يحتفل نادي الترجي الرياضي التونسي هذا الشهر بمرور مئة عام علي تأسيسه، ارتبط اسمه بشكل وثيق خلالها بمختلف نواحي بلاده السياسية والاجتماعية والرياضية، وتوجها بأفضل طريقه ممكنة العام الماضي بتربعه مجددا علي عرش كرة القدم الإفريقية. والترجي هو أقدم الأندية التونسية وأكثرها تتويجا، وتضم خزائنه 45 لقبا أبرزها 28 لقبا في الدوري التونسي، وثلاثة في دوري أبطال إفريقيا، إضافة الي تتويجات في رياضات أخري مثل كرة اليد والطائرة والسباحة والجودو. يعد حي باب سويقة معقل الترجي بكل ما للكلمة من معني، ونادرا ما يمر "مكشخ" (الاسم الذي يطلق علي مشجعي النادي) في شوارعه من دون أن يكون مرتديا قميص الفريق الأحمر والأصفر، أو يرتدي ما يدل عليه من قبعة أو شعارات. في الحي الذي تتقاطع شوارعه عند نافورة يجتمع حولها المشجعون بعد كل انتصار، لا يخلو ركن من كتابة على الجدران بعبارات فخر الانتماء للنادي، بينما تتدلى الرايات الحاملة ألوانه، فوق المقاهي المتراصة. شهد الحي عام 1919 الاجتماعات التأسيسية للترجي، والتي عقدت في مقهى حمل الاسم نفسه، وتزعمها كل من محمد الزواوي والهادي القلال. يأتى تأسيس النادي في مطلع حقبة شهدت فيها تونس، لاسيما في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، حراكا وطنيا نشطا ضد الاستعمار الفرنسي، لا سيما مع عودة الحبيب بورقيبة الى البلاد عام 1927 واتخاذه من باب سويقة والحلفاوين المجاور له، مقرا لنشاطه. كما جمعت المنطقة رموز النضال السياسي وشخصياته آنذاك أمثال الحبيب ثامر وعبد العزيز الثعالبي والمنجي سليم وغيرهم.تداخل السياسي والثوري بالرياضي في باب سويقة والترجي.