علي طريقة »هجرة العقول العلمية» من مصر إلي أوروبا بدأ لاعبو الدرجة الثانية والثالثة وفي مراحل الناشئين أيضا الذين لم يحالفهم التوفيق نتيجة عدم اعطائهم الفرصة الكاملة من أجل تقييمهم فنياً بشكل كاف في السفر إلي بلاد أوروبية سواء كانت متقدمة أو ليس لها اسم في كرة القدم من أجل إثبات ذاتهم ويزداد الإصرار بداخلهم مع تجاهل الأجهزة الفنية للمنتخبات وعدم وجود نظام واضح لإحصاء اللاعبين المتواجدين في الخارج من قبل اتحاد الكرة بأن يبحثوا عن جنسية آخري.. بغض النظر عن كفاءتهم الفنية إلا أن التفاصيل التي أدت لخروج اللاعبين تنذر بخطر كبير علي شكل الكرة المصرية في السنوات المقبلة خاصة وأن انتقال اللاعب لناد بعينه قد يرتبط بمبلغ يتم دفعه ويتم الموافقه عليه وحينها يشعر اللاعب بالإحباط وأن نجاحه ليس متعلقا بموهبته في كرة القدم ولذلك يلجأ للخروج واللعب في اوروبا ومن الممكن بعد ذلك أن يعود للأهلي أو الزمالك مثلما حدث مع أحمد زيزو المنضم للابيض في يناير الماضي من مورينسي البرتغالي.. »الأخبار الرياضي» حاورت 4 نماذج من المحترفين بأوروبا ولا يعلم عنهم أحد وجاء أبرز تصريحاتهم كالتالي: حمدي علاء: »أنا مصري ومش عاوز أبقي تركي» حمدي علاء من قرية كفر شريف مركز شربين الدقهلية مواليد 2000 نجح في الوصول لفريق الرديف بجالاتا سراي بتركيا.. كاد أن يكون لاعبا في صفوف الزمالك إلا أنه لم يحالفه التوفيق.. في الحوار التالي يروي اللاعب قصته وتفاصيل مغامرته: أجيد اللعب في أكثر من مركز وأفضل مركز خط الوسط المهاجم والمدافع. لعبت سنتين في المصرية للاتصالات تحت قيادة محمد السيد الذي استفدت منه كثيرا وأيضا محمد فوزي ووائل القباني وعاطف القباني من سن 13 ل 15 عاما. انتقلت للزمالك من 15 حتي 17 سنة ولكنهم لم يبرموا معي تعاقدا.. تركت الكرة، وعملت بمهن أخري.. فيما بعد تعرفت علي وكيل لاعبين عراقي تمكنت من خلاله السفر إلي تركيا في منتصف العام الماضي ولكنه خدعني ولم أتوصل لناد معين هناك وكدت أفقد الأمل في الحصول علي فرصة، واتجهت للعمل في وظيفة أخري خلال شهر رمضان حتي أجد قوت يومي واستمر هذا الحال لمدة أربعة أشهر. تعرفت علي مواطن تركي اسمه تورجاي عاملني كأنني أحد ابنائه، وأرسلني إلي اختبارات جالاتا سراي وتم قبولي في شهر يوليو الماضي. أسعي لاستمرار مسيرتي الاحترافية، ولا أفكر مطلقا في العودة لمصر سواء للأهلي أو الزمالك.. »اللي يلعب برة ميفكرش يرجع للدوري المصري مع احترامي للقطبين». مثلي الأعلي في مصر أحمد حسن عميد لاعبي العالم، وانييستا نجم برشلونة السابق. أحلم باللعب لبرشلونة.. وأتطلع لحصد جائزة أفضل لاعب خط وسط في العالم يوما ما. عرضوا علي الجنسية التركية أكثر من مرة ولكني رفضت »أنا مصري مش عايز أبقي تركي». الدالي: أحلم بمزاملة ميسي طارق محمود الدالي من مواليد أغسطس 2000 في ولاية ميزوري بالولايات المتحدةالأمريكية، عاد لمدينة السويس واستمر بها فترة كبيرة قبل العودة مجددا في أمريكا للانضمام للفريق الرديف التابع لبرشلونة.. مر طارق شبيه النجم البرازيلي مالكوم لاعب الفريق الأول للبارسا بتجارب مريرة في قطاع الناشئين بمصر.. جاء نص حواره كالتالي : بدأت مشوار كرة القدم بأكاديمية بالسويس في عمر الست سنوات، وفي سن العشر سنوات لعبت في منتخب السويس ولكن والدي رفض التعاقد معهم بسبب الإهمال الذي كان يسيطر علي النادي حينها. توجهت لنادي جاسكو ومنه إلي النوبة أحد أندية الدرجة الثالثة في السويس لعبت معهم في فريق 97 وأيضا الفريق الأول. قدمت في اختبارات الأهلي ولم استمر فترة طويلة وكان معي حينها مصطفي شوبير وأحمد طارق