وزير التعليم العالي يرأس اجتماع المجلس الأعلى للجامعات.. تفاصيل    الدكتور خالد عامر نقيباً لأطباء أسنان الشرقية    سعر الذهب بمنتصف التعاملات اليوم السبت.. «كم سجل عيار 21»    توريد 29 ألف طن قمح إلى مراكز التجميع في البحيرة    انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة غدًا    صندوق النقد الدولي: تدفقات نقدية بنحو 600 مليون دولار لمصر من الطروحات الحكومية في الربع الأخير من 2023-2024    «القاهرة الإخبارية» تكشف تفاصيل الصفقة المصرية لوقف حرب غزة    رئيس حزب القوات اللبنانية عن عمليات حزب الله: لم تفد غزة بشيء    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    من هي «منقذة» الأهلي أمام مازيمبي في دوري أبطال إفريقيا؟    الزمالك يفاوض ثنائي جنوب أفريقيا رغم إيقاف القيد    بعد التتويج بلقبي الجونة للإسكواش.. فرج ونوران: هدفنا بطولة العالم    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    حملة لإزالة التعديات بأسواق مرسى مطروح قبل الموسم الصيفي    ال دارك ويب أداة قتل طفل شبرا الخيمة.. أكبر سوق إجرامي يستهدف المراهقين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    رسالة قوية.. مها الصغير تحسم شائعة انفصالها عن أحمد السقا (فيديو)    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    تعليق سلوى محمد علي بعد جلستها المثيرة للجدل في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    موعد شم النسيم 2024: فرحة الربيع وتجديد الحياة    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    «حياة كريمة» تنظم قافلة طبية وبيطرية بقرية نبتيت في الشرقية    بيريرا يكشف حقيقة رفع قضية ضد حكم دولي في المحكمة الرياضية    جامعة القاهرة تناقش دور الملكية الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة    مكتبة مصر العامة بالأقصر تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء.. صور    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة بسبب سوء الأحوال الجوية وتعطيل العمل غدًا    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    وسط اعتقال أكثر من 550.. الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل بالجامعات الأمريكية ترفض التراجع    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    قوافل بالمحافظات.. استخراج 6964 بطاقة رقم قومي و17 ألف "مصدر مميكن"    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    8 معلومات عن مجلدات المفاهيم لطلاب الثانوية العامة 2024    ضبط عاطل يُنقب عن الآثار في الزيتون    بدء أعمال المؤتمر السادس لرؤساء البرلمانات والمجالس النيابية العربية    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    "السياحة": مد برنامج تحفيز الطيران حتى 29 أكتوبر 2024 مع إجراء بعض التعديلات -تفاصيل    رئيس جهاز العاصمة الإدارية يجتمع بممثلي الشركات المنفذة لحي جاردن سيتي الجديدة    محافظة القاهرة تكثف حملات إزالة الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    وزير الري يشارك فى فعاليات "مؤتمر بغداد الدولى الرابع للمياه"    «بيت الزكاة» يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة ضمن حملة إغاثة غزة    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    كرة اليد، موعد مباراة الزمالك والترجي في نهائي بطولة أفريقيا    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    طلب إحاطة يحذر من تزايد معدلات الولادة القيصرية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجولان سورية عربية
نشر في أخبار الأدب يوم 30 - 03 - 2019

التاريخ يعيد نفسه.. وعد ترامب »أعطي من لا يملك لمن لايستحق»‬ !!
