مصر كانت ومازالت وستظل رائدة في صناعة الدراما.. لاشك في ذلك ولكن نظرة لما يحدث لهذه الصناعة تجعلنا حقاً نتوقف ونناقش وندرس..ونتباحث ماذا يحدث للدراما..! ولماذا وصل حالها لما هي عليه.. كل من يعمل في الدراما وذاك الفن المتميز يعرف حجم المشكلة وهي صناعة وفن يعمل تحت مظلته الآلاف من نجوم وفنانين وفنيين.. نظرة سريعة للدراما سنجد أن مصر كانت تنتج لموسم رمضان كل عام ما يقرب من »80» مسلسلاً تختلف أهدافها ونوعياتها وما تحمله من مضامين.. سواء تاريخية أو اجتماعية أو كوميدية.. وغير ذلك.. شيئاً فشيئاً تقلص حجم الإنتاج خلال السنوات القليلة الماضية فبعد أن كان الرقم الذي ذكرته.. أصبح »70» ثم وصل إلي »60» مسلسلاً.. ثم »40» إلي أن أصبح عدد المسلسلات لشهر رمضان القادم لن يتعدي ال »25» مسلسلاً! من أكبر الإشكاليات التي أصبحت تواجه الإنتاج الدرامي هي أن عدداً من كبار المنتجين المتميزين الذين يحملون فكراً راقياً وأسهموا كثيراً في العملية الإنتاجية بأعمال مميزة لاقت استحسانا وقبولا في مصر وعالمنا العربي هؤلاء لم يحصلوا علي مستحقاتهم المالية عن أعمالهم التي عرضت في قنوات عدة منذ سنوات!.. نعم منذ سنوات وهم يطالبون بمستحقاتهم حتي يتمكنوا من دورة العملية الإنتاجية ولكن لا حياة لمن تنادي! كثير من هولاء حصلوا علي دفعة مالية لا تزيد عن 10٪ من العقود التي أبرموها مع القنوات.. والباقي حين ميسرة..! هل يعقل ذلك؟! أطالب الدولة بأن تتدخل لتنقذ هذه الصناعة.. إنها حقا تواجه أزمة كبيرة.. تصوروا نيجيريا تنتج »50» فيلماً تليفزيونياً في الأسبوع وتدر عليها هذه الصناعة »10» مليارات دولار سنوياً..!