سليمان وآخرون. رفضوا استمراري في الأهلي بسبب غيابي عن مرانين لظروف خاصة، وليس لأسباب فنية »خالي» مقيم في أمريكا وأخبرني أن هناك اختبارات لفريق برشلونة في أمريكا، وسافرت علي الفور وتقدمت للاختبارات ونجحت في اجتيازها بنجاح، الجدير بالذكر أنه يوجد قطاع ناشئين خاص بالنادي في أمريكا علي نفس مستوي »اللامسيا» الذي أفرز مواهب للفريق الأول في إسبانيا ويعد أبرزهم إنييستا وتشافي. »التسنين» خطر يهدد قطاع لناشئين في مصر منذ سنوات. أنا أهلاوي.. ووارد عودتي لمصر في الأهلي أو الزمالك في أي وقت. لم يتواصل معي أحد من الأجهزة الفنية للمنتخب الأوليمبي أو الأول ولا أعلم إذا كانوا علي دراية بوجود لاعب مصري في برشلونة أو لا.. ما قد يسبب أزمة هو أنهم قد يكونوا لا يعلمون أن هناك لاعبين مصريين محترفين في أوروبا بهذا السن الصغير بسبب عدم تسليط الضوء الكافي علينا. علي المسئولين عن قطاعات الناشئين في مصر الاهتمام باللاعبين في وضع ميزانيات كافية لتطوير المستوي الفني لهم، . أحلم بلقاء ميسي ومزاملته يوما ما في الفريق الأول وأعشق صلاح ورونالدينيو ورنالدو عالميا. خير محمد: رفضوني في الأهلي.. وأنصفوني في السويد خير محمد لاعب فريق يورجاردن السويدي من مواليد 1996 أتي من الفيوم إلي القاهرة بحثا عن تحقيق ذاته كروياً، بعد سعيه في إثبات موهبته في مصر بدأ اليأس يصل إليه وقاطع كرة القدم ما يقرب من السنة ونصف إلي أن أتت اللحظة التي أعادته من جديد للمستطيل الأخضر.. وجاءت أهم تصريحاته علي النحو التالي: • نشأت في مدينة الفيوم وهو ما تسبب لي في أزمات أعاقتني في بداية مسيرتي الكروية ،ورغم أنني أفتخر بنشأتي الريفية إلا أنها تزعج البعض حيث ذهبت إلي اختبارات النادي الأهلي في سن ال11 عاماً وكان من ضمن جيلي وقتها محمد هاني ورمضان صبحي. • رفضني أحد المسئولين عن تقييم اختبارات الناشئين في الأهلي بذلك الوقت ورغم أنني قدمت بلاءً حسناً حينها إلا أنهم قاموا برفضي. • وليد صلاح الدين كان من ضمن الذين رأوا موهبتي وكان يعرفني جيداً. • اتجهت بعدها لاختبارات اتحاد الشرطة من سن ال12 عاماً واستمررت هناك 6 سنوات وتعرضت لأكثر من »مطب» خلال هذا الوقت.. أتذكر جيدا خلال عمر ال 14 عاما الأهلي عرض علي اتحاد الشرطة ضمي مقابل 80 ألف جنيه إلا أن إدارة فريقي تعنتت كثيراً وطلبت 150 ألف جنيه، وهو ما جعل الأهلي يصرف النظر عن التعاقد وحينها بالفعل وافقتهم لأن الأمر ظهر وكأنني »رونالدينهو» أو لاعب خارق ولذلك كانوا علي حق وقتها. • أجيد اللعب في مركزي الظهير والجناح الأيمن. • تركت كرة القدم إلي ما يقرب من سنة ونصف.. وبالصدفة عرض علي أحد الأشخاص الانضمام لمنتخب مصر للكرة الخماسية خلال منافسات كأس العالم بالبرتغال في مايو الماضي ومن بعدها سنحت لي الفرصة بالسفر إلي السويد وتم قبولي في اختبارات نادي يورجاردن وأصبحت لاعبا في الفريق الرديف. • عانيت أنا وغيري من الظلم في اختبارات الدرجة الثانية والناشئين في مصر، ويجب أن تتغير طريقة التعامل.. التعامل معي في السويد علي أقصي درجة من الاحترافية وأجدهم دائما حريصين علي تعليمي لغات وتطويري في كافة الأنحاء. محمد جاب الله: تجربتي في مصر مؤلمة محمد جاب الله من مواليد محافظة الشرقية عام 1998 لم يلعب في مصر مطلقا وبدأ مشواره في كرة القدم في أحد أندية الدرجة الخامسة بإيطاليا مباشرة.. رغم أن تجربته صغيرة ولم يحترف في ناد كبير بأوروبا إلا أنه سيروي تفاصيل تؤكد ضرورة إعادة النظر في اختبارات الأندية في مصر.. وجاء أهمها علي النحو التالي : • تواجدي في إيطاليا أنا وأسرتي، انضممت لنادي روندينيلا في الدرجة