سر توقيت اتخاذ القرار.. ولماذ تجمدت الاتصالات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل
كان لي حظ الاقتراب من جغرافيا منطقة الجولان مرتين الاولي في زيارة لدمشق حرصت خلالها علي تفقد المنطقة ولقاء رئيس مدينة القنطرة التي تم تحريرها في عام 1973 وهي الأقرب لهضبة الجولان وهناك سمعت مأساة مجرد التواصل بين مناطق الجولان السورية وتلك التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967 حيث يتم الامر عبر الميكرفونات للاطمئنان علي احوال الأسر السورية التي فرقها الاحتلال وادركت يومها الأهمية الاستراتيجية للجولان والتي يكفي انها تبعد عن العاصمة دمشق ب57 كيلو واستغرقت الرحلة اقل من ثلاث اربع الساعة من يجعل من الوجود الاسرائيلي تهديدا مباشرا للعاصمة السورية نفسها اما المرحلة الثانية فمن خلال زيارة للأردن ومن خلال المرتفعات الاردنية عند بحيرة طبرية ومن هذه النقطة يسهل عليك ان تري الحدود المشتركة بين الدول الثلاثة سوريا والأردن وإسرائيل في مشهد يؤكد تأثير الجغرافيا علي مجريات السياسة وتطوراتها
هي محاولة للاقتراب من المأساة التي خلقها الرئيس الامريكي دونالد ترامب بتوقيعه علي سيادة اسرائيل علي الجولان في تناقض واضح مع مواقف امريكية سابقة خاصة من الرئيس بوش الأب ومن قبله رونالد ريجان وهم من عتاة اليمين الامريكي وينتمون إلي نفس الحزب الذي ينتمي اليه ترامب الحزب الجمهوري والمستفيد الوحيد من القرار الذي يضمن الذي خلق أوضاعا قد تضمن له النجاح في الانتخابات القادمة القرار يناقض مسيرة التفاوض غير المباشر بين الطرفين الاسرائيلي والسوري بواسطة امريكية وكيف ضاعت الفرصة الأهم في عام 1993 عندما توصل وزير الخارجية الامريكي كريستوفر إلي ماسمي وديعة رابين الذي وافق فيها رئيس الوزراء إسحاق رابين علي الانسحاب مقابل شروط معينه الا انه تنصل منها بعد ذلك ودفع حياته ثمنا بعد ان تحول إلي اهم رئيس وزراء في اسرائيل كان منحازا إلي السلام مع الجيران حتي في ظل كل الملاحظات علي تلك الاتفاقيات خاصة اتفاق اوسلو نتوقف أيضا عند الأهمية الاستراتيجية للهضبة عسكريا ومن حيث الموارد ونتعرف عن قرب عن رؤية متكاملة للتحرك القادم من اصحاب الخبرة سفراء مصر السابقين وكلهم علي اطلاع وثيق بالملف
قرار ترامب.. يمثل خطراً متزايداً علي الشرق الأوسط
كسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إحدي قواعد السياسة الخارجية الأمريكية العلنية الثابتة منذ سنوات تجاه هضبة الجولان السورية، بإعلانه أنه حان الوقت للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل علي الجولان، التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981، ضاربا بالقانون الدولي عرض الحائط. اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية علي هضبة الجولان جاء كهدية سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات التي ستجري في 9 ابريل، حيث يسعي نتنياهو إلي إعادة انتخابه لكنه يواجه معركة حامية وإدانة محتملة في ثلاث قضايا فساد، ينفي ارتكابها. وبالنسبة لكثير من العرب، بددت تلك الخطوة أي أمل في التوصل لأي سلام عبر المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وزادت من الشكوك في أن واشنطن كوسيط محايد.
تباينت تفسيرات المحللين لدوافع وخلفيات قرار ترامب. البعض قال إنها انتقام من دمشق بعد فشل مخطط المحافظين الجدد لإسقاطها، وذكر آخرون أن ترامب اراد دعم زعيم حزب الليكود ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو في الانتخابات وذهب البعض الآخر إلي أن خطوة ترامب كانت إكمالا لعملية مقايضة ومكافأة لجماعات الضغط الصهيونية في أمريكا لتدخلها لمصلحة ترامب في التحقيق القضائي بشأن تدخل روسيا لدعم ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت يوم 8 نوفمبر 2016. محللون آخرون قالوا إن ترامب يريد تكثيف الضغط علي كل الأطراف العربية وخاصة السلطة الفلسطينية لتقبل ما يسمي بصفقة القرن التي تقول واشنطن إن هدفها وضع نهاية للصراع العربي الإسرائيلي، وإنها إنذار خاصة للفلسطينيين بأنهم إذا واصلوا رفض المقترحات الأمريكية فإن واشنطن ستعلن اعترافها بسيادة إسرائيل علي الضفة الغربية لنهر الأردن وبالتالي ستضع من جانبها نهاية لفكرة إقامة الدولة الفلسطينية علي جزء من أرض فلسطين التاريخية.
