مدحت صفوت وحسام جايل وحافظ المغربي ومحمد أبو الفضل بدران وهويدا صالح وتامر فايز تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، نظم بيت الشعر بالأقصر، علي مدار ثلاثة أيام، مهرجان الشعر العربي في دورته الثالثة، والذي شهد أولي فعالياته يوم 15 نوفمبر في قاعة المؤتمرات الدولية المُطلة علي كورنيش النيل، بحضور كل من هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، وعبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة، ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، والناقد الدكتور محمد عبد المطلب رئيس لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة، وهو ضيف شرف المهرجان. وفي كلمته المُرحبة بالضيوف، قال الشاعر حسين القُباحي مدير بيت الشعر بالأقصر: »لأن الشعر من أطيب الكلام، ولأن الشعر ديوان العرب، ولأن الشعر هو الحافظ لهويتنا ولغتنا العربية، وهو الحارس علي تراثنا الثقافي والإبداعي، وعلي كل ما مر بنا من تاريخ، وعلي كل ما قدمناه من منجز حضاري ساهم به العرب والشعراء في إحياء التراث الإنساني.. نحنُ موجودون هُنا. هذا العام اكتملت شجرة الشعر، مدت جذورها عميقاً في الأرض، ومدت فروعها عالية في السماء، وتدلت ثمارها التي أينعت، وحان قطافها». وأضاف: »خلال مسيرة بيت الشعر التي امتدت لثلاث سنوات كان هناك الكثير من الإنجازات التي نفخر بها، منها أننا قدمنا خلال هذه الفترة أكثر من 50 شاعرا شابا قلبوا المشهد الثقافي الشعري، وأعادوا للقصيدة العمودية الفصيحة والموزونة بهاءها وريادتها في المشهد الشعري المصري، بل اقتحم معظمهم المشهد الشعري العربي. قدمنا أيضاً نقاداً جدداً لم يكن المجال مفتوحاً لهم ليساهموا في مسيرة النقد العربي. كان لنا أيضاً محاولات جادة للتفاعل مع المحيط الثقافي الذي يتمثل في الهيئات والمؤسسات الثقافية التابعة للدولة. أُتيح لنا أيضاً أن ننفتح علي الفنون كافة؛ علي القصة، والرواية، والمسرح، والفنون التشكيلية، وهو ما جعلنا جزءاً من المشهد الثقافي المصري». أما هيثم الحاج علي فقال في كلمته: »نلتقي للمرة الثالثة في مهرجان الشعر بالأقصر. تلك المدينة التي تُعد من مدن الشعر والجمال. تلك المدينة التي تغرس جذورها في التاريخ وتفتح لنا آفاقاً من الجمال والرحابة. تلك المدينة التي نتجمع فيها دائماً مُتيمين ومولعين بكل جميل، ولذلك أود أن أشكر بيت الشعر علي ذلك الاستمرار الذي يجمعنا حول الشعر، وحول الكلمة الجميلة. وفي النهاية اسمحوا لي أن أشكر القصيدة التي تجمعنا وتبني لنا مُدناً من الجمال، نعيش فيها، وننطلق بخيالاتنا». وشهد اليوم الأول من المهرجان، عقب الافتتاح مباشرة، أمسية شعرية شارك فيها كل من الشعراء: أحمد حافظ، وروضة شاهين، وعبد المنعم كامل، ومحمود سباق، ومحمود شريف. وفي المساء، أقيم في بيت الشعر معرض بمشاركة 37 من فناني الفن التشكيلي والحروفيات، تحت عنوان (أبجد بين الضاد واللون)، بعدد 40 لوحة. وبدأ اليوم الثاني 16 نوفمبر بأمسية ثانية شارك فيها الشعراء: حسن طلب وحسين