■ فليكس تشيسكيدي أسئلة كثيرة تطرح عما حدث في الانتخابات الرئاسية بالكونغو الديمقراطية التي اجريت في 30 ديسمبر الماضي واعلنت نتيجتها الاسبوع الماضي، هل هو تداول تاريخي علي السلطة أم قد تعرقل العملية الديمقراطية وسط شكوك واتهامات بالتزوير بعد إعلان فوز معارض سياسي في أول عملية انتخابية ناجحة هناك منذ 18 عاما. ففي مفاجأة لجميع التوقعات، أعلنت مفوضية الانتخابات بالكونغو، فوز مرشح المعارضة فليكس تشيسكيدي (55 عاما) بانتخابات الرئاسة في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد منذ الاستقلال عن بلجيكا عام 1960. وحصل تشيسكيدي علي 38.57% من الأصوات التي تجاوز عددها 18 مليونا. ورغم ذلك الفوز، إلا أن الكثير من الأصوات المعارضة تعالت تشجب بالنتيجة وتشكك بها. وكان من أبرز المعارضين لفوز تشيسكيدي الكنيسة الكاثوليكية هناك التي أعلنت رفضها التام لنتيجة الانتخابات وشككت في صحتها. وقالت إن »النتيجة النهائية تخالف توقعات المراقبين والذين يقدر عددهم بنحو 40 الفا وقاموا بإحصاء الأصوات وقت الانتخابات». وهو نفس ما فعله مارتن فايولو وهو معارض آخر ومرشح للانتخابات الرئاسية والذي رفض بشكل قاطع نتيجة الانتخابات رغم ترحيب بعض سكان العاصمة كينشاسا بالنتيجة. وفي دراسة تحليلية لفرص الفوز الحقيقية لتشيسكيدي، شكك موقع أفريكان أرجيومنت في صحة نتيجة الانتخابات التي أسفرت عن فوزه بنسبة تجاوزت 38% وأوضحت أن الدراسات والتوقعات التي سبقت اعلان النتيجة توقعت أن يحصد تشيسكيدي فقط بين 21.3% و25% علي أقصي تقدير. ووصف تقرير لل بي بي سي نتائج الانتخابات بأنها تمثل »انقلابا انتخابيا» عقب رفض المنافس فايولو الاعتراف بهزيمته. وعلي الصعيد الدولي، أعلنت فرنسا رفضها نتيجة الانتخابات. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن النتائج »لا تطابق توقعات المراقبين وقت حصر الأصوات. في الوقت الذي حافظت فيه كندا علي حيادها بالنسبة لنتيجة الانتخابات، وقالت انها تتوقع أن يحترم الخيار الذي أعرب عنه الشعب الكونغولي في هذه المناسبة. كما ايدت عدد من الدول فوز تشيسكيدي في الانتخابات منها مصر وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بيانا دعا فيه إلي الهدوء في البلاد التي تواجه خطر العنف السياسي والأطراف إلي الإحجام عن العنف، وإلي توجيه أي نزاعات انتخابية في نهاية المطاف إلي الآليات المؤسسية. ويخشي مجلس الأمن من احتمال أن يؤدي هذا الخلاف حول نتائج الانتخابات إلي أعمال عنف مماثلة لما شهدتها البلاد بعد انتخابات عامي 2006 و2011، ولذا اجتمع أول أمس لبحث كيفية الرد علي ذلك وقادت روسيا والصين دعوات في المجلس لإبقاء القوي الكبري بعيدة عن الخلاف الانتخابي في جمهورية الكونغو الديموقراطية وأن علي مجلس الامن أن يحرص علي استقرار الكونغو الديموقراطية في أول انتقال سلمي للسلطة فيها منذ استقلالها عن بلجيكا عام 1960. كما دعا الاتحاد الإفريقي، إلي حل الخلافات حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الكونغو الديمقراطية بشكل ودي وسلمي وذلك من خلال الحوار السياسي بين الأطراف المعنية وخرج أنصار المعارض فيليكس تشيسيكيدي إلي شوارع كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية للاحتفال بفوزه في الانتخابات الرئاسية. وتنافس في الانتخابات الرئاسة التي كان المفترض ان تجري عام 2016 والتي شهدت خروقات طبقا للمراقبين المحليين. ثلاثة مرشحين، بينهما مرشحان من المعارضة هما تشيسيكيدي ومارتن فايولو، بالإضافة إلي مرشح السلطة إيمانويل رامازاني شاداري والذي شغل منصب وزير الداخلية السابق وحظي بدعم الرئيس الحالي جوزيف كابيلا. وكان كابيلا الذي حكم الكونغو من قبضة من نار منذ عام 2001. وفيليكس تشيسيكيدي 55 عاما هو نجل المعارض التاريخي إتيان تشيسيكيدي، الذي توفي في بروكسل منذ عامين وما زالت رفاته في بروكسل، في غياب اتفاق حول تنظيم جنازة له بين حزبه »اتحاد الديموقراطية والتقدم الاجتماعي» والعائلة والحكومة. وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إرسال 80 جنديا إلي الجابون ترقبا »لأعمال عنف محتملة في الكونغو عقب إعلان نتائج الانتخابات»، مؤكدا أن هذه القوات تستهدف حماية المواطنين والدبلوماسيين الأمريكيين في العاصمة كينشاسا.