ويري بعض المحللين في الشرق الأوسط أن قرار ترامب، الذي جاء بعد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017، قد يغري قوي أخري بضم الأراضي ويقوض طرح خطة سلام أمريكية في الشرق الأوسط ويدفع إسرائيل مجددا إلي حرب دائمة مع جيرانها العرب الذين سيشق عليهم قبول تحول الحدود دون رد فعل. كما ان الاحتجاجات الغاضبة من تركيا وإيران وسوريا تعطي مؤشراً علي تهديد بالمزيد من زعزعة استقرار المنطقة. والأسوأ هو أن الموافقة علي ضم الأرض يمكن أن يشجع اليمين الإسرائيلي، بتحويل حلمهم، بضم الضفة الغربية المكتظة بالسكان، إلي واقع. وقد يكون ذلك النهاية الختامية لحل الدولتين وربما يتسبب في اندلاع حرب جديدة.
في الوقت نفسه فإن خطوة ترامب تهدف جزئيا إلي تعزيز فرصته هو نفسه في إعادة انتخابه عام 2020، من خلال استهداف المجموعة الواسعة من المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين. وقد صوت كثيرون منهم لصالحه في عام 2016 ويدعمهم في إدارته بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس وآخرون. ورغم ان الاعتراف الامريكي بسيادة إسرائيل علي الجولان وجد رفضا دوليا من كل من روسيا والاتحاد الاوربي وفرنسا والمانيا الا ان جون بولتون، مستشار ترامب للأمن القومي يبرر تلك الخطوة بانها سيكون لها دور كبير في مواجهة إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران والولايات المتحدة وقوي عالمية أخري في 2015 بشأن كبح برنامج ايران النووي، لكن المتشككين يقولون إن هذه الخطوة ستمنح إيران وحليفتها المحلية جماعة حزب الله ما قد يعتبرانه مبررا لهجمات جديدة علي إسرائيل، باعتبارهما الحليفين الثابتين الوحيدين للقضية الفلسطينية. وقد يعود ذلك بالنفع أيضا علي الرئيس السوري بشار الأسد من خلال مساعدته في تصويره لإسرائيل والولايات المتحدة كأعداء. كما قد يعرقل الزعماء العرب المناهضين لإيران إذا نُظر إليهم علي أنهم يقبلون الخطوة الأمريكية. بينما يري دينيس روس المفاوض المخضرم في الشرق الأوسط »‬من وجهة النظر العربية، هذا يجعلهم أكثر ترددا في تقديم الدعم لأن المساحة السياسية التي يحتاجون إليها للمناورة قد تآكلت... كل خطوة اتخذتها هذه الإدارة وضعت الدول العربية في موقف دفاعي».
وأعرب الوسطاء السابقون عن اعتقادهم بأن الاعتراف بسيادة إسرائيل علي الجولان لن يصب في مصلحة تل أبيب، معتبرين أن نهج إسرائيل الحالي يساعد الرئيس السوري بشار الأسد في تحويل مسألة الجولان من قضية إسرائيلية سورية إلي قضية إسرائيلية عربية ويقول محللون إنه علي ضوء ردود الفعل الدولية المعارضة لسياسة واشنطن سيكون من الأسهل علي سوريا وحلفائها وخاصة حزب الله اللبناني بدء حرب عصابات واستنزاف ضد القوات والمستوطنات الإسرائيلية في الجولان.
■ مروي حسن حسين
في انتظار موقف عربي قوي من قمة تونس
دبلوماسيون مصريون : إعلان ترامب سابقة خطيرة..ويؤثر علي مصداقية أمريكا
أجمع الخبراء الدبلوماسيون علي أن الوثيقة التي وقعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإعتراف بسيادة إسرائيل علي الجولان تضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط ،و أضافوا أنه لابد للدول العربية من اتخاذ قرارات تفعل علي أرض الواقع وليس الاكتفاء بإصدار بيانات شجب وإدانة كما يجب ان يكون هناك موقف دولي واضح يؤكد سورية الجولان في مواجهة الموقف الأمريكي.
يؤكد السفير السيد شلبي المدير التنفيذي السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية أن الإعلان الأمريكي هو قرار صادم من قرارات ترامب خاصة فيما يتعلق بالمنطقة بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية هناك،لكن كلا القرارين وغيرها من القرارات المعادية للشعب الفلسطيني من وقف للمساعدات الأمريكية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »‬الأونروا» وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ووقف المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية تدل علي نوع من الاستهانة بالفلسطينيين والموقف العربي »‬و هو أقل ما يقال».
