شارع المعز تحول إلى سوق لبيع الملابس »الآثار تحيل شارع المعز إلي لجنة لدراسته واعادته إلي ما كان عليها«. خبر قصير تناقلته المواقع الإخبارية بناء علي بيان صادر عن وزارة الآثار. لكن الحقيقة بحسب مصادر من داخل الوزارة أن الآثار لا تريد الاعتراف بفشلها في شارع المعز، بل تحاول تدارك الامر خاصة بعد أن هددت اليونسكو بادراج الموقع ضمن قائمة التراث المهدد بالخطر، والحكمة الشهيرة في البيروقراطية المصرية تقول »إذا أردت أن تقتل موضوعاً فأحله إلي لجنة« وهذا ما حدث بالفعل. »أخبار الأدب«رصدت ما يحدث في الشارع علي أرض الواقع، المعز تتهدور حالته يوما بعد يوم، الباعة الجائلون يسيطرون علي مداخله ومخارجه، السيارات تتجول براحة تامه في الشارع المخصص للمشاة، الشارع التاريخي الذي تكلف أكثر من 80 مليونا ليصبح متحفاً مفتوحاً للآثار الإسلامية، تحول تدريجياً إلي سوق عشوائية مفتوحة تبيع كل شيء. الأكثر من هذا أنه سرق عدة مرات في شهرين متتاليين وفي وضح النهار، البداية كانت بعض المقتنيات النحاسية من مجموعة برقوق، كما تعرض باب قبة الغوري لسرقة حشواته الخشبية وتحديدا من منتصف الباب. بعدها سرقت 7 كشافات من مجموعة السلطان قلاوون الأثرية، الوزارة اضطرت بعدها لنقل كل المقتنيات الموجودة بالمساجد والأسبلة التي يمكن نقلها إلي مخازن الوزارة، وإغلاق الإضاءة بالكامل من الشارع، وذلك للحفاظ علي الآثار من السرقة، وتأمينها، خاصة أن الشارع يواجه منذ الثورة انفلاتاً أمنياً كبيراً، وتعرض مراراً للسطو المسلح والتعديات وغير ذلك. تدخلت الوزارة عدة مرات خلال العام الماضي لكنها في كل مرة تعيد النظام يوما أو بعض يوم، ثم يعود الشارع لما كان عليه، الشارع الآن بلا بوابات، بلا أمن وبلا زوار أيضاً، أغلب محلات »الصاغة« اخفت بضاعتها من الواجهات، والباقي يتسول المارة ربما يرغب أحدهم في بيع مصوغاته. حالة ركود تام يشهدها أحد أشهر وأهم الشوارع التاريخية في القاهرة. ورغم ما أعلنته الآثار ونشرته عن اتفاقها مع الداخلية علي إعادة الانضباط للشارع، إلا أن ما حدث علي أرض الواقع يقول انهم لم يتدخلوا إلا في بعض الأماكن البارزة كمجموعة قلاوون في حين ظلت المداخل والأطراف تقدم نماذج الفوضي، لتصل إلي ذروتها عند مدخل الغورية، هناك لا يوجد موضع لقدم، اختفت الآثار خلف المعروضات، وتكدس الزوار في مساحة ضئيلة تبقت من الشارع، إضافة إلي هذا كله بواقي مشروع لمعالجة المياه الجوفية يستعرض مخلفاته في مواجهة الزائرين. اللجنة التي تم احالة الامر اليها كانت آخر الحلول التي تعلن معها الوزارة فشلها في الشارع، فاللجنة تهدف كما يقول بيان الوزارة الي عودة شارع المعز إلي ما كان عليه بعد أعمال المرحلة الأولي من مشروع التطوير الحضاري للقاهرة التاريخية وسوف تقوم اللجنة بمخاطبة الشركات المتخصصة لعمل المقايسات اللازمة لصيانة البوابات الإليكترونية وتشغيلها وكذا صيانة نظم ووحدات الإضاءة واستبدال التالف منها علي أن تنتهي اللجنة من أعمالها وتقديم تقرير للعرض علي السلطة المختصة خلال خمسة عشر يوما للبدء في التنفيذ فورا. وكلها مقترحات تم عرضها من قبل وعاينها الوزير بنفسه ولم يحدث شئ! محمد عبد العزيز مدير مشروع القاهرة التاريخية يقول ان هذا القرار يأتي ضمن مجموعة من الإجراءات العديدة في إطار اهتمام وزارة الدولة لشئون الآثار بالمواقع الأثرية المدرجة علي قائمة التراث العالمي والتي توليها الوزارة أهمية خاصة ومنها مدينة القاهرة التاريخية بعد أن ظهرت مؤخراً العديد من المشكلات التي تناولها الاجتماع الأخير لمنظمة اليونسكو في فبراير الماضي والتهديد بنقل موقع القاهرة التاريخية لقائمة المواقع المهددة بالخطر وذلك بعد استعراض جميع المشكلات والتعديات التي تواجه موقع التراث العالمي وما تواجهه مصر من تحديات في الفترة الأخيرة بعد ثورة 25 يناير وصعوبة تمويل بعض مشروعات صون وحماية المواقع التراثية.