لا شئ يشغل المهتمين بالعمل العربي المشترك،ولا صوت يعلو فوق مسألة عودة سوريا إلي الجامعة العربية،حيث تحولت الشغل الشاغل بل التحدي أمام صانعي القرار فالعودة باتت أمرا مؤكدا بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وسيطرة الدولة السورية علي مجريات الأمور،بالإضافة لقناعة الكثير من الدول العربية أن عودة سوريا لشغل مقعدها -الذي جمدت عضويتها فيه عام2011 ، أصبح أمرا ملحا للغاية. مسألة العودة برغم تأكيدها إلا أنه لم تحسم متي؟ وأين ؟ كيف ؟،إلا أن هناك ثلاثة سيناريوهات للعودة أولها : أن يكون قرار العودة في القمة العربية الاقتصادية التنموية التي ستعقد في العشرين من الشهر الجاري في لبنان،وهذا السيناريو الأضعف،خاصة وأن لبنان لا تحتمل مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن. السيناريو الثاني: فهو عودتها بقرار مجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية العادي والذي سيعقد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة في مارس القادم وبالتالي سيفتح الطريق أمام دعودة الرئيس بشار الأسد لحضور القمة المقررة في تونس. السيناريو الثالث: فهو تونسي خالص، سيكون القرار بعودة سوريا للحضن العربي في الاجتماعات التي تسبق القمة في تونس أو في القمة التي التي تستضيفها وبالتالي حضور الأسد أو مندوب عنه. كل الأمور أصبحت تشير إلي عودة سوريا كان من آخرها تصريحات مصادر في الرئاسة التونسية بأن استعادة مقعد دمشق في الجامعة العربية، أضحي مسألة وقت، وأنها مرتبطة فقط بتحقيق توافق عربي علي دعوة الرئيس السوري بشار الأسد، إلي قمة مارس. المصادر قالت أيضا إن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي تواصل عبر مبعوثيه إلي العواصم العربية، مع قادة الدول، ولمس منهم قبولًا مبدئيًا بعودة دمشق إلي الجامعة العربية،موضحا أن الاختلاف القائم حاليًا هو طريقة العودة إلي الحضن العربي، سواءً بإيفاد مندوب سوري إلي أعمال القمة الثلاثين، أو بحضور بشار الأسد نفسه اجتماع القادة. أما حزب »نداء تونس»، فقال إن الرئيس السبسي، يقوم بالتشاور مع الدول الشقيقة حول توجيه دعوة رسمية لنظيره السوري، بشار الأسد، لحضور القمة العربية في مارس المقبل. المتحدث باسم حزب »حركة نداء تونس»، منجي الحرباوي، صرح أيضا بأن موقف تونس يبقي دائما متناسقا مع موقف الدول العربية الشقيقة، ولذلك لن تبت تونس في مشاركة الرئيس السوري في القمة، إلا بعد التنسيق والتشاور مع الدول العربية الأخري.وأكد الحرباوي علي وجود قناعة لدي الحزب، بأن »سوريا مظلومة وشنت عليها حرب قذرة، وبأن النظام السوري كان علي حق». وشدد علي أن السلطات في سوريا، لم تكن تعادي الثورة السورية وإنما الجهات الخارجية التي دخلت سوريا وحملت السلاح في مواجهة الدولة والشعب السوري، من أجل أغراض سياسية، وأجندات أجنبية.وقال المتحدث، إن حزب »نداء تونس»، يرحب بعودة سوريا إلي جامعة الدول العربية، وبحضور رئيسها للقمة العربية في تونس للم الشمل العربي. بعد هذه الخطوات المتسارعة نحو عودة سوريا إلي الحضن العربي تبقي أيضا ملفات تحتاج مد اليد العربية للمساعدة فيها من بينها عودة اللاجئين وعودة الاعمار..فهل ينجح الجسد العربي في لملة أشلائه ووقف النزيف الذي حدث لسنوات ومساعدة نفسه علي التعافي نتمني أن يكون العام 2019 بداية لعلاج ما أفسده العرب بأيديهم وبأيد غريبة !!