شهرة العرافة اللبنانية "ليلي عبد اللطيف" سبقتها إلي برنامج "أجرأ الكلام" خاصة بعد أن تنبأت من قبل بأحداث عظيمة تحقق أغلبها مثل وفاة البابا شنودة، واللواء عمر سليمان، واستقالة بابا الفاتيكان، ونهاية القذافي المؤلمة، وكانت ليلي قد تنبأت في 2008 بقيام ثورة 25 يناير! وكشفت لطوني خليفة مقدم البرنامج في 26 -3- 2013 أوراقا من مستقبل مصر وتحدثت عن أحوالها ورجالها أكدت علي قيام ثورة ثانية، وقالت بأن الدكتور محمد مرسي الرئيس المعزول سيكون خروجه من الرئاسة بانقلاب عسكري وستحدث مواجهات مع الجيش، وأنها تري دماء تغرق الأرض تفزعها وترعبها، وتحدثت أيضا وكانت وقتها تنبؤات، بأنه سيتم إغلاق عدد من وسائل الإعلام وأكثر من صحيفة وأيضا بتعرض أحد المباني الإعلامية للحرق، ولم تنته تنبؤات ليلي عند هذا الحد ولكنها نصحت الدكتور البرادعي بأن ينتبه علي صحته، وأبدت قلقها علي عدد من الإعلاميين منهم عمرو أديب، وإبراهيم عيسي، وباسم يوسف وعندما نتأمل في هذه الأسماء نكتشف بسهولة شديدة أنهم كانوا من أشد معارضي حكم الإخوان، ولم تنته تنبؤاتها بل زادت بأنها تري بأنه سيتم الإفراج عن "مبارك" وأنه سيموت قريبا وستقام له جنازة عسكرية وشعبية أما المفاجأة الحقيقية فكانت فيما قالته عن علاء وجمال نجلي مبارك بأنه سيتم الإفراج عنهما ولم تنس أن تتنبأ بعودة جمال مبارك إلي المشهد السياسي من جديد ولكنه في هذه المرة سيعود رئيسا للجمهورية؟! كانت تلك كلماتها بالإضافة إلي بعض التفاصيل التي ارتبطت بالأحداث التي أشارت إليها ورغم غرابة ما ذكرته وتحقق معظمه إلا أننا لا يمكن أن نسلم عقولنا للعرافين حتي ولو صدفوا أو صدقوا حتي ولو تمتعوا ببعض البراعة والموهبة التي تتيح لهم قراءة الأحداث إلا أنه في النهاية أمر يجب أن نتوقف أمامه خاصة مع ما ذكره العراف الأمريكي المشهور "جون هوج" الذي تنبأ بفوز مرسي في الانتخابات الرئاسية منذ بداية سباق الرئاسة رغم ضآلة فرصته في الفوز وقتها وحتي استبعاد فرصته في الإعادة تماما، وجاءت بقية النبوءة تحمل كثيرا من الرعب والتشاؤم فقال إنه لن ينتهي عام 2013 إلا ومرسي قد ترك الحكم في مشهد مأسوي وأن تركه للحكم لن يمر بشكل هادئ وأنه سيقتل وسيتمزق جسده حتي أنه سيستعصي علي المصريين تجميع ما سيتبقي من جسده، وأن اللعنة ستلاحق أتباعه الذين سيفرون إلي الجبال وحددها بأنها ستكون شرق مصر(جبال البحر الأحمر أو جبال سيناء) وأن المصريين سيطاردونهم خارج الحدود المصرية حتي تنهي معهم لعنتهم، وقد يكون المقصود هنا وإن كان لم يوضح هو ذهابهم أو فرارهم إلي غزة، وتنتهي نبوءته بأن الأيام التي سيحدث فيها ذلك ستشهد "أياما من الدم والنار" وهي تشبه آلام الولادة الجديدة علي حسب نبوءته لتخرج مصر بعدها من حال سييء إلي حال مختلف تماما، المهم أن نبوءة "هوج" جاءت علي مرحلتين الأولي جاءت بعد إعلان اسمه كمرشح رئاسي أما سقوطه فقد جاء بعد فوزه بالمنصب الرئاسي، وفسر ذلك بأنه أعاد تفسير "نبوءة