ابطالنا قدموا اسطورة الفداء بتحدي الجيش البريطانى رفضاً للإنسحاب من اراضينا بالاسماعيلية فى 1952 850 جندياً فقط بأسلحة عتيقة واجهوا 7 الاف مقاتل بريطانى فى مهمة الدفاع عن الكرامة والمقاومة الشعبية صمود رجالنا يرغم الجنرال اكسام على اداء التحية العسكرية ومأجورين حاولوا طمس البطولة بعد 59 عام صدفة.. تعيد الأمجاد والجراح فشتان الفارق بين جمعة الخامس والعشرين من يناير من عام 1952، ونفس الجمعة بعد مضى 59 عاماً فى 2011، والان. الأولى، قدم ابطالنا من رجال الشرطة اسطورة الفداء والتضحية، بتحدى الجيش البريطانى بالإنسحاب من مدينة الإسماعيلية. وفى الثانية، كانت أجواء احتفالية، استغلها المأجورين لتأجيج الأوضاع بعدها بأيام وتحديداً فى الثامن والعشرين من يناير بمحاولة كسر جهاز الشرطة. أما الثالثة وبعد مضى67 عاماً على الاولى، و 8 اعوام على الثانية، كانت مصر الجديدة، اراضى خضراء بدلاً من بحار الدم، عودة تلاحم الشعب مع شرطته الباسلة وجنوده الابطال الذين مازالوا يفدون بلادنا بأرواحم. .. لن نعود الى سؤال بدى متكرر، هل احداث يناير ثورة أم مؤامرة؟، بل سنخوض فى تفاصيل أكثر عمقاً، هل قرر الحمقى محو تاريخ واسطورة رجال الشرطة امام العدو البريطانى؟، هل كانت مصادفة ان يستهدف الإرهاب بلادنا بعمليات منذ عام 2004 تم تحديدها فى توقيتات تتزامن مع احتفالات وطنية وإجتماعية، مثل اعياد شم النسيم واحتفالات حرب أكتوبر المجيدة، نهاية بأحداث الخامس والعشرين من يناير؟، هل كانوا يريدون منا نسيان ما فعله رجالنا البواسل فى مواجهة الجيش البريطانى؟، ما سنسرده حقيقه رواها الشجعان بدمائهم فى كتاب التاريخ المصرى الذى لا ينضب ابدا. من يتعمق فى الاحداث، يعلم انها لم تكن ابداً صدفة، لماذا إستهدف الإرهاب بلادنا بعمليات إجرامية فى توقيتات تتزامن مع احتفالات وطنية إجتماعية، الحدث بدى متكرر فى عام 2004، ومن بعدها 2005و 2006 و2007، حتى كان تحديد ميعاد ثورة مزعومة فى الخامس والعشرين من يناير، لتستهدف بلادنا، ولو كان الشعار هو "اسقاط النظام" ظاهرياً، الإ كان اكثر واقعياً بان الهدف هو إسقاط الدولة، سقط النظام وحل مكانه اخر، بينما الاحداث تشتعل أكثر ولا تهدأ، والهياج يتزايد بإسقاط اى نظام اذا لم تأتى جماعة الإخوان الإرهابية الى الحكم. محاولة اذلال قبل 67 عاماً كانت محاولة إذلال الوطن ايضاً من قبل المحتل البريطانى، عندما وصل التوتر بين مصر وبريطانيا الى القمة، بسبب الاعمال الفدائية للمصرين التى استهدفت معسكرات الإنجليز، وكبدتهم خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات، بالإضافة الى إنسحاب اكثر من 19 الف مصرى من العمل فى معسكرات الإنجليز، علاوة على قرار موردى الخضروات والفاكهة توريد الأطعمة الى قوات الإحتلال. حينها كانت المغامرة من قبل المحتل، عندما استدعى القائد البريطانى البريجادير أكسام ضابط الاتصال المصرى، فى صباح الجمعة من عام 1952، ليسلمه انذاراً بأن تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها بالكامل للقوات البريطانية، وتجلو عن المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة بأكملها، وتسنحي الى القاهرة، بدعوى ان الشرطة المصرية تساعد الفدائيين على استهداف القوات البريطانية، وإخفائهم فى ثكناتهم. محافظ الاسماعيلية يرفض قرار قائد الإحتلال، يبلغ اللواء فؤاد سراج الدين باشا وزير الداخلية الذى اقر ايضاً على عدم الإنسحاب والمقاومة وعدم الإستسلام، بعدما ابدى رجال الشرطة حينها موقفهم بعدم الإنسحاب من ارض الوطن، حتى ولو كان الثمن هو دمائهم الذكية. بطولة اسطورية رفض محافظ ومعه وزير الداخلية ورجال الشرطة لقرار القائد البريطانى، افقدته اعصابة، ليرسل إنذاراً لمأمور قسم الشرطة يطلب منه تسليم اسلحة جنوده وعساكره، والإ سيقوم بدك المحافظة والقسم والثكنات على رؤوس رجال الشرطة. رغم