و يقول شلبي »‬أخشي أن يكون ردود الفعل العربية تجاه قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو ما شجع ترامب للقرار الأخير، لكن علي كل الأحوال هذا القرار لا يغير شيئا من الواقع الذي يقول أن الجولان منذ أن أحتلتها إسرائيل هي أرض محتلة وذلك بفعل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والردود الدولية تؤيد هذا، فالمجتمع الدولي كله عبر عن عدم رضاه عن القرار.
و يضيف شلبي »‬نعول علي الموقف العربي وهل سيتوقف علي مجرد الإدانات والشجب أم سيتخذ مواقف أكثر إيجابية، والأغرب أن ترامب يستهين بالقضية وفي نفس الوقت يحضر مبادرة للسلام في الشرق الأوسط هو ينسف مبادئها للحل».
و يتابع شلبي »‬لعل هذا الموضوع يكون له صدي في القمة العربية التي تعقد في تونس خلال أيام ونري من المواقف العربية الموحدة ما هو أكثر إيجابية ويعبر عن الموقف العربي والقضية الفلسطينية».
و يري السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية أن الموقف الأمريكي بالاعتراف بسيادة إسرائيل علي الجولان يزيد من التعقيدات التي تواجه تحقيق السلام في الملف الفلسطيني فضلا عن تداعياته السلبية علي مشكلات المنطقة.
و يوضح بدر ان الإعلان الأمريكي يساوي»شرعنة الاحتلال»،فضلا عن أنه مناف لميثاق الأمم المتحدة وأهداف قيام هذه المنظمة في تحقيق السلم والمساواة ويعتبر سابقة خطيرة تعطي الضوء الأخضر للقيام بأي عدوان ثم اعلان قبوله بل وضم نتائجه لاسرائيل،و تساءل »‬ما علاقة هذا بالسلم؟ وما علاقة الولايات المتحدة؟.و يشدد بدر علي أن »‬هذا الاعلان يفتح الباب لسياسة الغاب بمعني من يعتدي اهلا وسهلا إذا كان الامر يعجبنا وهو أمر بالغ السوء».و يقول بدر »‬من منظور أخر فالاعلان يتنافي مع السياق الطبيعي للعلاقات الأمريكية بدول المنطقة ويؤثر علي مصداقية الدور الأمريكي، وأعتقد أنه آن الآوان لأن تحدد القمة العربية بالوضوح الكافي للرأي العام العربي والدولي محددات الأمن القومي للدول العربية».و يشير بدر إلي أنه علي الدول القاطرة للعالم العربي التنسيق الفعال ويدخل في هذا السياق بحث موضوع التواصل مع الحكومة السورية من منظور وضع مصلحة الشعب السوري في المقدمة.
و من جانبه يوضح السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الموقف الأمريكي راجع للمتشددين حيث أن موقفهم أقوي أمام الرأي العام في أمريكا وهو يحقق مقولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن »‬أمريكا لا تصلح أن تكون راعية لعملية السلام»، ويضيف رخا أن الموقف الأمريكي خلق أعمال عنف سواء من الفصائل الفلسطينية التي قالت أنه لا حل إلا الكفاح المسلح، كما ان الجولان الهادئة منذ سنوات بدأت تتعالي الأصوات المطالبة بشن كفاح ضد الاحتلال.
و يقول حسن ان الموقف الأمريكي يوضح ان ما يقال عن »‬صفقة القرن» و»كذبة القرن» هو تنويم مغناطيسي للعرب ولا يصدر أي خير لحل الصراع في ظل وجود إدارة ترامب الذي لا يهمه إلا أولا إلتزام أمريكا بأمن إسرائيل وثانيا استعداده لترشيح نفسه في الحملة القادمة وهو ما يعطل عملية السلام.
و يشير حسن إلي أنه علي الدول العربية عدم الاكتفاء بإصدار قرارات أو بيانات دون إجراء علي أرض الواقع والبحث عن بدائل منها عدم تجديد أي عقود مع الولايات المتحدة الأمريكية ومقاطعة إسرائيل والشركات التي تتعامل معها، كما يجب أن يتم مثلا دعوة سوريا لحضور القمة العربية،و انهي حسن حديثه ب »‬من أمن العقاب أساء الأدب».