الخامسة هناك ومنتظم معهم فيما يقرب من عامين وعندي طموحات كبيرة للترقي وتطوير مستواي وامكاناتي.. • أجيد اللعب في مركزي الجناح والمهاجم. • تجربتي في مصر مؤلمة حيث قدمت في اختبارات طلائع الجيش والإسماعيلي والإنتاج الحربي وإف سي مصر.. كل تجاربي في هذه الأندية يجمعهم شئ واحد وهو وضع اللاعب تحت ضغط ثم يحكم عليك بعدم الكفاءة. • أتذكر جيداً أنهم تواصلوا معي في نادي إف سي مصر بعد أن رأوا موهبتي في إحدي الصفحات علي موقع التواصل الاجتماعي »الفيسبوك» وكنت حينها في إيطاليا وبعد أن عدت إلي مصر أخبروني أنهم لن يبرموا معي تعاقد وسيتم وضعي فترة تحت الاختبار دون أن يكون هناك ارتباط رسمي لي مع النادي ورفضت ذلك فالعودة للدرجة الخامسة في إيطاليا أفضل من عدم ضمان مستقبلي في مصر. • أنا قريب من التعاقد مع نادي سينيسيلو أحد أندية الدرجة الثالثة في إيطاليا وأشعر أنني أخذ خطوات ثابتة نحو تحقيق حلمي. الخبراء يؤكدون:إهمال المواهب خطر والتنقيب ضروري أكد عبد الظاهر السقا لاعب منتخب مصر السابق بأنه من النادر أن يخرج من مصر لاعب موهوب إلي أوروبا فاللاعب الجيد سيفرض مهاراته علي أي فريق في مصر سواء مع فريق صغير أو أهلي وزمالك. وقال إنه لابد علي الأندية أن تهتم بالاختبارات التي تبحث من خلالها علي مواهب، وألا تكتفي ب »تقسيمة» من أجل الحكم علي اللاعبين. وتحدث عبد الظاهر عن اللاعبين المهاجرين لأوروبا وقال أنها ليست ظاهرة جديدة وأن هناك بعض المدربين تسعي لاكتشاف مواهب تلعب بالفعل خارج مصر ومحاولة الاستفادة منهم في صفوف منتخبنا والجدير بالذكر أن كابتن محمود الجوهري أتي بميدو من بلجيكا بتوصية من نادر السيد عنه وبالفعل تابع اللاعب وحصل علي الفرصة واصبح الجميع يعلم ميدو وشاهدنا موهبته وطريق احترافه. واكمل ايضا اننا لا نلوم اتحاد الكرة أو الأجهزة الفنية للمنتخبات سواء منتخب الشباب أو الأوليمبي أو المنتخب الأول عن عدم تسليط الضوء علي مواهب خارج مصر واكتشافهم فمن الممكن أن يكون من الصعب اكتشافهم أو معرفة كل لاعب مصري يلعب في أوروبا ولا يكون هناك بيانات لهم بينما يمكننا أن نلوم عليهم إذا علم احدهما ولم يفعل شيئا ولا يعطي قدرا من الاهتمام للاعب.. وعن النماذج التي لعبت خارج مصر وعادت ولعبت في اندية مصرية فهي تعود لكن من وجهه نظره ليسوا لاعبين سوبر. من جانبه أكد ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب مواليد 2001 أنه قام بهذه التجربة من قبل حينما كان مدربا لمنتخب الشباب عام 2013 وضم أكثر من لاعب وكان ابرزهم ألكسندر يوكبسون.. وشدد ربيع علي أهمية انتقاء الموهبة وأنه لا ينظر للاعب في أكاديميات بل يبحث عن لاعب في ناد وله اسمه، لأن النوعية الأخري لا تفيد ومن يوجد في مصر يقدم الإفادة عنهم. وأشار إلي أنه مازال يتبع سياسة الاهتمام بالمواهب المدفونة في أوروبا وبالفعل تواصل مع أهل اللاعب ريتشارد الذي يلعب في صفوف ناشئي أودينيزي الإيطالي وكان لاعبا في صفوف الأهلي. واختتم ياسين بأن الإهمال في قطاعات الناشئين والدرجات الأدني من الممتاز أمر يخص الأندية ولا دخل للمنتخبات بذلك. »عبر الفيسبوك» المنتخب الأوليمبي يبحث عن المهاجرين لجأ جهاز المنتخب الأوليمبي إلي »الفيسبوك» في البحث عن المواهب المصرية المدفونة في أوروبا وأن يتوجهوا إلي معسكر المنتخب المقام باسبانيا الآن وتواصل معهم بعض اللاعبين لأرسال خطاب رسمي إلي أنديتهم حتي يتمكنوا للسفر إلي اسبانيا إلا أن المنتخب طلب من اللاعبين تحمل الإقامة وتذكرة السفر لاسبانيا ورفض ارسال فاكس رسمي لأنديتهم بسبب عدم تأكدهم من كفاءات اللاعيبين فنياً وكثرة عددهم.