لابيد -- جانتز وصلت الأحزاب العربية في إسرائيل إلي طريق »مسدود» لتشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات الإسرائيلية العامة المزمع إجراؤها في شهر أبريل. وبهذا الفشل تتجه الأحزاب العربية لتشكيل قائمتين في مواجهة تحالفات يمينية إسرائيلية كبيرة ما يقلص حظوظ نجاح العرب في الحصول علي عدد مناسب من مقاعد الكنيست. ويذكر أن القائمة العربية المشتركة حصلت في انتخابات عام 2015 علي 13 مقعدا من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي. وقال سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة منصور دهامشة لصحفيين »المفاوضات لتشكيل قائمة مشتركة وصلت إلي طريق مسدود». وتعتبر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة من أكبر القوي العربية في إسرائيل، ويشكل الحزب الشيوعي العمود الفقري فيها، وهي تناهض الاحتلال الإسرائيلي وتؤمن بقيام دولتين فلسطينية مستقلة وأخري إسرائيلية. وأوضح دهامشة »لقد توصلنا إلي اتفاق رسمي مع حزب العربية للتغيير برئاسة الدكتور أحمد الطيبي للذهاب في قائمة واحدة تضم أيضا الحزب الديمقراطي العربي بقيادة المحامي طلب الصانع». وعبر دهامشة عن تخوفه من أن يعزف الناخبون العرب عن التصويت بسبب حيرتهم بين القائمتين. وتضمّ قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أعضاء من مختلف مكونات المجتمع الاجتماعية والطائفية، ففيها مسلم ومسيحي ودرزي ويهودي. ويأتي تشكيل قائمتين عربيتين في ظل تحالفات يمينية إسرائيلية كبيرة. فقد قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإرجاء سفره إلي موسكو ليساعد القوائم اليمينية الصغيرة المتشددة للتوحد من أجل تشكيل معسكر يميني يساعده في العودة الي رئاسة الحكومة. ويحتاج كل حزب في حال ترشح علي قائمة منفصلة إلي الحصول علي نسبة 3٫25% من أصوات الناخبين ليدخل الكنيست دفعة واحدة بأربعة مقاعد، وإلا ستذهب الأصوات التي حصل عليها هدرا. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه خصما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تشكيل تحالف بهدف إلحاق الهزيمة به في الانتخابات التشريعية المبكرة في أبريل المقبل. واتفق كل من الجنرال السابق بني جانتز ورئيس حزب (يوجد مستقبل) يائير لابيد علي التناوب علي رئاسة الحكومة في حال فازا بالانتخابات، بحسب بيان مشترك لهما. وقرر رئيس هيئة الأركان السابق الجنرال احتياط جابي اشكينازي الانضمام إلي القائمة الموحدة. كان استطلاع للرأي، نُشر أمس، أظهر أن كتل اليسار تتقدم علي كتل اليمين بفارق مقعدين، وذلك لأول مرة منذ الإعلان عن موعد الانتخابات. وبحسب الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه هيئة البث الإسرائيلية، فإن أحزاب اليمين، يتصدرها حزب »ليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ستحصل علي 59 مقعدا فقط من أصل 120 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي.. وأظهر استطلاع آخر، أن حزب »مناعة لإسرائيل» و»يوجد مستقبل» وأحزاب الوسط واليسار ستحصد 61 مقعدا في الكنيست، مقابل 59 لمعسكر اليمين المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأصبحت القائمة الموحدة الجديدة »قائمة الجنرالات»، إذ تضم الجنرال جانتز ووزير الدفاع السابق موشي يعالون ورئيس الأركان السابق جابي أشكينازي، وهي شخصيات تشكل عامل جذب في المجتمع الإسرائيلي الذي ينظر إلي الجيش علي أنه صمام الأمان. يذكر أنه في حال فاز نتنياهو في الانتخابات سيصبح بحلول الصيف المقبل أطول رئيس وزراء إسرائيلي بقاء في السلطة. من ناحية أخري شنّت قوات إسرائيلية امس الجمعة، حملة اعتقالات واسعة شملت عشرات الفلسطينيين في مدينة القدس بعد الدعوات للنفير العام نحو المسجد الاقصي المبارك واداء صلاة الجمعة قرب ساحة باب الرحمة المغلق من قبل قوات إسرائيلية. وكانت الحركة الإسلامية في القدس قد دعت إلي النفير العام نحو المسجد الأقصي، امس الجمعة، لكسر إجراءات إسرائيل في باب الرحمة، وإقامة الصلاة فيه وفي الساحات القريبة منه، بحسب وكالة »سما» الفلسطينية للأنباء. وأكدت الحركة في بيان لها، ضرورة استمرار الاعتصام والاعتكاف في باب الرحمة حتي يفتح بشكل دائم للصلاة كسائر مصليات المسجد الأقصي الأخري. يشار إلي أن قيام قوات إسرائيلية باقتحام المسجد الأقصي المبارك وإغلاق باب الرحمة يوم الاثنين الماضي قد قوبل بالاستنكار في العالم العربي والإسلامي بوصف ذلك استفزازاً لمشاعر الأمة الإسلامية، وانتهاكٍ صارخ للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.