أما السفير صلاح حليمة عضو المجلس المصري للشئون الخارجية يري أن هذه الخطوة تأتي في إطار »‬صفقة القرن» التي من الواضح أنه يتم التجهيز لها منذ فترة وتسير بخطي ثابتة وتنتهك القانون الدولي بإعطاء الحق لمن لا يستحق، ويضيف »‬الجولان أرض سورية لا مجال للشك ولابد ليس فقط من موقف عربي بل موقف دولي واضح يؤكد علي سورية الجولان ولابد من أن ينتهي هذا الاحتلال ويستعيد الشعب حقه».و يوضح حليمة ان الأراضي المحتلة تخضع لقانون دولي وليس مبدأ فرض الأمر بالقوة فالإعلان الأمريكي يتعارض مع القانون الدولي والمواثيق الراسخة.
■ أسماء حجاج
الهضبة السورية .. موقع إستراتيجي و»‬شريان حياة» لإسرائيل
تقع مرتفعات الجولان في جنوب غرب سوريا وتتمتع بأهمية سياسية وإستراتيجية، استولت إسرائيل عليها في المراحل الأخيرة من حرب الأيام الستة مع مصر وسوريا والأردن عام 1967 مما أدي إلي فرار معظم السكان العرب السوريين منها إلي داخل سوريا.
وبالرغم من سيطرة إسرائيل علي ثلثي مساحة مرتفعات الجولان فإنها تسيطر علي معظم المواقع الإستراتيجية في تلك المنطقة، وقد حاولت سوريا استعادة الهضبة خلال حرب أكتوبر 1973 ورغم تكبد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، فقد تم إحباط الهجوم المفاجئ. ووقع البلدان هدنة عام 1974، وتم نشر قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة موجودة علي خط وقف إطلاق النار منذ ذلك الوقت، وفي عام 1981 اعلنت إسرائيل ضم مرتفعات الجولان من جانب واحد ولم يتم الاعتراف بهذه الخطوة دوليًا. اقامت اسرائيل في الجولان أكثر من 30 مستوطنة يهودية يقيم فيها حوالي 20 ألف مستوطن، كما يوجد حوالي 20 ألف سوري في المنطقة، معظمهم من الطائفة الدرزية.
يمكن رؤية جنوب سوريا والعاصمة دمشق، علي بعد حوالي 60 كم (40 ميلاً) شمالاً، بوضوح من أعلي المرتفعات، وكانت المدفعية السورية تضرب منها شمال إسرائيل بين عامي 1948 و1967عندما كانت سوريا تسيطر علي المرتفعات. تعتبر مرتفعات الجولان بالنسبة إلي إسرائيل موقعا استراتيجيا متميزا لمراقبة التحركات السورية، كما أن تضاريسها تشكل عازلا طبيعيا ضد أي قوة دفع عسكرية من سوريا.
ويحظي ضم مرتفعات الجولان المحتلة بدعم شعبي ورسمي واسع في اسرائيل منذ أمد طويل، لما لها من أهمية استراتيجية، كونها مصدر مياه بحيرة طبريا خزان مياه اسرائيل الاستراتيجي وتعتبر الهضبة أرضا زراعية خصبة، وتستخدم التربة البركانية لزراعة الكروم والبساتين وتربية الماشية. كما يوجد بالمنطقة المنتجع الوحيد للتزحلق علي الجليد الذي اقامته إسرائيل. ومنذ عام 1967 تطالب سوريا باستعادة مرتفعات الجولان كجزء من أي اتفاق سلام، وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن عام 2003 أنه مستعد لعقد محادثات السلام مع إسرائيل مقابل استعادة مرتفعات الجولان، واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا في عام 2008، من خلال وسطاء الحكومة التركية، لكن تم تعليقها في أعقاب استقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بسبب تحقيق فساد.
ويعارض الرأي العام الإسرائيلي بصفة عامة صفقة مع سوريا تشمل تفكيك المستوطنات اليهودية في المنطقة حيث يري أنها مهمة للغاية من الناحية الاستراتيجية ولا يجب إعادتها.
اتخذت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو في فبراير 2009 موقفا أكثر تشدداً بشأن الجولان مما تسبب في فشل كل محاولات التفاوض مع الحكومة السورية.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلنت أن استئناف المحادثات بين إسرائيل وسوريا هو أحد أهداف سياستها الخارجية الرئيسية، لكن ظهور الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011 حال دون إحراز أي تقدم.
