديد من اصدقاؤه وجيرانه الى انه اصبح لا يطيق الاستمرار فى الحياة بتلك الطريقة، وانه لولا احواله المادية المترديه، لكان اشترى بيتاً اخراً حتى يمنع المشاكل بين زوجته ووالدته. حبة "الغلة" وفى سياق متصل، صرحت النيابة العامة بدفن جثة رضا، فيما امرت المباحث بإستكمال التحريات، وإستعجال تقرير الطب الشرعى، وبعدها بساعات اشار تقرير الطب الشرعى المبدئى الى عدم وجود شبهة جنائية، وان المجنى عليه ربما مات منتحراً، بسبب وجود مواد سامه فى جسده، عبارة عن "زينك فوسفيد"، وهو غاز سام قاتل للبشر، كان يستخدم فى الماضى كسم للفئران، والثعالب فى القري، الإ انه تم استخدامه كمبيد زراعى، لقتل الحشرات الضاره بالتربة والزراعات، وهو مصرح به من قبل الجهات المعنية. كما اشارت تحريات المباحث الى وجود كميات من اقراص الغلة فى غرفة عم "رضا" وفى ملابسه، كما انه وجد بعضاً من تلك الاقراص على سريره، وهو ما يشير الى احتمالية ابتلاعه قرصُ أو اكثر من أجل إنهاء حياته والتخلص من المشاكل التى تندلع بإستمرار بين زوجته ووالدته. تم تحرير محضر بالحادث، ومازالت الشرطة تجمع التحريات فى محاولة للكشف عن المزيد من الملابسات التى ربما تكشف جانباً جديداً فى القضية، كما يعمل اطباء الطب الشرعى على إنهاء التقرير النهائى الخاص بوفاة "رضا".