نوستراداموس" باهتمام أكبر! ونوستراداموس هو عراف عاش في العصور الوسطي وذاع صيته في قراءة الطالع وكان يكتب تنبؤاته علي شكل رباعيات أو أبيات من الشعر أو قطع من النثر تحتوي علي إشارات يضع فيها ما يريد أن يقوله، الغريب أنه مازال حتي اليوم يتم تفسير نبوءاته وكان آخرها تحقق النصف الأول من النبوءة والتي انتهت بفوز مرسي، الغريب أن هذا الرجل الغامض حوت نبوءاته أسماء العديد من القادة الذين غيروا وجه التاريخ، وحدد أماكن وقوع الأحداث الكبري في العالم فقد ذكر صعود الدولة العثمانية ثم سقوطها وذكر بوضوح الحربين العالميتين الأولي والثانية وظهور هتلر وموسوليني وحتي تحطم برجي التجارة العالمي في نيويورك في أحداث 11 سبتمبر 2001. وذكر "هوج" أن فوز الدكتور محمد مرسي جاء في احدي نبوءات "نوستراداموس" وقال وقتها إنه سيفوز حتي لو لم يعطه أحد صوته والطريف أنه ظهر علي إحدي القنوات الأمريكية للأخبار وقال "سيفوز هذا الرجل فالشيطان يقف خلفه بكل أبنائه"! ولأن "هوج" يعد من المتخصصين في تفسير نبوءات نوستراداموس واشتهر بذلك مما لفت أنظار المخابرات الأمريكية إليه وتابعته بدقة في أيام الانتخابات المصرية حتي أنها عقدت معه اتفاقا بأن يتفرغ لمتابعة الشأن المصري والطريف هنا أن "هوج" أبلغ المخابرات الأمريكية بعد الإعلان عن زيارة مرسي للولايات المتحدةالأمريكية بأن مرسي يحمل "ختم الشيطان" في رأسه علي هيئة جرح غائر يشبه حرف "ڤي" باللغة الإنجليزية وأن هذه العلامة تشبه جرح العملية الجراحية التي أجراها "مرسي" في المخ وعندما تأكدت المخابرات الأمريكية من صحة تنبؤاته بعد أن ناقشت جراحا أمريكيا في الأمر وأكد صحة ما ذكره هوج عن شكل الجرح في رأس مرسي قدمت التقرير عن النبوءة للرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الذي تجنب بعدها مقابلة مرسي ورفع اسمه من دعوات زيارة رؤساء الشرق الأوسط لزيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل استمر "هوج" في تفسير الجزء الثاني من النبوءة وقال فيها إن اسم محمد مرسي جاء ذكره عند "نوستراداموس" باعتباره الملك الذي يغلق دائرة القدر وأنه وجد اسمه حرفيا داخل النبوءة التي تقول "إن هذا الملك سوف يكون ثالث من يحمل اسم محمد علي التوالي دون أن يفصل بينهم أي اسم آخر وأن اسمه الثاني سيكون مرسي وزاد علي ذلك بأن كثيرا من كهنة الكنيسة الأرثوذوكسية يعلمون ذلك في مصر، وأضاف "هوج" في شرح شخصية مرسي كما جاءت في النبوءة بأنه لا يملك صوتا يتحدث به، فشيطانه يتحدث بلسانه وإذا حاول أن يتحدي ذلك الشيطان الذي يسيطر علي جسده، فإنه يصيبه بآلام مبرحة، وانتهي "هوج" إلي ذكر نهاية مرسي كما فسرها والتي انتهت بقتله وطرد أتباعه من مصر. ورغم أن الكلام يبدو خرافيا إلا أن حقيقة الأمر تقول إن هناك تعاونا وثيقا ما بين العرافين والسحرة وكل أجهزة المخابرات في العالم كشفت عنه كثير من التقارير والكتب وكان من أشهرها كتاب "غيبوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية