خرج علينا بعض الأشخاص ممن يطلقون علي أنفسهم أو يلقبونهم في الساحة الإعلامية بالخبراء والمحللين بفتاوي وأحكام ليس لها أي أسانيد أو مبررات منطقية وعقلانية بل لعلها أقرب إلي الأوهام منها إلي حتي الأماني والأحلام.. أفتي أحدهم في المنابر والبرامج بأن المنتخب المصري لن يحقق البطولة في كأس الأمم الافريقية وقد لا يصل إلي الأدوار النهائية، وعندما سأله المضيف بأدب جم عن الدوافع التي حدت به لإطلاق هذا الحكم أشار إلي ذقنه قائلا: »أدي ذقني أهه» وكأنه أحد الأئمة وأولياء الله الصالحين.. لم يأب هذا الرجل بالتوابع والآثار المثبطة للهمم المحبطة للمعنويات للشعب المصري بأكمله ولم يقدم الدليل علي صدق قوله أو ينصح بوصفة علاجية لتفادي هذه النهاية المأساوية.. وللأسف الشديد يكرر الرجل فتواه مع كل مرة يطل علينا بكلماته الفارغة وعباراته الخاوية ولا يخجل من أن يظل كبوق هادم ومدمر بدلا من أن يكون بمثابة داعية ينشر الأمل ويبث التفاؤل.. أما الثاني فكان أكثر سفوراً وأشد نفوراً وأطلق فتوي أخري تؤكد أن أحد الأندية القطبية سيتمكن من تحقيق بطولة الدوري وأنها أي البطولة معقودة عليه ولن تفلت منه وأن كل منافسيه ومزاحميه لن يصلوا إليه أو يقتربوا منه.. وأنه واثق من نبوءته للدرجة التي ستجعله يبتعد تماما عن المجال الإعلامي الرياضي إذا لم يصدق حدسه.. ولعلي أتساءل ما هذا الهراء الذي نتابعه وذاك السفه الذي نطالعه؟ تخلي هؤلاء عن الحصافة والكياسة واللباقة.. انغمسوا في النرجسية واتسموا بالعدوانية وليتها توقفت عند الحدود الفئوية واللوثية بل تخطت هذه الأبعاد إلي الآفاق الوطنية والقومية.. ويا دعاة الهدم ومروجي الاراجيف تعقلوا وتريثوا قبل أن تتفوهوا بأقوالكم السطحية.. فإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.. وإذا كان المتحدث أهوج ومندفعاً فالمستمع أذكي وأعقل.. والساحة الرياضية لا تحتمل الكثير من أمثالكم وفاض بها الكيل من تعدد فتاويكم الساذجة والوهمية.. وكذب المنجمون ولو صدفوا!