حقق الدكتور خالد جمال السويدي، المدير التنفيذي لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الرقم القياسي بتجربته الفريدة مبادرة "جري أبوظبي - مكةالمكرمة"، ليصنع اسما متميزا في رياضة الجري " 2000 كيلو متر"، ويصل الي بيت الله الحرام، صباح اليوم السبت، ويعلن عرس نجاحه المتوج بالصبر والإصرار والعزيمة لرحلته التي انطلقت منذ مطلع فبراير الماضي. قرر الرحالة الاماراتي الشاب الانطلاق بتنفيذ مبادرته بعد تدريب دام اكثر من عام ،لينقل هذه التجربة ويرسخها، متطلعا إلي إلهام أبناء وطنه من الشباب لترك حياة الاسترخاء والخروج من دائرة الراحة والانطلاق لخوض التحديات، كما يُعتبر هذا التحدي تعبيراً عن التقدير الكبير للعلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، والدور النبيل الذي تلعبه الدولتان في الدفاع عن الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الخليج العربي والعالم العربي ككل. أكد الشاب الاماراتي الرحالة، أن تجربته الرياضية للتعبير عن تقديره لعلاقات الأخوة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، ورحلته رسالة محبة إلى السعودية قيادة وشعباً، ويرى أن الترحيب والمحبة والتقدير الذي عبَّر عنه أشقاؤه السعوديون كان أمراً رائعاً، وأنه على طول الطريق من أبوظبي إلى مكة أحس بأن المشاعر الشعبية الجياشة التي لقيها، وكلمات التشجيع والتحفيز الصادقة من إخوته في المملكة العربية السعودية، كانت من بين عوامل منحه قوة إضافية، كما أن الدافع الروحي لرحلته إلى مكة يمنحه قوة لا حد لها، فهو يرغب في أن يؤدي العمرة بعد أكثر من 35 يوماً من الجري، واللحظة التي سيصل فيها إلى البيت الحرام ستكون أعظم لحظات حياته. ويوضح السويدي، إنه استمد عزيمته الهائلة من والده الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، المفكر والأكاديمي الإماراتي الشهير، الذي رُشِّح أخيراً للحصول على جائزة نوبل في الآداب، فقد ورث الدكتور خالد عن والده روح المحارب والقدرة على الصمود أمام أصعب الظروف، ويذكر الدكتور خالد السويدي دائماً أنه تعلم الكثير من الحرب التي خاضها والده الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، ضد عدوٍّ شرس هو مرض السرطان، وأن والده استطاع بفضل الله وبفضل عزيمته الهائلة قهر مرض السرطان وشُفي منه تماماً، كما أن نموذج حياة والده الحافل بالإنجازات والذي لا يعرف الكلل أو الملل كان مُلهماً له ولكثيرين ممن اطلعوا على سيرته الذاتية التي أصدرها في كتاب بعنوان “لا تستسلم: خلاصة تجاربي”، وحكى فيه تجربته مع مرض السرطان. ويؤكد الدكتور خالد السويدي أنه على ثقة من أن وصوله إلى البيت العتيق الذي يهفو إليه قلب كل مسلم، سوف يمحو كل التعب، وأنه لن يتوقف عن خوض التحديات الكبرى، رغبة في أن يقول لكل شاب عربي إنه لا شيء مستحيل، وغن على الجميع أن ينجزوا تحديهم الخاص، ليكونوا أقوى وأقدر على تحقيق النصر في أي مجال يريدونه لأنفسهم، لأن بذل الجهد والخروج من منطقة الراحة والاستسهال هي الشرط اللازم لتحقيق النجاح. والجدير بالذكر أن الدكتور خالد جمال السويدي أكاديمي درس العلاقات الدولية في أهم الجامعات الأمريكية والبريطانية، وهو المدير التنفيذي لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أحد أهم مراكز الفكر والبحث العربية والعالمية، فإن ذلك لم يمنعه من البحث عن تحقيق نجاح ضخم وغير مسبوق في مجال آخر، هو مجال الرياضة، واختار لنفسه دائماً أهدافاً تبدو مستحيلة أو قريبة من المستحيل، لأنه يؤمن بأن الأهداف الكبيرة تنمي الإنسان وتجعله أقوى، وأن أي هدف مهما بلغ لا يستعصي على الإرادة الصادقة، والعزيمة الحقيقية، إذا كان الإنسان مستعداً للمعاناة وبذل ما يلزم من جهد لتحقيقه.