تأليف اثنين من العاملين في المخابرات الأمريكية هما كاثي أوبراين ومارك فيليبس وكشف فيه التجارب التي تجري علي البشر "لتغيير العقل والتحكم فيه" وهو ما كان يعرف في الماضي بغسيل المخ، وجاء في الكتاب "أن التحكم بالعقل المبني علي الصدمة، فمن خلال نشر وثائق حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية غير المصنفة أقرت وزارة الدفاع بأن الوسائل التي كان السحرة القدماء يستخدمونها للتحكم بالعقل خطيرة جدا، لذا فإن المعلومات المتعلقة بها يجب أن تبقي ضمن ما يعتبر »سري جدا«، وواصل الكاتب كشف أسرار ما يحدث داخل المخابرات بأن الجهاز أنشأ قسما خاصا للسحرة والعرافين ونبوءاتهم وكيفية توظيف معلوماتهم وإخراجها بعد مزجها بالرسائل المحددة التي تريد أن تخرج علي شكل نبوءات للعرافين والسحرة وكان ذلك هو ما حدث بالتحديد في التعامل مع نبوءة "جون هوج" التي وظفت فيها المعلومات عن مرسي والإخوان لتأخذ بعد ذلك مسارا تم التخطيط له بدقة شديدة لإنهاء حالة من الالتباس وبدء مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة ككل، ولنراجع جزءا من النبوءة متعلقا بمطاردة المصريين لأتباع مرسي حتي حدود مصر الشرقية وهو أمر نشهده الآن بوضوح متمثل في حالة الرفض الشعبي لجماعة الإخوان، وبكل تأكيد لا يتعلق الأمر بصدق النبوءات وإنما يتعلق بنوع من التأثير علي العقل علي هيئة نبوءات حتي تصل رسائل إلي المجتمعات المعنية، من أجل إلهائها وصرفها عن أهدافها الحقيقية. وتقول الدكتورة منال زكريا أستاذة علم النفس بجامعة القاهرة: في البداية لابد أن نقر قاعدة بأنه لا يعلم الغيب إلا الله وكذب المنجمون ولو صدفوا ولكن وبكل تأكيد لابد أن نربط جيدا ما بين استخدام أجهزة المخابرات لأدوات تختلط فيها حقائق قائمة علي ما يعرف بحكم التوقعات بالأساطير والخرافات، فالدراسة الجيدة لمجتمعات بعينها ومعرفة عاداتها وتقاليدها وتاريخها وشخصية أهلها مع ربط المقدمات بالنتائج تعطي في النهاية توقعات قد تصل إلي نسبة مائة في المائة ولايحتاج الأمر إلي نبوءات العرافين حتي نقول إن المصريين كانوا لابد أن يخرجوا في ثورة ثانية لأنهم يرفضون المتاجرة بالدين ولا يتقبلون الظلم طويلا وهو ما نعبر عنه علميا "بالنبوءة القابلة للتحقق"، ويمكننا وببساطة شديدة أن نراجع هذه النبوءات ونري من خلالها أن قائلها علي دراية جيدة بالشعب المصري وبالطبع لا يمكن صياغتها بهذا الشكل إلا بعد توافر كم هائل من المعلومات، وأنا أتفق معك تماما بأن وراء هؤلاء العرافين أجهزة مخابرات تريد أن تستخدم تلك النبوءات في إحداث بلبلة وفرقة بين المصريين وإلهائهم عن عدوهم الحقيقي، وخلق أعداء جدد داخل الشعب الواحد من أجل التطاحن والتصارع بين أبناء الشعب الواحد، وهو ما يريد أن يحققه العدو الحقيقي الذي لا يجب أن ننساه أبدا، وسيأتي اليوم الذي ستعود فيه جماعة الإخوان وغيرهم إلي الصف الوطني ويدركون بوضوح شديد أن ما حدث هو إرادة شعب بالفعل.