قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت رسول الله يقول: »إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر اليه» هذا الحديث من الاحاديث الهامة التي تعتبر من اصول الاسلام وفي هذا الحديث يرسي الرسول قاعدتين من أهم القواعد الاسلامية التي يقوم عليها بناء الاعمال والثواب عليها وتعتبر الاساس الذي يقوم عليه كل عمل وعن طريق النية يجازي كل عامل بما عمله وجاءت أهمية هذا الحديث أنه أفاد أهمية الاخلاص في العمل حتي يستحق النواب عليه وفي نفس الوقت هو تحذير من الرياء لانه الله يعلم النيات.. وإذا انعقدت النية علي عمل ما من الاعمال وصمم الانسان علي عمله فإن له ثواب نيته سواء تحقق العمل أو لم يتحقق ودل علي ذلك ما قاله النبي في احدي الغزوات حيث قال: »ان بالمدينة لرجالاً ما سر تم مسيره ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض أو حبسهم العذر.. الا شاركوكم في الاجر» ثم نستكمل بقية الحديث فنجد قوله »فمن كان هجرته إلي الله ورسوله» بمعني إذا كانت هجرته في سبيل الله وأبتغاء مرضاته فهو المهاجر إلي الله ورسوله حقاً أما إذا كان المهاجر طالباً من طلاب الدنيا أو راغباً في امرأة يتزوجها فهجرته إلي ما هاجر اليه.. وبهذا الحديث الشريف يتبين لنا أهمية الاخلاص في العمل بحيث لا تشوبه شائبة من شوائب الرياء فيقول الله تعالي »فمن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا». وقال تعالي: »ومن ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً وهذا وعد من الله تعالي يعظم أجر المخلصين.. وإذا كان الحديث قد نص علي الهجرة فما هي إلا مثال من أملة العمل وعلي ضوئها تقاس سائر الاعمال.. ويقول الله تبارك وتعالي »أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملاً اشرك معي فيه غيري تركته وشركه».. وهكذا كل عمل يشرك فيه صاحبه أحدا غير الله متروك ولا وزن له ولا أجر له.