خلف الله وعبد القادر الحصني ومحمد طايل ونورا عثمان وهاجر عمر ووسام دراز، وأمسية ثالثة أيضاً في المساء، شارك فيها الشعراء: الضوي محمد الضوي وحنان شاهين وشيرين العدوي وعمرو الشيخ وطه الصياد ومصطفي رجب ويونس أبو سبع. أما اليوم الثالث، فبدأ بأهم فعالية في المهرجان، وهي الجلسة النقدية التي تناولت إبداعات عدد من الشعراء الشباب المُبتدئين وهم روضة شاهين وطه الصياد ووسام دراز ويونس أبو سبع ومحمد طايل ويوسف عابد ومحمود شريف ونورا عثمان، والتي حاضر فيها كل من د. تامر فايز، ود. حافظ المغربي، ود. حسام جايل، ومدحت صفوت، ود. هويدا صالح، وأدارها د. محمد أبو الفضل بدران، ولأن ضيق المساحة لن يسمح بعرض أبحاثهم، فسوف نركز علي دراسة مدحت صفوت، لكونها أتيحت لنا، لا أكثر، إذ قال فيها »بعد قراءة الأعمال الشعرية للشعراء المشار إليهم، بإمكاننا القول إن القصائد في أغلبها تلهث وراء التداعي والإيقاع والجرس الموسيقي، دون غاية كلية أو هدف رئيسي، ونقصد بالتداعي إمكانية توليد الصور الفنية ومعاني القصيدة، وذلك وفق منظور تكراري، للسياقات الدلالية عبر إعادة المفردات أو المترادفات، كذا القيام علي بنية إيقاعية شديدة الصخب، والاعتماد علي ظلال الدلالات بأبعادها المباشرة انطلاقاً من تداخل أجواء وعوالم تخيلية متباينة في النص الواحد، وهو ما نلحظه متوافرا عند نورا عثمان وروضة شاهين ومحمود شريف». »بصفة عامة، بدت القصائد خليطاً من الأصوات الشعرية الراسخة، دون أن يبدو صوت الشعراء الشباب إلا فيما ندر، وبإمكان المتلقي أن يتلمس صوت محمود درويش عند يونس أبو سبع مثلاً، أكثر مما يقرأ أبو سبع وقصيدته، وإن بدا الأخير أفضل حالاً من بقية الشعراء موضع الدراسة، الذين يلهثون وراء القصيدة الزخرفية الإيقاعية، التي تصنع تناغماً صوتياً أشبه بالجعجعة دون الطحن، وهي سمة نلاحظها في كثير من الكتابات التي تسير علي درب القصيدة الجواهرية نسبة إلي مهدي الجواهري، أو البردونية في مستويات أقل نسبة إلي عبد الله البردوني». ويشير مدحت صفوت في دراسته إلي أن قصائد الشباب لم تنج من المحاكاة التقليدية، »فالاتكاء علي المحاكاة في شكلها الأولي والبدائي، التي لم يعد لها مسوغ ولا مبرر في الكتابة، بل لم يعد هناك بما يُعرف بالمحاكاة الساخرة أو غير الساخرة، فبنية العقل المحاكي أو الذي يري في المحاكاة ضرورة فنية، تفترض بوجود أصل وصورة، مركز وهامش، ما يعني أن العمل الإبداعي والفني انعكاس مباشر لما يحاكيه، وليس للعمل الفني دور سوي أن يكون بمثابة مرآة ينعكس عليها الواقع». وبعد الجلسة النقدية، كانت هناك أصبوحة شعرية، لشعراء البوادي المصرية من سيناء ومطروح والفيوم، والتي شارك فيها كل من حمدان الترابين، وسليمان صبيح الحيوي، وسليمان أبو دقة، وعلاء الرمحي، وعبد القادر طريف. وانتهي اليوم الثالث، والأخير من المهرجان، بأمسية شعرية أقيمت في المسرح المكشوف في ساحة معبد الأقصر، وشارك فيها كل من النوبي عبد الراضي وجمال الشيمي وعزت الطيري وقمر صبري الجاسم ومحمد جاد المولي ويوسف العابد.