امرأة لم تبلغ في الثلاثينيات من العمر استطاعت أن تعطي درساً رائعاً للعالم، هذا العالم المجنون الذي أصبح صرحاً للعنصرية والعمليات الإرهابية والتي لم تسلم منها هذه البقعة البعيدة من العالم، هي جاسيندا أرديرن، رئيسة حكومة نيوزيلندا، التي انتقلت إليها أنظار العالم أجمع في أعقاب الهجوم الإرهابي علي مسجدين خلال صلاة الجمعة بمدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية وراح ضحيته خمسون شخصاً، سيدة مسئولة تعاملت برقي لترسيخ مبدأ المواطنة، رغم أنها غير مسلمة، خرجت باكية وارتدت الحجاب تعاطفاً مع أهالي الضحايا ومع المسلمين في كل أنحاء الدنيا، أمرت برفع الأذان في كل مكان بنيوزيلندا وفي الأجهزة الإعلامية، شاركت مع مواطني بلادها صلاة المسلمين بالمساجد، تعهدت بحسم إصدار قانون يحظر الأسلحة الآلية، خرجت لوسائل الإعلام المحلية والدولية تطالب بمحاربة التطرف والإرهاب الذي يهدد الأمن القومي العالمي، خاطبت برلمان بلادها بتحية الإسلام، يشهد تاريخها إدانات قوية حاسمة لمقتل الفلسطينيين خلال الاحتجاجات علي حدود غزة، وأثارت قضية معسكرات إعادة التعليم لمسلمي الإيغور بالصين، ابحثوا في تاريخ هذه السيدة فستجدون الكثير مما يجب أن يتعلمه العالم من دروس للإنسانية والتعايش السلمي، ولهذا جاءت المطالبات من الكثير من شعوب العالم بمنحها جائزة نوبل للسلام، وقع الآلاف من النشطاء في عدة مواقع عالمية تطالب بمنحها الجائزة، وعلينا جميعاً أن ننشئ الكثير من المواقع الإلكترونية لنضم صوتنا إلي كل المطالبين بمنح هذه السيدة الشجاعة والحكيمة جاسيندا أرديرن جائزة نوبل فهي تستحق، بعد أن نجحت الدبلوماسية الإنسانية التي انتهجتها في تعاملها مع الحادث بطريقة لم نشهدها من قبل في التعامل مع أي حادث إرهابي.