الإنذار الشديد، ونية المحتل فى تنفيذ قراره، الإ ان مأمور القسم ورجال الشرطة قرروا المواجهة، فالموت فى سبيل الوطن شرف، والإنسحاب من المعركة امام المحتل ليس له مكاناً فى قاموس البطولة الذى اقسم عليه رجال الشرطة البواسل. دقائق تمر، وكانت الدبابات والعربات المصفحة الإنجليزية يقودها الجنود المزودين بأحدث الاسلحة تنطلق لحصار قسم شرطة الاسماعيلية، وليطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع وبدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة تجاة اهدافهم من رجال الشرطة المصريين، الذين لم يحملوا سوى البنادق العتيقة التى تعود الى عهد محمد على. عقيدة رجالنا البواسل كانت تتدفعهم نحو الموت لنيل الشهادة، "إما النصر أو الشهادة" ولا مجال لغير ذلك، ومن ثكنة الى اخرى راحوا يتصدون لنيران المعتدى القادمة من فوهات الدبابات المتقدمة والبنادق الحديثه، بأسلحة عتيقه قادمة من عهد محمد على، باتت فى حكم الزمن ضعيفة متهالكة لا تقوى على الرد او المقاومة، ورغم ذلك اجاد رجالنا استخدامها ليصيبون المعتدى ويستطيعوا الحاق الخسائر فى القوات والمعدات. المعركة الغير متكافئة تتواصل الى غروب الشمس، ثمانمائة من رجال الشرطة فى الثكنات وثمانين فى المحافظة يواجهون بأسلحتهم العتقية اكثر من سبعة الاف جندى بريطانى مزودين بأحدث الاسلحة التى تراوحت بين الخفيفه والمتوسطة والثقيلة، ومع ذلك قاوم جنودنا ببسالة وشجاعة فائقة، حتى إنتهت بنفاذ اخر طلقة رصاص من جنودنا البواسل، وإستشهاد نحو السبعين بخلاف إصابة اكثر من مائتين اخرين. تحية عسكرية تلك المعركة كانت الشعلة الأولى لجلاء المحتل البريطانى عن مصر، ورغم هذا لم يستطع الجنرال أكسام ان يخفى اعجابه بشجاعة رجال الشرطة المصريين وبسالتهم خلال المعركة أو المجزرة بمعناها الصحيح، ليقول للمقدم شريف العبد نصاً: " لقد قاتل رجال الشرطه المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعاً ضباطاً وجنوداً"، فالإستسلام لم يأتى الإ بعد نفاذ اخر طلقة رصاص، بعدها امر فصيلة بريطانية كاملة بأداء التحيه العسكريه لطابور رجال الشرطه المصريين عند خروجهم من دار المحافظه ومرورهم امامهم تكريماً لهم وتقديرا لشجاعتهم. بطولات رجال الشرطة لا تنضب ابداً، ببسالة حافظوا على امن البلاد داخلياً، يتصدون للإرهاب ويلاحقون المجرمين، يدفعون بأرواحهم الطاهره ودمائهم الذكية ضريبة الحفاظ والحماية لأرض الكنانة. وبسبب تلك المعركة الأسطورية اقامت ثورة يوليو من نفس العام 1952نصباً تذكارياً بمبنى من بلوطات النظام فى منطقة العباسية بالقاهرة، تكريماً لشهداء الشرطة، وهو عبارة عن تمثال رمزى لأحد رجال الشرطة البواسل الذين استشهدوا خلال معكرة الصمود بالإسماعيلية. ومنذ هذا اليوم ايضاً تحتفل مصر كل عام فى الخامس والعشرين من يناير بعيد الشرطة، كما أنه أصبح عيداً قومياً لمحافظة الإسماعلية حتى قرر الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك فى 2009 ان يكون يوم 25 يناير عطلة رسمية فى مصر، احتفالاً ببطولة رجال الشرطة البواسل، لكن بعدها بعامين وتحديداً فى 2011، كان هناك من حاول طمس تلك البطولة بأحداث الخامس والعشرين من يناير، فى الثورات المزعومة بثورات الربيع العربى، بزعم الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، حتى غابت غيوم المؤامرة، وكشف الشرفاء عن العوبة الجبناء والمتأمرين، فتابوا عن تلك الاحداث وعادوا من الميادين، حاملين فى ايديهم شعلة العمل والإنتاج، بعد ثورة تصحيح فى الثلاثين من يونيو فى عام 2013، ولتنطلق البلاد فى مسارها الصحيح بأراض عامرة وحضراء، بدلاً من الدمار وبحار الدم التى ارادها عدو لعب على اوتار التطرف والجهل والعمالة لأنصاره فى الداخل. *** والي رجالنا البواسل.. مداد بطولاتكم مستمر، معكم ننعم بالأمن والوطن عيدكم.. عيدنا.. عيد كل المصريين.