■ سميحة شتا
وزير الخارجية فوجئ بتغريدة الرئيس.. وواشنطن رفضت ضم القرم
ترامب يخالف مواقف كل الرؤساء السابقين ويضمن نجاح حليفه نتنياهو في الانتخابات
الاسبوع الفائت أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي موقع التدوينات القصيرة »‬تويتر» عزمه الاعتراف بسيادة اسرائيل علي مرتفعات الجولان المحتلة علي الحدود بين الكيان الصهيوني وسوريا، في تحرك لم تسبقه إليه أي دولة.. قرار ترامب المثير للجدل جاء في وقت لم تتعرض فيه حكومة تل أبيب إلي أية ضغوط لانهاء احتلالها للجولان التي ضمتها خلال حرب عام 1967. الا أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه معركة انتخابية شرسة استجدي الرئيس ترامب لاتخاذ هذه الخطوة.. وتأتي تغريدة ترامب لتعزيز ادعاء نتنياهو بأنه الأفضل للحفاظ علي أمن اسرائيل بسبب علاقاته الوثيقة بالبيت الأبيض، وهو أحد أهم المعايير التي تدفع الناخب الاسرائيلي لدعم مرشحيه في الانتخابات العامة.. ومن المرجح ان سيادة اسرائيل علي الجولان سوف تفتح الباب أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة في اسرائيل للتذرع بضم الضفة الغربية.. ومثل هذا التحرك سوف يدمر ما تبقي من آمال أمام اقامة دولة فلسطينية.. كما يضع مستقبل اسرائيل كدولة ديمقراطية للقومية اليهودية علي المحك.
في عام 1981 عندما اعلنت اسرائيل ضم مرتفعات الجولان، ردت ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ريجان بتعليق اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني، إلي أن توصل الطرفان إلي اتفاقية تعاون عسكري أخري في العامين التاليين. ووصفت صحيفة نيويورك تايمز اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة اسرائيل علي الجولان بأنه يعبر عن سياسة جديدة لم تخضع لأي مراجعة رسمية، مشيرة إلي أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كان في زيارة إلي اسرائيل في اطار دعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبيل انتخابات التاسع من ابريل بينما فوجئ بتوقيت تغريدة ترامب التي أعلن خلالها عزمه الاعتراف بسيادة اسرائيل علي الجولان.. وكان قبل ساعات من نشر التغريدة قد صرح بومبيو بأن سياسة الولايات المتحدة بشان مرتفعات الجولان لم تتغير.
ويري محللون ان اعلان ترامب، الذي يبدو أنه جاء في اطار دعم مبالغ فيه لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قبيل الانتخابات، سوف يقوض قيمة الاعتراف الأمريكي بالنسبة لاسرائيل حيث ان الدول الحليفة للولايات المتحدة لن تتبع التحرك الأمريكي بما ينعكس بمزيد من العزلة والضعف للقيادة الأمريكية.
فقد أعلنت كندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الأكثر تحالفا مع الولايات المتحدة بشأن قضايا الشرق الأوسط، عدم الاعتراف بسيادة اسرائيل علي مرتفعات الجولان. كما أن هذا القرار المتهور من الرئيس الأمريكي يتعارض مع أهم مبادئ الأمم المتحدة وهو “عدم استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة ضد سلامة أراضي الدول واستقلالها”.. وهو المبدأ الذي استخدمة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب لتوحيد العالم لدعم الحرب ضد الرئيس العراقي صدام حسين بعد غزوه دولة الكويت في 1990، حيث قال بوش اقتباسه الشهير:”لايمكن تغيير الحدود بالقوة”.. ونفس هذا المبدأ الذي ساند حرب الخليج هو ذاته الذي استندت إليه الولايات المتحدة في سبيل اعتراضها علي ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.. وهذا يثير سؤالا حول ما اذا كان تحرك ترامب الذي تبعه بتوقيع اعلان رسمي (الاثنين)للاعتراف بسيادة اسرائيل علي مرتفعات الجولان سوف يضعف من معارضة واشنطن لضم روسيا للقرم؟.
يبدو ان قرار ترامب بشأن الجولان سوف يكون له أيضا تداعيات سلبية حول علاقته المشبوهة من وجهة نظر الأمريكيين بروسيا، لاسيما أنه تزامن أيضا مع صدور تقرير قاضي التحقيقات روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
■ عبد السميع الدردير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.